الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"يعد الدقائق لمغادرته".. استياء فرج فودة من زيارة حسن الترابي للقاهرة

حسن الترابي
حسن الترابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثارت زيارة سابقة لحسن الترابي، أحد المنظرين السودانيين لجماعة الإخوان الإرهابية، إلى مصر، استياء الكاتب والمفكر الكبير فرج فودة، لذا رأى أنه من الأليق مواجهة زيارته بكتابة مقال بعنوان "تحية إلى حسن الترابي"، وللأسف فقد منعت المقالة من النشر حيث وصفت بأنها "عنيفة" في انتقاد الزائر غير المرغوب فيه. 

مقال "فودة" بعنوانه الساخر، يُعدد المآسي الفكرية والسياسية التي تسبب فيها الترابي (توفي في5 مارس2016) ومعها تصبح تحية الزائر بصورة عكسية، أي أن تحيته هي تذكيره بدوره الكارثي في الحياة الفكرية والسياسية العربية، خاصة وأنه يتم ترويج صورته على أنه من أصحاب الأفكار التجديدية، وله كتاب في ذات الشأن يحمل عنوان "تجديد الفكر الإسلامي".

كتابة المنظرين المنتمين لجماعات الإسلام السياسي في القضايا الذائعة والشائعة، مثل قضايا تجديد الخطاب الديني تهدف في المقام الأول هو استغلال صدى وتأثير هذه الدعوات في القراء والجمهور العام الذي يبحث فعلا عن خطاب مجدد يبعدهم ويبعد الأبناء من الوقوع في فخ الجماعات الجهادية الإرهابية، فمن المفارقات أن تأتي الكتابات التجديدية من هؤلاء المنظرين الذين ينتمون (فكريًا) إلى جماعات إرهابية، مثل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، فهي خدعة مستغلة من قبل المنظرين الذين يعلنون انفصالهم (تنظيميًا) عن التنظيم الدولي بينما يظل طوال عمره خاضعًا لخدمة المشروع الإخواني، والترابي أحد هذه النماذج.

وعن الترابي قال “فودة”: "كان بودي أن يقرأ هذا المقال، حتى يعلم أن هناك من يعد الدقائق حتى يطمئن إلى مغادرته لأرض القاهرة، وحتى يعلم أن سعية إلى إراقة الدماء وتمزيق الأشلاء لم يضع سدى، وأن حسابه لن يكون فقط في الآخرة وإنما سوف يلقى بعضه في الدنيا، جزاء وفاقا على إساءته للحضارة ولحقوق الإنسان وللوجه الحضاري للسودان، وقبل ذلك كله للإسلام الحنيف الذي تحول على يديه إلى إسلام عنيف".

توسع "فودة" في مقاله للإشارة سريعا لتوجهات الترابي الدموية وتحويل الإسلام إلى أيديولوجية عنيفة مؤذية، مشيرا إلى عدة نقاط تمتع بها مصر في إطار كونها دولة مدنية لا يتحكم فيها هؤلاء المنتمين إلى هذه الجماعات العنيفة الإرهابية، كما لفت إلى القمع الذى شاهده المواطن السوداني من جراء تشنج الترابي وأتباعه في تطبيق حد السرقة أو حد الزنا بحق أبرياء، كما ألمح إلى عقيدة هذه الجماعات تجاه الآثار المصرية والنظر إلى تماثيلها كأنها أصنام تحتاج للتكسير وهو ما قام به ونفذه تنظيم داعش الإرهابي بحق الآثار السورية في مدينة تدمر وغيرها، والآثار العراقية والمتاحف التي وقعت تحت سيطرتهم بعد عام 2014.     

من المفارقات المضحكة، أن أحد المنتمين فكريا إلى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، التونسي أبو يعرب المرزوقي، أكاديمي، ويدعم بشدة مشروع جماعة الإخوان وحركة النهضة التونسية، تعرض بالنقد لتجربة الترابي السياسية في السودان، فاعترف بفشل تجربته، متماديا إلى الاعتراف بأنه ليس عالما كما يجري الترويج له.

في مقاله له بعنوان "أدواء الأمة"، تحدث المرزوقي عن نموذج السودان قائلا: "ماذا بقي بعد من شهدوا على العصر منه؟ الترابي مثلا. كل ما بقي هو أن الحركات الإسلامية تحاكي فاشية الأنظمة العسكرية وتسهم فيها. وقد لقيته مرة فاكتشفت أن كل ما قيل في علمه شهادة زور من الخلط بين العلم والتعلم"، أي أنه يناقض خطاب الإخوان السائد بوصف الترابي مفكرا ومجددا.