الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«أصل الحكاية» يجيب عن السؤال «لماذا قتل الإخوان محمد مبروك؟»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في سابقة هى الأولى من نوعها، تخلد دار "سما" للنشر والتوزيع، ذكرى الشهيد المقدم محمد مبروك، في كتاب "أصل الحكاية"، للكاتب مصطفى بكرى؛ والذى يكشف فيه بالأدلة والوثائق التى تنشر للمرة الأولى، عن تساؤل: لماذا اغتالت يد الإرهاب الغاشم، وذراعه اليمنى المتمثل في جماعة الإخوان الإرهابية، الشهيد "محمد مبروك"؟.


وقد استطاع مسلسل "الاختيار"، في الحلقة التى حملت عنوان: "رجال الظل"، وهم القادة الذين ضحوا بكل نفيس وغالٍ، من أجل حماية هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعًا، فبعد ثورة ٢٥ يناير في ٢٠١١، كاد الوطن أن يغرق في سلسلة من الفوضى، لولا اندلاع ثورة التصحيح في الـ٣٠ من يونيو عام ٢٠١٣، بعد أن نجحت جماعة الإخوان الإرهابية، في السطو على أعلى سلطة في البلاد، ووصول محمد مرسى إلى سدة الحكم، قبل أن يعيد الجيش الوطن ومقدراته إلى المصريين من جديد.


ونجح المسلسل في إلقاء الضوء على مجموعة من أبطال رجال المخابرات، وأسهم في التعريف بالدور الذى قام به الشهيد محمد مبروك، في كشف الجماعة الإرهابية ومخططاتهم في السطو على الوطن، بل والكشف أيضًا عن قضايا التخابر أمام نيابة أمن الدولة العليا، والتى أسفرت عن إدانة جماعة الإخوان الإرهابية وقيادتهم، في ارتكاب جرائم تمس أمن البلاد ومؤسساتها.


"مبروك" والجماعة الإرهابية

كان المقـدم محمد مبروك، واحـدًا من أكفأ ضبـاط جهاز الأمن الوطنى في مصر، ونجح في مواجهة جماعة الإخوان والنشاط المتطرف، وکشف الاتصالات التى جرت بين محمد مرسی، عضو مكتب الإرشاد، وأحمد عبد العاطى، مندوب التنظيم الدولى للإخوان في تركيا، بهدف التحضير لأعمال الفوضى في أعقاب أحداث ٢٥ يناير.

كانت هذه التسجيلات سببًا في القبض على ٣٤ من قيادات الجماعة، في ٢٧ يناير ٢٠١١، كما قدم التحريات حول العديد من قضايا التخابر، وأدلى بشهادته أمام الجهات المعنية؛ فكانت الأحكام التى صدرت بحق هؤلاء القتلة، في العديد من القضايا.


ففى ٢٧ يوليو ٢٠١٣؛ أدلى المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى المسئول عن النشاط الدينى المتطرف، بأقواله أمام جهات التحقيق، في القضية رقم ٢٧٥/ ٢٠١٣ أمن دولة عليا، بشـأن طلب تحريات الأمن الوطني، حول واقعة حكم محكمة جنح مسـتأنف الإسـماعيلية، برئاسة المستشـار خالد محجوب، في القضية رقم ٣٣٨/ ٢٠١٣ بشأن ما تضمنه الحكم، من وقائع عديدة، منها اقتحام السجون، ومشاركة عناصر حماس، في هذه الجريمة، التـى أدت إلى قتل العديد في أحداث ٢٥ يناير.

وقال المقـدم محمد مبروك، بعد فترة من إدلائه بأقواله: "إن عملية اقتحام الحدود والسـجون، التى جرت في هذه الفترة، ما هـى إلا حلقة في مخطط كبير، أعدته جماعة الإخوان داخل البلاد، بتوجيهات من التنظيم الدولى للإخوان، بالتنسيق مع حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبنانـى، ودولتى إيران وقطر، وبدعم من الولايات المتحـدة الأمريكية؛ لإشـاعة الفوضى، وإسـقاط الدولـة المصرية ومؤسسـاتها، وإخضاعها لسـيطرة تلك الدول المتآمـرة على مصر".

وبدأت خيوط المؤامرة الإخوانية، مع الإدارة الأمريكية، خلال عام ٢٠٠٥، في أعقاب إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، كونداليزا رايس، في حديث لها مع صحيفة الواشنطن بوست، عن الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد.

