الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أثريون يطالبون بالحفاظ على تماثيل الميادين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد انطلاق حملة تنظيف وصيانة تماثيل الميادين العامة بجميع المحافظات المصرية التي بدأتها وزارة السياحة والآثار، شاركت "البوابة" بعض عُلماء الآثار للتعليق عن ذلك في إطار طرح علامة استفهام حول غياب الدولة عن وضع "سياج حديد" أو أسوار حول هذه التماثيل للمُحافظة عليها.
قال عالم الآثار الدكتور محمد عبد المقصود: "هذه التماثيل موضوعة على قواعد مرتفعة وعالية، وحولها أسوار وسياج حديد من أسفلها فلا يمكن وضع أسوار عالية حولها؛ وفي حديثه عن وسائل التوعية للحفاظ على هذه التماثيل، واصل عبد المقصود: "وسائل الحماية هنا تتمثل في زيادة الوعي الأثري، ومعظم التماثيل الموجودة بالميادين تاريخية ولكن التماثيل الأثرية عددها قليل جدًا، ولزيادة الحماية لها يمكن وضع كاميرات مراقبة بدلًا من الأسوار ووضع قانون جزائي لمن يتعدى عليها من خلال التنسيق العمراني".
وتابع: "هناك أماكن لا يمكن إحاطتها بأسوار مثل كوبري الجلاء كيف يمكن حمايته، وأيضًا أسود قصر النيل عند كوبري قصر النيل كيف يمكن وضع أسوار حوله فذلك لا يمكن، والحل هو وضع كاميرات مراقبة حتى لا يعبث بها أحد ووضع حراسات عند هذه التماثيل".
ومن جانبه قال المؤرخ والباحث الأثري الدكتور بسام الشماع: "أولًا بالرغم من أنني ناقد لكل ما أراه سلبيًا في أي مكان وخاصة في وزارات الأثار والثقافة والتعليم، إلا أنني أرى أن وجود مُتخصصين من وزارة الأثار لتنظيف قواعد التماثيل في الميادين والشوارع شيئًا إيجابيًا أثني عليه لأنه علميًا صحيح فكرة اللجوء لمتخصص لإجراء عمليات التنظيف لأنه موضوع قد يضر بالتمثال سواء حديث أو قديم؛ ومن ناحية كيفية التعامل مع التماثيل وحمايته في الشارع نجد أن التماثيل تتعرض لأكثر من شيء يجعله تتأثر بشكل سلبي ففي الشارع والميادين تتأثر بالرياح والدخان والدخان المُنبعث من العربيات والسيارات والأوتوبيسات والعادم الخاص بها ولمس اليدين والكتابة عليها، ورشها برش مُعين أو دهان مُعين، هذا بالإضافة إلى بعض الأفعال الخاطئة من عمل أكشاك للشاي والذرة والقهوة وللمبيعات من أمام التماثيل، أو لصق الأشخاص لمُلصقات مُعينة وانتخابات مُعينة عليها، فكل ذلك معاناة تواجهها التماثيل في الشوارع والميادين وهذا من الصعب على الحكومة والشرطة والمسؤولين من تحديد الوقت الذي فعل به هؤلاء الأشخاص هذه الأفعال، لأنها تحدث مفاجأة أمامنا جميعًا.
ثم طرح الباحث الأثري بعض الحلول للحفاظ على التماثيل قائلًا: "الحل في ذلك هو تغليظ العقوبة وأن تُفعل على أرض الواقع، وإن لم تكون هناك عقوبة لذلك يجب تشريع القوانين التي تُعاقب هذه الأفعال فكل هذه التماثيل والقاعدة الخاصة بهم والحوائط من أملاكنا ملك الشعب لأننا ندفع كل ذلك من الضرائب، لذلك المُحافظة عليها تُماثل المُحافظة على أشيائنا الخاصة".
وتابع الشماع: "الحل الثاني يدور حول إحاطة كل التماثيل ذات الصبغة التاريخية بسياج، مثل تماثيل قصر النيل؛ والحل الثالث هو تثقيف الشعب أنه يحافظ على مثل هذه الأشياء والتماثيل بالشوارع والممتلكات العامة من خلال المدارس والجامعات".
ثم فجر الشماع مفاجئة قائلًا: "هذه الأشياء لم تحدث هنا فقط، ففي ألمانيا خلال بداية جائحة كورونا اقتحم بعض الأشخاص أحد متاحف برلين وقامت برش الأثار بداخلها بمادة زيتية وكان منها آثار مصرية ولم تخرج وزارة الثقافة ولا وزارة الأثار بأي بيان في ذلك، وبرلين بها رأس نفرتيتي التي نطالب بعودتها دائمًا ويعترضوا على ذلك بأننا نعاني من عدم وجود الأمان لحمايتها، ولكن السؤال هنا لماذا لم تُعلن ألمانيا عن ذلك ومن هؤلاء الذين شوهوا الأثار؟".
وختم بأهمية توعية الشعب عن هذه التماثيل قائلًا: "أخيرًا يجب أن يعرف الشعب من هؤلاء أصحاب التماثيل، فأنا أقترح على المحافظة وأصحاب المحليات والمسؤولين بوضع لوحة منحوتة من الحديد حتى لا تبلى سريعا، وتكون مرشوشة ضد الصدى ويكتب عليها من هو هذا الشخص باللغة العربية والإنجليزية ولغة برايل للمكفوفين".