الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بالمال والسلاح والفيتو أمريكا تساعد طفلها المدلل.. «بايدن»: لو لم توجد الدولة الإسرائيلية لاخترعناها.. المساعدات الأمريكية للكيان الصهيونى لا تتوقف وأنقذته فى حرب أكتوبر من هزيمة ساحقة

دعم أمريكي متواصل
دعم أمريكي متواصل لإسرائيل منذ إنشائها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار أكثر من سبعة عقود نالت إسرائيل القدر الأكبر من المساعدات الأمريكية لدول العالم، وباتت “الفتى المدلل” الذي أمن كل العقوبات فأساء الأدب وعربد وارتكب كل الموبقات دون رادع، فتعاونوا على الإثم والعدوان ضد غزة الصامدة في وجه تحالف غربي أطلق آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة ضد البشر والحجر في الأرض العربية بفلسطين. 

وتنوعت مساعدات واشنطن إلى تل أبيب من العسكرية إلى الاقتصادية وحتى في مجلس الأمن الدولي كان "الفيتو" الأمريكي دائما بمثابة حصانة دولية لإسرائيل ضد أي إجراء يمكن أن يتخذ ضدها. وفي هذا السياق، نرصد في التقرير التالي تاريخ المساعدات الأمريكية لإسرائيل على كل الصعد بداية من الاعتراف الأمريكي بإسرائيل بعد 11 دقيقة فقط من إعلانها فوق الأرض العربية في فلسطين، وانتهاء بإرسال المساعدات العسكرية والاقتصادية بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

منذ أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" والمسئولون الغربيون فضلا عن الأمريكيين يحجون إلى تل أبيب إظهارا للتعاطف مع الاحتلال الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني الذي أنهكه الظلم طوال أكثر من سبعة عقود.

بايدن ونتنياهو

فور أن وطأت أقدام الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى مطار بن جوريون، في ١٨ أكتوبر الماضي، حتى تلقفته أحضان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي كان منبوذا قبل شهور ومحرما عليه البيت الأبيض بسبب الإضطرابات الداخلية جراء انحياز نتيناهو لقانون إصلاح القضاء، إلا أن التحول الكبير في الموقف بالشرق الأوسط، أعقبه استدارة أمريكية من تركيز الدعم إلى أوكرانيا، بوضع كل ثقلها الدبلوماسي والسياسي والعسكري خلف إسرائيل التي يرى بايدن أنها لو لم تكن موجودة كان لا بد من اختراعها.

خلال تواجده في إسرائيل، أطلق بايدن تصريحات مثلت أكثر من ضوء أخضر لقادة الاحتلال بالتمادي في إبادة سكان غزة ومحوها من على الخريطة.

واستغرقت زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل، حوالي ٦ ساعات فقط، إلا أن الدعم الذي نالته تل أبيب كان مختلفا، واعتبرها الاحتلال أنها أهم زيارة لرئيس أمريكي منذ ٧٥ عاما فهي تأتي، وللمرة الأولى في خضم الحرب.

وأبدى بايدن تعاطفه الكامل مع إسرائيل مؤكدا "أريد أن تعلموا أنكم لستم وحدكم"، وزادهم اطمئنانا بالقول "ستحصلون على كل شيء تطلبونه"، وامتدحهم "على العالم أن يعرف أن إسرائيل هي مرسى الأمن للبشرية، وأنا فخور بأنني في إسرائيل لأعبر شخصيًا عن دعمنا لها".

وأكد بايدن أنه "لو لم تكن إسرائيل موجودة لتعين علينا أن نخترعها، ولا ينبغي أن يكون المرء يهوديا كي يكون صهيونيا"، مشيرا في حديثه إلى أنه قبل ٧٥ عاما اعترفت الولايات المتحدة بإسرائيل بعد ١١ دقيقة فقط من إعلانها.