وقال "مبروك": الثابت أن مصطلح الفوضى الخلاقة، إنما يعنى الفوضى التى تصب في مصلحة الولايـات المتحدة؛ حيث إن الفوضى فـى تعريفها، هى: حالة اللانظام، ووفقًا للتعاريف والمفاهيم السياسية، لا يمكن لحالة اللانظام أن تُنتج نظامًا ديمقراطيًا، وهو الأمر الذى توافق مع رغبة التنظيم الدولى للإخوان، في السيطرة على الحكم، بمشاركة التنظيمات والدول السـابق الإشارة إليها سلفا.


وأضاف "مبروك": لقد أعقب ذلك إدلاء وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، بتصريح في يونيو ٢٠٠٥، أشـارت خلالـه إلى أن الخـوف من وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة، يجب ألا يكون عائقا أمام الإصلاحات السياسية بالمنطقة العربية، حيث بدأ تنفيذ ذلك المخطط، باستثمار حالة السخط والغضب الشعبى على النظام القائم آنذاك، ومراقبة ما تسفر عنه الأحداث، للتدخل في الوقت المناسـب، لإحـداث حالة من الفوضى العارمة، من خلال الاستعانة بعناصر من حركة حماس، وحزب الله اللبناني، إضافة لعناصر إخوانية سـبق تدريبهـا في غزة، بمعرفة حماس، تمهيـدًا لتنفيذ تلك المهمة، في الوقت المناسـب، وقد أمكن رصد ملامح ذلـك التحرك، وبعض العناصر المشـاركة فيه، من خلال القضية رقم ٥٠٠/ ٢٠٠٨ حصر أمن دولة عليا.

وأشار المقدم محمد مبروك، إلى أن ذلك المخطط اعتمد على ما يلي؛ أولًا: هدم بعض النظم الإقليمية في المنطقة العربية، أو إذابتها في أنظمة جديدة، لطمس شـخصيتها الإقليمية المستقلة (النظام الشرق الأوسطى بدلًا من النظام الإقليمى العربى)، ثانيًا: إقامة ترتيبات أقل إحكامًا من الناحية التنظيمية، وأكثر غموضًا في العقيدة السياسية من النظم السابقة. ثالثًا: جعل جماعة الإخوان القاسم المشترك الأعظم داخل الترتيبات الإقليمية الجديدة، لتكون أقرب مـن اعتبارها ترتيبات أمريكية إسرائيلية، وتقسـم مصر دينيًا "مسلم، مسـيحى"، من خلال استهداف أبناء الطائفة المسيحية، ومنشآتهم الكنسية، وتقسيمها سياسيًا "إسلامي، لیبرالـى"، من خلال محاولة فرض أحكام مغلوطة ونسبتها للشـريعة الإسـلامية.

وأوضح "مبروك"، أن التنظيـم الدولى للإخوان، سـعى لإيجـاد صلات قوية ومستمرة، ببعض الحركات الإسلامية، وأنظمة الحكم الأجنبية، والهيئات والجمعيات في الخارج، إضافة إلى إعداده دراسـات حول الأوضاع ببعض البلدان، للقفز على السلطة؛ حيث أمكن رصد العديد من اللقاءات، التى عقدتها عناصر التنظيم في الخارج، ومنها لقاء الإخوانيين؛ القاضى حسين أحمد "أمير الجماعة الإسـلامية بباكسـتان"، ويوسف القرضاوى، في مؤتمر عقد بقطـر، تحت عنوان: "الحوار الإسـلامى الأمريكى"، تحـت رعاية معهـد بروكينجز الأمريكى، بالتنسـيـق مـع الخارجية القطرية، حضـره الرئيس الأمريكى الأسـبق بيل كلينتون.


الاتصالات الخارجية

وقال المقدم محمد مبروك: تم ضبط وثيقة بخط اليد بـمنـزل الإخوانى محمود أحمد محمد أبوزيد (في القضية رقم ٢/ ٢٠٠٧ ج عسكرية)، بعنوان: "الاتحاد الإسـلامى العالمى للمنظمات الطلابية" (أحد روافد التنظيم الدولى لجماعة الإخوان)، يتضمن خطة تحت عنوان: "فرصة سانحة في حياة الشيخ القرضاوی"، احتوت على زرع الشـخصية المناسـبة في هيئة علماء المسلمين، والمقصود بالمناسبة البديلة، ودعم هيكل مؤسسـة القدس بعـدد من القيادات الفعالة المصرية، وإنشاء معهد لتأهيل ورفع كفاءة العلماء في قطر، وبدعم من الأمير، تفعيل العلاقات مع أمير قطر، وتقديم بعض المشروعات المناسبة، التى تلتقى فيها مصالح الطرفين لتنفيذها في قطر.

