قدم قصر ثقافة الجيزة التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة حلقة جديدة من حلقات "حكاية لوحة" والتي يقدمها عبر الصفحة الرسمية للفرع عبر وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على الصفحة الخاصة للفرع.
وقدم الفرع حلقة اليوم السبت حكاية لوحة من أعظم اللوحات التاريخية، وهي لوحة" إوز ميدوم" من اعداد الكاتبة مي مجدي.
قالت مي مجدي ان هذه اللوحة تم العثور على هذه اللوحة بجدران مقبرة "نفر ماعت" وزوجته بمنطقة "هرم ميدوم" بمحافظة بني سويف، ويبلغ ارتفاعها ٧٢ سم وطولها ١٨٠سم وعرضها ١٧٢سم.
وأضافت مجدي تم اكتشاف تلك المقبرة عام 1871م على يد الإيطالي "لويجي فاسيلي"، الذي قام بنزعها من جدار المقبرة ونقلها إلى متحف بولاق في ذلك الوقت، ثم إلى متحف الجيزة حتى استقرت عام 1902 في متحف التحرير بالقاهرة، وصارت من معالم المتحف حتى الآن.
وأوضحت مجدي أنه منذ القدم حرص المصري القديم على تصوير الطيور على جدران المعابد والمقابر، فللطيور مكانة ومنزلة كبيرة عند المصريين القدماء منذ فجر التاريخ، فقد تأثر المصري القديم بالطيور لما لها من دلالات دينية مقدسة خاصة بالعقيدة المصرية القديمة، وشكلت رمزًا لغويًا في الكتابة المصرية الهيروغليفية.
ووصفت مجدي هذه اللوحة قائلة إننا نرى في لوحة "إوز ميدوم" تصوير ستة أوزات تتغذى على العشب.، ثلاثة منها تنظر إلى الجانب الأيمن، وثلاثة ينظرون إلى الجانب الأيسر بترتيب متماثل، وهم من ثلاث أنواع مختلفة، وقد وزع الفنان المصرى القديم اتجاه الأوز في اتجاهين كنوع من أنواع جزب الانتباه والتأمل.
وتابعت في وصف اللوحة: أغلق الفنان المنظر بذكاء في كلا الجانبين مع ثني أوزتين رأسهما لأسفل لالتقاط العشب، وقد أستعمل الفنان المصري فيها ألوانا مستخرجة من مواد طبيعية، فاللون الأبيض من الحجر الجيري، والأحمر من الهيماتيت والأخضر من الملكيت، تم خلط هذه المواد مع بياض البيض.
أشارت مجدي إلى أن هذه اللوحة بما تحويه من ألوان زاهية تعد من أهم اللوحات الأثرية وكيف للرسام الذى رسمها أن استطاع أن يجعلها تعيش لعصرنا هذا وتظل بألوانها زاهية.