لم يتوقف المديح والدعم عند هذا الحد، وإنما امتد لتبرئة إسرائيل من كارثة مستشفى المعمداني حينما اتهم بايدن "الطرف الثاني" بالتسبب في المجزرة التي أسفرت عن استشهاد وإصابة ما يقرب من ٥٠٠ إنسان، وارتكبت إسرائيل هذه المذبحة قبيل وصول الرئيس الأمريكي إلى المنطقة بأربع وعشرين ساعة، وتسببت في إلغاء القمة التي كانت ستستضيفها الأردن بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفلسطيني محمود عباس، وبرعاية عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، وحضور الرئيس بايدن.

ولأول مرة في التاريخ يحضر رئيس أمريكي اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، وقالت القناة "١٢" العبرية، إن رئيس الوزراء  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الوزراء المصغر اجتمعوا، بحضور الرئيس بايدن وبينوا له أن المناورة البرية في قطاع غزة أمر لا مفر منه، وأكد الأخير على أنه سيدعم أي تحرك إسرائيلي في قطاع غزة، في ظل معالجة القضايا الإنسانية. 

وأصبحت تل أبيب قبلة للقادة الأمريكيين من بعد السابع من أكتوبر، ليظهروا الدعم الواضح والكامل والمستمر لإسرائيل، فكان بلينكن أول من حل بتل أبيب، في الثاني عشر من أكتوبر ٢٠٢٣، مطمئنا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن أمريكا ستكون دائما بجانب إسرائيل.

الوزير الأمريكي أعلن قائلا "لم آت إلى هنا كأمريكي بل كيهودي"، وهي رسالة كانت بالغة التأثير في نفوس الشعب الإسرائيلي.

وزيارة بلينكن إلى تل أبيب، كانت مستهل جولته الإقليميلة التي أنهاها أيضا في نفس العاصمة، وكأنه عمل "رسولا" أو "ساعي بريد" لحكومة الاحتلال لدى القوى الإقليمية المختلفة، وحل وزير الخارجية الأمريكي ضيفا على القاهرة، وكان لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، محط أنظار العالم، حيث تحدث الرئيس في إيجاز عن تاريخ الصراع بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا له أنه خلال الجولات الخمس استشهد ١٢٥٠٠ مدني فلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي قتل ٢٧٠٠ منهم ١٥٠٠ سقطوا في الأزمة الأخيرة.

وأضاف الرئيس السيسي خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي منتصف أكتوبر، أن ١٠٠ ألف فلسطيني أصيبوا، بينما أصيب ١٢ ألف إسرائيلي، فيما استشهد ٢٥٠٠ طفل فلسطيني، بينما قتل ١٥٠ طفلا إسرائيليا.

ولحق ببلينكن؛ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ليكون أول مسئول عسكري أجنبي وطأت قدميه إلى تل أبيب، وثاني مسئول أمريكي بعد بلينكن ليعلن دعمها علنا أمام المقاومة الفلسطينية.

استبق أوستن زيارته إلى إسرائيل بالتصريح من مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن الجيش الأمريكي لا يضع شروطا على مساعداته الأمنية لإسرائيل، مضيفا أن واشنطن تتوقع من جيش الاحتلال أن "يفعل الصواب" في حربه ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس".

ولم تتوقف الزيارات التضامنية عند القادة الأمريكان، وإنما حرص بعض القادة الأوروبيون على زيارة تل أبيب لإظهار دعمهم الواضح والصريح لإسرائيل، وأبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ونظيرته الإيطالية جورجينا ميلوني.

الدعم العسكري

الضوء الأخضر من بايدن لإسرائيل، لم يبدأ مع تصريحاته في تل أبيب، وإنما سبق ذلك الدعم العسكري وفور اندلاع الصراع في قطاع غزة، أسرعت الولايات المتحدة، حيث أرسلت حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق البحر المتوسط بعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق عملية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي "طوفان الأقصى".