وأشـار المقدم محمد مبروك، إلى إصدار وكالة الاستخبارات الأمريكيـة عام ٢٠٠٦، توجيهات لمندوبى الوكالة، بسـفاراتها في الدول الأوربية، للعمل على تجنيد عدد من المصريين الموجودين علـى أراضى تلك الدول، ممن ينتمون لجماعة الإخوان، لمعرفة توجهات الجماعة، وموقفها من الإدارة الأمريكية، بهدف تأمين مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط.

وقـال "مبروك"، إن الإخوانى محمـد عبـد الغنـى محمـد حسـن، مواليـد ١٩ أبريل ١٩٦٦، رجل أعمال يقيم بألمانيـا، تردد أثناء وجوده في بلغاريا، خلال أكتوبر من عام ٢٠٠٦، على السـفارة المصرية ببلغاريا، للإبلاغ عن قيام أحـد ضباط مكتب التحقيقـات الفيدرالية بالسـفارة الأمريكية هناك، بمحاولة فتح قنوات اتصال معه، والاستفسار منه عن بعض المعلومات الخاصة بجماعة الإخوان.

كما أرفق المقدم مبروك، أسطوانتين مدمجتين CD لاجتماع مكتب الإرشاد، يتحدث خلاله مرشد الجماعة محمد بديع عبدالمجید سامی، وعضو مكتب الإرشـاد في ذلك الوقت محمد محمد مرسى العياط، لأعضاء مكتب الإرشاد، في لقاء سرى، عن اللقاءات والاتصالات التى تمت مع مسـئولين أمريكيين، وتم تسـجيـل ذلـك اللقاء بالصوت والصورة، لإرساله لمسئولى المكاتب الإدارية بالمحافظات، لإحاطتهم بتلك الاتصالات (أمكن الحصول على هاتين الأسطوانتين، من مواطن عثر عليهمـا داخل مقر جماعـة الإخوان بالمقطم عقب اقتحامه).



وقال المقدم محمد مبروك: لقد تم إيفاد الإخوانيين محمد سـعد توفيق الكتاتنى، وسعد عصمـت محمد الحسـينى (باعتبارهمـا عضوين بمكتب الإرشـاد العالمي)، إلى تركيا، للمشاركة في اجتماع مكتب الإرشاد العالمى، الذى عقد بمدينة إسطنبول التركية، في الفتـرة من ٣٠ يونيو إلى ٢ يوليو عام ٢٠٠٧، بحضور مسـئولى الأجنحة الإخوانية بعدد من الـدول العربية؛ حيث طـرح خلاله المذكـوران، العديد من الموضوعـات التى دارت حول الأوضاع الداخلية لجماعة الإخوان بمصر، وعلاقتهـا بالنظام القائم بالبلاد، وأنشطة الكتلة البرلمانية الإخوانية بمجلس الشعب.

وأضاف "مبروك": لقد تم إيفاد العناصر الإخوانية (محمد سعد توفيق الكتاتنى، سعد عصمت الحسينى، الســيد عبدالمقصود عسکر، حسين إبراهيم)، للمشاركة في اجتماع مجلس شورى التنظيم الدولى للإخوان، في دورته الـ(٣٥)، والـذى عقد في تركيا، بتاريخ ١٢ نوفمبر ٢٠٠٧، وتم خلاله تقييم أداء المجلـس في دورته المنقضية، وانتهى إلـى العديد من التوصيات، من أبرزها: البحث عن إقامة قنـاة فضائية لجماعة الإخوان، وتكليف لجنة لدراسـة ذلك الأمر، تأمين آلية لإيصال قرارات المجلس إلى مكاتب وأجنحـة الجماعة في مختلف الأقطار، وضرورة إيجاد مؤسسـة عالمية، يتم تأمين اللقاءات والاتصالات عن طريقها، كما تمت مناقشة العديد من القضايا المتصلة بالوضع في فلسـطين، وحركة التنظيم في أفريقيا، وشـرق آسـيا والعراق وسـوريا والجزائـر والأردن وأوروبا واليمن وإندونيسيا والبحرين وقطـر ولبنان، كذلك تم استعراض نتائج الانتخابات التنظيمية السرية لمكتب الإرشاد، واعتماد المجلس الحساب الختامى للعام المالى ٢٠٠٦.


