السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

آخر خدمة "هويدي" لإيران.. تهزيق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمكن اعتبار مقال فهمى هويدى المنشور فى الشروق أمس الأول الإثنين انكسارًا وإعلان هزيمة من كاتب ظل على امتداد ما يزيد على ثلاثين عامًا خادمًا وفيًا للمصالح الإيرانية، وتحول قلمه إلى «خنجر فارسى» يطعن به أى مختلف مع طهران وسياستها.
ومن ثم يمكن وصف زيارة هويدى الأخيرة لطهران بأنها كانت صفعة من ملالى قم على وجه «الخادم الوفى».
القصة كما ذكرها مقال «هل تصبح إيران شيطان العرب الأكبر؟» ملخصها كالتالى:
التقى هويدى كلا من رئيس مجلس الأمن القومى ووزير الدفاع الأسبق السيد على شمخانى والدكتور على ولاياتى مستشار المرشد ووزير الخارجية الأسبق ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية، كما اجتمع مع مركز الدراسات الدولية بوزارة الخارجية فضلًا عن مقابلة أساتذة ودارسى جامعة الدراسات العالمية بالإضافة إلى نخبة من مثقفى التيار الإصلاحى وعرض عليهم «الخادم الوفى» الأسئلة والأسباب التى جعلت العالم العربى ساخطًا غاضبًا من إيران جراء تدخلها فى اليمن والعراق وسوريا ولبنان لدرجة أن أعلنت طهران ذاتها سيطرتها على أربع دول عربية.
المفاجأة فى إجابات هذه العصابة لم تكن فى نفيها أى تدخل فى العالم العربى، فهذا الكذب والتضليل أمر معهود، لكن المفاجأة جاءت من إهانتهم لخادمهم الوفى والسخرية منه وإلا فكيف يمكن فهم قولهم لهويدى: «إيران ليست طرفًا فاعلًا فى التفاعلات الحاصلة فى لبنان، وحزب الله جزء من القوى السياسية هناك، ويمارس أنشطته وصلاحياته فى الإطار المتفق عليه بين مختلف القوى اللبنانية»، هذا الكلام لا يقنع الطفل الرضيع وطرحه على هويدى هو فى حقيقة الأمر إهانة واستخفاف وتهزيق له، فالجميع يعرف أن حسن نصرالله مجرد بلطجى لطهران فى لبنان بل إن نصرالله نفسه قال إن ايران يمكنها أن تدفع دعما للبنان مثل السعودية.
الإهانة الثانية التى وجهتها «عصابة طهران» لهويدى هى قولهم: التدخل فى اليمن شائعة لا أساس لها من الصحة ومساعدة الحوثيين الذين ليسوا من الشيعة أصلًا لم تتجاوز حدود الرأى والنصيحة التى استجابت لها طهران حين وجهت إليها».
يقينا ان كاتب المقال نقل هذه العبارة ولم يفهم معناها ومغزاها ولو فهم لما كتبها وكان غطى على "خيبته " وسكت.... لماذا؟.
بإيجاز شديد ظل الأخ هويدى منذ بروز أحداث اليمن على السطح يكرر ويعيد ويزيد أن الحوثيين زيدية شافعية وأنهم أقرب إلى السُنة من الشيعة - وهذه فضيحة كبرى كما سيتضح بعد قليل - وإذا كان هذا هو مستوى فهمه، فطبيعى جدًا أن يكون رد «العصابة» أن الحوثيين ليسوا شيعة أصلًا ولم نساعدهم.
الفضيحة فى كلام «الخادم» أنه لا يعرف أن الحوثيين مسماهم الفرقى الدقيق «جارودية»، والجارودية وإن كانت تعلن ولاءها للإمام زيد إلا أن موقفها من الإمامة مثل «الإمامية الاثنى عشرية»، وتلعن أبا بكر وعمر رضى الله عنهما، ومنذ القديم تبرأ الزيدية منهم، وهذه من الأمور المعروفة لكل من قرأ صفحتين فى الفرق الإسلامية لكنه لم يقرأ ولم يفهم.
إلا أن هويدى بعد أن وجد الطرف الإيرانى مكشوف الوجه معلنًا عن وجهه القبيح أراد أن يوجه نصائح للعرب لمواجهة هذه المحنة إلا أنها للأسف «نصائح مضروبة» كالعادة، ويمكن التوقف أمام أربع منها:
أولًا: يقول الخادم الوفى: الخلاف بين العرب وإيران يجب أن يظل محصورًا فى إطار سياسى بعيدًا عن العوامل المذهبية والعرقية.. والرد أن هذا الكلام ينبغى أن يوجه لإيران لعدة أسباب أشهرها أن طهران تعتبر نفسها دولة للشيعة، وليست هناك دولة عربية واحدة تعتبر نفسها دولة للسُنة.
ثانيًا: الكلام عن أن ضعف العرب أغرى إيران بالتدخل، والتدليل على ذلك بتركيا، فهذا كلام أقل ما يوصف بأنه تدليس لأن تركيا لم تتدخل - رغم ضعف العرب - فى الشأن العربى إلا بعد صعود تيار له جذور إخوانية ومن المعروف أن الإخوان يسعون لحكم العالم معتمدين على فكرة «أستاذية العالم».
ثالثًا: الحديث عن أن الشعب الإيرانى مسلم وشقيق أمر معروف ولا يحتاج إلى تنبيه لأن مشكلة العرب مع إيران النظام، وليس مع الشعب، رابعًا: الكلام عن تقارب غربى وإسرائيلى مع إيران على حساب العرب بعيد عن المنطق والسياسة معًا لأن الغرب فضلًا عن إسرائيل يعلمون جيدًا أن نظام «ملالى قم» موجود فى محيط عربى وسُنى بمعنى أنه الطرف الأضعف فى المنطقة حتى وإن كان صوته عاليًا، لذلك لن يجازف الغرب بخسارة العرب والسُنة من أجل دولة إيران.