وبعد وصول حاملة الطائرات "هيرالد فورد" إلى سواحل شرق المتوسط، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عزمه إرسال حاملة طائرات أخرى "يو اس اس أيزنهاور" التي وصلت إلى المنطقة في الرابع من نوفمبر الجاري، وكأنها تبعث برسائل إلى القاصي والداني أن الدعم هذه المرة مختلف والأمر برمته لن يكون نسخة مكررة، من الحروب السابقة التي شنتها إسرائيل على القطاع الصامد ضد الاحتلال.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في الثالث من نوفمبر الجاري، أنها أطلقت طائرات مسيرة بدون طيار من طراز MQ-٩ Reapers، فوق قطاع غزة لمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على تحديد أماكن احتجاز الأسرى الأجانب لدى حركة حماس، بالإضافة إلى مراقبة السواحل اللبنانية.

وفي إطار الدعم العسكري، أرسلت واشنطن قوات أمريكية خاصة للمساعدة في البحث عن الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة، وفقا لما أعلن عنه كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع الأمريكي للعمليات الخاصة في الأول من نوفمبر الجاري.

لم تكن الولايات المتحدة، هي وحدها التي بادرت بمساعدة إسرائيل وإنما أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس موافقة برلين على طلب إسرائيلي لاستخدام طائرتين مسيرتين تمتلكهما برلين في القتال، في ١٢ أكتوبر ٢٠٢٣ مضيفا أن هناك طلبات للحصول على ذخيرة للسفن، ستناقشها برلين وتل أبيب مؤكدا: "نحن نقف إلى جانب إسرائيل".

وفي الوقت الذي أعلن وزير الدفاع الألماني عن مساعدات عسكرية لإسرائيل، قرر المستشار الألماني أولاف شولتز تعليق جميع مساعدات التنمية للأراضي الفلسطينية إلى حين الانتهاء من مراجعتها، للتأكد من أنها تخدم السلام الإقليمي وأمن إسرائيل على أفضل وجه بحسب تعبيره.

وبالعودة إلى تاريخ المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، نجد أنه بعد مرور عام واحد فقط على إعلان إسرائيل بدأت المساعدات العسكرية الأمريكية، تعرف طريقها إلى تل أبيب في عام ١٩٤٩، إلا أن التعاون العسكري بدأ فعليا بعد ثلاثة سنوات في عام الثورة المصرية ١٩٥٢ وفي ١٩٥٨ بدأت إسرائيل بتلقي مساعدات أمنية وعسكرية أمريكية أصبحت دائمة بعد حرب ١٩٦٧، وذلك عقب إنهاء فرنسا علاقاتها الأمنية مع إسرائيل، ووصلت ذروة المساعدات الأمريكية بعد اتفاق السلام مع مصر في ١٩٧٩.

وأما عن الإمدادات العسكرية في حرب أكتوبر فحدث ولا حرج، حيث كشف تقرير في مجلة السياسة الدولية عدد يناير ١٩٧٤ أن رئيس أركان سلاح الطيران الأمريكي أكد في ١٦ نوفمبر ١٩٧٣ أي بعد أربعين يوما من اندلاع الحرب، أن الطيارين الأمريكيين قادوا ٣٥ طائرة فانتوم بدون توقف إلى إسرائيل بعد ساعات من صدور القرار الأمريكي بتعويض خسائرها في الحرب.

وأضاف التقرير المعنون بـ"الدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي" للكاتب أحمد يوسف أحمد أن الطائرات الأمريكية التي كانت تنقل السلاح إلى إسرائيل، كانت تهبط في مطارات قريبة من الجبهة، من بينها مطار العريش.

وأشار التقرير إلى ما أفاد به الرئيس نيسكون بأن واشنطن تكلفت ٨٢٥ مليون دولار، خلال الاثني عشر يوما الأولى في القتال، إلى جانب تصريح وزير الدفاع الأمريكي جيمس شيلزنجر، بأن إمدادات السلاح الأمريكي لإسرائيل، قد أدت إلى نقص خطير في أنواع معينة من الأسلحة في مخازن السلاح الأمريكية.