الوثيقة التنظيمية

وقال "مبروك"، إنه سـبق ضبط وثيقـة تنظيمية، بمقر التنظيـم الإخوانى بمدينة الزقازيـق، في القضية رقم ٩٠٩/ ٢٠١٠ حصـر أمن دولة عليا، تتضمن تقريرا تفصيليـا عن وقائع الاجتماع، بعنوان: "حصر مجلس الشـورى العام"، والذى شارك فيه ٥ من عناصر التنظيم بمحافظة الشرقية.

وأكد المقدم محمد مبروك، مشاركة الإخوانيين (محمد سعد توفيق الكتاتني، وسـعد عصمت الحسينى)، في اجتماع لجنـة رابطة الإخوان المصريـن بالخارج، وتم ضبط وثيقة تنظيميـة، تتضمن محضـر اجتماع لجنة الرابطة، بعنوان "الجلسـة الأولى تقرير مصر (د. الكتاتنى)، ضمن مضبوطات المتهم عصـام الحداد، في القضية رقم ٤٠٤/ ٢٠٠٩ حصر أمن دولة عليا. وصدور تكليفات من القيادى الإخوانى محمد مهدی عاكف (المرشـد العام للتنظيـم الدولى الإخوانى)، إلى نجل شـقيقه الإخوانى محمود عبدالله عثمان عاکف، بالاستعلام عن حجم وثقل جماعة الإخوان، ومدى قدرتها على تحريك الأحداث في الشارع المصرى.

وتابع "مبروك": كما تم رصد توجه عدد من أعضاء جماعة الإخوان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للتباحث مع مسئولين في مراكز أبحاث أمريكية، حول سبل تشكيل جناح سیاسی للجماعة، على غرار الجناح السياسـى للجيش الجمهورى الأيرلندي، كما التقـى أعضاء الجماعة بأحد كبـار المتخصصين في موضوعات الديمقراطية في الشرق الأوسط.



وكشف "مبروك"، خلال شهادته التى أدلى بها، عن تورط أسماء عديدة من جماعة الإخوان، في قضايا تمس أمن الدولة العليا، وتسريب المعلومات، ومنهم الإخوانى سـعد عصمت الحسـينى، الذى أوكل بمهة في تركيا، والإخوانی محمد محمد البلتاجى، والذى ذهب أيضًا إلى مدينة إسطنبول، بمؤتمر نصرة غزة، واستغلال ذلك المؤتمر، في عقد لقاء تنظيمى مع أعضاء مجلس شـورى حركة حماس الفلسطينية، والإخوانى كمـال الهلباوى (مؤسـس مركز دراسـات الإرهـاب بالعاصمـة البريطانية لندن)، والذى عـرض أجندة عمل تتضمن الآتي: أن تتولى جماعـة الإخوان، التحـرك فيما يسـمى (بالمعارضة المنظمة)، في سـوريا ولبنان، للإطاحة بالرئيس السوري، والضغط على حزب الله، على أن يقدم الجانب الأمريكى كافة أنواع الدعم للجماعة، إضافة إلى كافة المعلومات التـى تدعم الجماعة في تحركها تجاه المذهب الشيعى.

ونجح "مبروك"، في كشف المخطط الإخوانى، في إشعال الفوضى بمصر، والتى تمثلت في الدفع بالعناصر الشبابية لجماعة الإخوان، في الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي، وبث الإشاعات؛ مستغلين مطالب الثورة، بضرب جهاز الشرطة، واستهداف مراكز الشرطة، والاستيلاء على الأسلحة والبنادق، اقتحام مبانى السجون وتهريب عناصر حركة حماس، والعناصر الإرهابية الأخرى، الدفع بالعناصر العسكرية داخل البلاد، وتوفير الأسلحة والزخائر لتنفيذ الأعمال الإرهابية، وتنفيذ خطط اغتيال لعناصر ضباط الشرطة.

كل هذه الحقائق والأدلة وأكثر، والتى استطاع الشهيد المقدم محمد مبروك، الكشف عنها، هى التى أدت إلى اتخاذ جماعة الإخوان الإرهابية، أمرًا باغتياله، في يوم ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣، على يد تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابى، بعد صدور التعليمات من قادة الإخوان بالسجون للانتقام منه.