الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

أوليفييه دوزون يكتب: الصراع فى السودان.. هل سيكون للأزمة تأثير مباشر على دول الجوار؟!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ اندلاع الصراع فى السودان فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣، تركزت أعين المجتمع الدولى على الخرطوم وبحسب منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد القتلى، وهو رقم لا يزال مؤقتًا، أكثر من ٤٢٠ قتيلًا و٣٧٠٠ جريحًا، فى ٢٢ أبريل.
ويعود أصل الصراع إلى الخلاف بين جنرالين متنافسين، الأول؛ مسؤول عن البلاد منذ عام ٢٠٢١ وهو اللواء عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة، والثانى نائب الرئيس محمد حمدان دوقلو، المعروف بـ"حميدتي»، زعيم الميليشيا القوية التابعة لقوات الدعم السريع.. هذان الشخصان الآن هما ألد الأعداء. هذا الأخير لديه، فى الواقع، نسيج من بعض العلاقات الضعيفة مع العديد من الدول الأجنبية.
ونظرًا لموارده الهائلة وإمكانية وصوله إلى البحر الأحمر، يتمتع السودان بموقع استراتيجى حاسم وهذه هى الطريقة التى نلاحظ بها أيضا النفوذ السودانى فى وسط أفريقيا وكذلك فى القرن الأفريقى ومنطقة الساحل. ومن هذا المنظور، تتنافس عدة عواصم غربية وعربية فى مبادرات لتجديد الحوار، خاصةً أن دول الجوار للسودان تخشى - فى حال زيادة حدة القتال - من سيناريو ليبى جديد وتقسيم للبلاد. ويعلم الجميع أن مصر، أولًا وقبل كل شيء، لا تزال واحدة من أكثر الفاعلين الخارجيين فى السودان حيث يشترك البلدان فى حدود ١٢٠٠ كيلومتر، كما أنهما يشتركان فى مياه النيل كما يقال إن حوالى ٣ إلى ٦ ملايين سودانى يعيشون فى مصر.
وهنا يتم التأكيد بسهولة على أن القاهرة كانت تراقب دائمًا الأوضاع فى السودان. والجيشان السودانى والمصرى متقاربان للغاية من الناحية الإنسانية وأيضًا فى بنيتهما وتأثيراتهما.
عقوبات واشنطن وافتقاد وسائل الضغط
فيما يتعلق بالولايات المتحدة، تحدث وزير الخارجية الأمريكية، أنتونى بلينكين، فى ١٨ أبريل ٢٠٢٣، مع الجنرالين المتنافسين: اللواء عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة و«حميدتى» وهما فى حالة حرب الآن، وأصرت أمريكا على «الضرورة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار"؛ لكن واشنطن، مثل الاتحاد الأوروبى، فرضت بالفعل عقوبات على السودان. لذلك فهى تفتقر إلى وسائل الضغط التى قد يصفها البعض بأنها كبيرة.
فيما يتعلق بروسيا، تجدر الإشارة إلى أنه إذا كانت العلاقات بين الجيش السودانى وروسيا أقل وضوحًا فى الفترة الحالية، إلا أن حميدتى، الرجل الثانى فى النظام، يُنظر إليه علانية على أنه رجل موسكو؛ ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك، فقد تعاون قائد قوات الدعم السريع ومالك بعض أكبر مناجم الذهب فى البلاد، مع شركة فاجنر العسكرية الخاصة، لتنظيم عمليات الاستخراج والتصدير إلى الاتحاد الروسى.
ثم ينفصل البرهان بشكل نهائى عن حليفه السابق، بعد إعلان رغبته وطموحه فى إدخال قوات الدعم السريع تحت سيطرة الجيش النظامى، ومنذ ذلك الحين، نعرف الباقى، حيث اندلع الصراع المسلح بينهما فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣.
من هذا المنظور، تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم السريع تتمتع على دعم فى بعض المناطق؛ لكن عدد الجيش يبلغ ضعف عدد قوات الدعم السريع.
مهما كان الأمر، لا يمكن التغاضى عن دور الاتحاد الأفريقى ومنظمة إيجاد الدولية الحكومية فى إدارة الأزمة (إيجاد تضم الدول أعضاء: جيبوتى وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال والسودان وجنوب السودان) كما يتم التعاون من خلال تلك المنظمة مع دبلوماسيين جيدين مثل التشادى موسى فقى محمد فى الاتحاد الأفريقى وأيضا الكينى ويليام روتو من منظمة «إيجاد».
معلومات عن الكاتب:
أوليفييه دوزون.. مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يتناول فى مقاله، الصراع الذى اندلع فى السودان وتداعياته على المنطقة.