وفي يوم ١٣ أكتوبر ١٩٧٣ حلقت طائرتان أمريكيتان لمدة ٢٥ دقيقة في مهمة استطلاع فوق الأراضي المصرية والسورية، وتكررت نفس العملية في ٢٥ أكتوبر ١٩٧٣. 

وفي منتصف حقبة الثمانينات اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز مع وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز، على منحة سنوية قيمتها ٣ مليارات دولار، معظمها للأمن وشراء المعدات العسكرية.

وعلى مدار العقود السبعة الماضية، وقعت واشنطن وتل أبيب اتفاقيات للتعاون في المجالين العسكري والأمني وصلت لأكثر من ٢٥ اتفاقية.

ولم تكتف واشنطن بصفقات الأسلحة، وإنما أرسلت أسطولها إلى الشرق الأوسط من أجل تل أبيب في أربعة مناسبات وكانت الأولى عام ١٩٤٨ والثانية فى ‏‏١٩٦٧ وشاركت بشكل مباشر فى تقديم خدمات التجسس والاشتباك، ثم فى عام ١٩٧٣ إبان حرب أكتوبر، بالإضافة إلى عام ١٩٨٢ حينما اجتاحت إسرائيل لبنان، قبل أن يعود مجددا في ٢٠٢٣.

واتخذ التعاون العسكري الأمريكي منحى مختلف منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي بعد حوالي ١٠ سنوات من انتهاء حرب أكتوبر، حيث أشارت دراسة أصدرها مركز خدمة أبحاث الكونجرس إلى أن القادة الإسرائيليين سعوا إلى توسيع ما أسموه "تعاونهم الإستراتيجي" مع الجيش الأمريكي من خلال دعوة واشنطن لتخزين أسلحة ومعدات في الأراضي الإسرائيلية كي يستخدمها الجيش الأمريكي في حالة الحرب.

وبدأت واشنطن في تخزين الأسلحة في إسرائيل بداية من ١٩٨٤، وفي عام ١٩٨٩ سمحت إدارة جورج بوش الأب للجيش الإسرائيلي بالوصول إلى المخزون الأمريكي في حالات الطوارئ.

وبالفعل طلبت إسرائيل الوصول إلى المخزون في مناسبتين على الأقل، كانت الأولى حينما طلبت من الولايات المتحدة الإسراع في تسليم الذخائر الموجهة بدقة خلال العداون الإسرائيلي على لبنان في صيف ٢٠٠٦، وكانت المرة الثانية في يوليو ٢٠١٤، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسمحت واشنطن بسحب من المخزون، لتجديد قذائف الدبابات من عيار ١٢٠ ملم وقذائف الإضاءة من عيار ٤٠ ملم التي تطلق من قاذفات القنابل اليدوية.

وبعد انتهاء حرب ٢٠٠٦ صادق الكونجرس ومجلس النواب الأمريكيين علي مضاعفة كمية العتاد العسكري الذي تخزنه الولايات المتحدة في إسرائيل بهدف تعويض الدولة العبرية عن خسائرها خلال حرب لبنان.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في ديسمبر ٢٠٠٦ أن هذا القرار يعني أن واشنطن ستملأ مخازن الطوارئ العسكرية في إسرائيل بكميات مضاعفة عما كانت عليه آنذاك.

الفيتو الأمريكي حصانة لإسرائيل

تزامنا مع الزيارة القصيرة لبايدن تلقت إسرائيل دعما جديدا بإشهار حق النقض الفيتو في وجه العالم العاجز أمام آلة البطش الإسرائيلية ليفشل مجلس الأمن للمرة الثالثة خلال يومين في استصدار قرار أممي يلزم الاحتلال بوقف المجازر وإعلان هدنة إنسانية.

وأشهرت واشنطن الفيتو في مجلس الأمن الدولي ٤٥ مرة لحماية إسرائيل، ولم يمرر أي قرار يدينها، منذ حوالي ٥٠ عاما.

