لا أدري سر حالة الراحة النفسية التي تصل إلى حد "الغيبوبة" التي تداهمني كلما شاهدت فيلم "شاطئ المرح" الذي اعتبره أحد الأعمال الفنية الخالدة التي تجمع بين تفاصيلها جميع مقومات الفن الراقي الجميل .. بداية من الصوت الملائكي للفنانة نجاة الصغيرة التي شدت بأروع ما غنت بداية من أجمل أيقونة رحلات ، في تقديري المتواضع"، "عاليادي اليادي اليادي" التي بدأت وانتهت داخل الأتوبيس المتواضع وتمايلت على نغماتها فنانات مغمورات لكنهن يحملن وجوه تجعل المشاهد يشعر أنها لابنته ، وانتهاءً بأغنية "القريب منك بعيد" التي لا زلت أعتبرها درس في الرومانسية صالح لكل زمان ومكان.
أما اذا انتقلنا للقصة فستجدها تناقش مسألة في غاية الأهمية تتعلق بشكل ونوع العلاقة بين الولد والبنت وما يجب ان تكون عليه حدود الاختلاط خصوصاً في السن الحرجة وكيف تستطيع البنت ان تحافظ على شكل مقبول من العلاقة مع الولد ولو كانت بعيداً عن أعين أسرتها .
أما عن خلطة الكوميديا فيكفي أنها جمعت ناظر مدرسة الضحك عبد المنعم مدبولي إلى جانب ثلاثي أضواء المسرح جورج وسمير والضيف ، بجوار نجم الشباك فتى أحلام فتيات الستينيات حسن يوسف ومعه يوسف فخر الدين .
الأحداث كلها تضعك في مود مختلف خصوصاً حين تختلط بالمشاهد الخلابة لمدينة الإسماعيلية بأشجارها الجميلة ومياهها الرقراقة .. بصفة عامة أنصح كل من يبحث عن الفن الراقي والضحكة الصافية بمشاهدة هذا الفيلم .. ولا عزاء لجزارين الفن .