الدعم المالي شيك على بياض

واستمرت الولايات المتحدة في الوقوف خلف إسرائيل، في مختلف الملفات وأبرزها الدعم المالي، حيث وافق مجلس النواب الأمريكي يوم الخميس ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ على مشروع قانون لتقديم مساعدات بقيمة ١٤.٣ مليار دولار لإسرائيل، وذلك رغم تأكيد الديمقراطيين على أنه لن يتم المصادقة عليه في مجلس الشيوخ.

وتعد هذه الموافقة، هي أول إجراء تشريعي كبير في عهد رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون، كشف الجمهوريون عن مشروع القانون الذي ينص على إنفاق إضافي منفصل لإسرائيل فقط، على الرغم من طلب الرئيس جو بايدن حزمة تشمل مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا ومبالغ مخصصة لأمن الحدود وتمويلا لتعزيز المنافسة مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

تعد الولايات المتحدة هي أكبر مانح لإسرائيل، منذ إنشائها وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، تقريرا في الرابع من نوفمبر الجاري، أكد أن إجمالي المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ أكثر من سبعة عقود بلغت حوالي ١٣٠ مليار دولار، بينما أكد التقرير الصادر من خدمة أبحاث الكونجرس في مارس من العام الجاري ٢٠٢٣ أن إجمالي المساعدات المالية الأمريكية إلى إسرائيل بحسب خدمات بيانات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للفترة من عام ١٩٤٦ إلى عام ٢٠٢٣ تقدر بحوالي ٢٦٠ مليار دولار.

ويتركز الجانب الأكبر في منح الأسلحة، وأكثر من ٨٠٪ من واردات إسرائيل من الأسلحة جاءت من الولايات المتحدة بين عامي ١٩٥٠ و٢٠٢٠.

وأضاف تقرير "أكسيوس" أن إسرائيل مُنحت إمكانية الوصول إلى المعدات العسكرية الأكثر تقدمًا في العالم، بما في ذلك الطائرة المقاتلة F-٣٥ Joint Strike Fighter.

وفي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وقعت واشنطن وتل أبيب اتفاقا ينص على حصول الأخيرة على مساعدات قيمتها ٣٨ مليار دولار خلال السنوات المالية العشرة بين عامي ٢٠١٩ – ٢٠٢٨ بحسب الاتفاق الموقع في سبتمبر ٢٠١٦.

وجاء هذا الاتفاق امتدادا لمذكرة تفاهم وقعت في ٢٠٠٧ وكانت تنتهي في ٢٠١٨ والتي تتيح لجهات التخطيط العسكرية الإسرائيلية إجراء استحواذات ذات مدى أطول وتعزيز إمكانياتها التكنولوجية في منطقة مضطربة. 

وعلى امتداد العقود السبعة الماضية كانت الولايات المتحدة، هي طوق النجاة الذي ينتشل إسرائيل كلما اقتربت من الغرق، وأبرز اللحظات التي كادت تنتهي فيها إسرائيل من الوجود هي حرب أكتوبر ١٩٧٣ التي جرت رحاها فوق سيناء أرض الفيروز، وتسببت الحرب في خسائر كبيرة للعدو الإسرائيلي، إلا أن المساعدات الغربية انتشلته من عثرته.

وفي تقرير تحت عنوان "ضغوط الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي" المنشور في مجلة "السياسة الدولية" في عدد يناير ١٩٧٤ أكد الكاتب نبيل صباغ أن "حرب أكتوبر كلفت إسرائيل خسائر تقدر بـ٧.١ مليارات دولار، ما يوازي أكثر من الناتج القومي الإسرائيلي خلال عام، وبحسب إحصائيات الاقتصاد الإسرائيلي لعام ١٩٧٢ فقد وصل ناتجها القومي إلى ٦.٣ مليار دولار".

وأوضح التقرير كيف انتشلت الولايات المتحدة الاقتصاد الإسرائيلي من كبوة الحرب بأن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون طلب من الكونجرس اعتماد قدره ٢.٢ مليار دولار، كمساعدة عاجلة لتمويل ترسانة الحرب الإسرائيلية.