تراجع نادي وادي دجلة عن موقفه، بعد ما أشيع عن فسخ عقده مع اللاعب أحمد الميرغني، بسبب انتقاده للرئيس السيسي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأظهر النادي ذلك في بيان رسمي حيث أوضح بعض النقاط التي أثيرت خلال الأيام السابقة حول أزمة الميرغني، بسبب هجومه على الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد سقوط ضحايا من الجيش المصري خلال المواجهات الأخيرة مع عناصر إرهابية في سيناء.
وأكد النادي، في بيانه، أن الميرغني خرج من معسكر الفريق لمباراة الأهلي لمخالفته اللوائح الخاصة باللاعبين بعدم خلط السياسية بالرياضة، لعدم تحول الفريق إلى حزب.كما أشار النادي إلى أنه لم يشطب اللاعب ولم يتم الاستغناء عنه، وإنما ينتهي عقده بنهاية هذا الموسم، وأوضح البيان أن إدارة وادي دجلة عاقبت المدير الفني الأسبق للفريق، لمهاجمته جماعة الإخوان المسلمين في برنامج تليفزيوني، مكملاً: "من مبادئ وادي دجلة أن من حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه بحرية في مجاله ومحيطه الخاص أو العام، لكن من يعمل في مجال يضفي على صاحبه نجومية فإنه يعتبر شخصية عامة وبالتالي يجب أن يزن كل كلماته، لاسيما أنه يعمل أو يلعب مع فريق وينتمي لمؤسسة".
كما أثنى النادي على خلق الميرغني، مشيرًا إلى أن اللاعب اعتذر عما بدر منه، معتبرًا ذلك التوقيت غير مناسب في الوقت الذي يخوض فيه الجيش حربا شرسة ضد إرهابيين واستشهد عدد من جنوده، رافضة إهانة اللاعب أو الاعتداء عليه لفظيا أو بأي اتهامات.
وكانت بداية الأزمة عندما انتقد اللاعب أحمد الميرغني، لاعب نادي وادي دجلة والزمالك السابق، مؤكدًا أنه غير راضٍ تمامًا عن أداء الرئيس، خاصة وقائع الإرهاب التي تكررت خلال الأيام السابقة في سيناء، وذلك عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وفور علم نادي وادي دجلة بالموضوع قام حمادة صدقي المدير الفني لدجلة بطرد اللاعب من معسكر الفريق الذي يستعد لخوض معركته الحاسمة أمام النادي الأهلي، وتحول اللاعب فجأة إلى "مطرود" يبحث عن نادي بعدما أشيع فسخ عقده فجأة مع النادي، بعد قرار حسن المستكاوي، رئيس مجلس إدارة وادي دجلة، ولكن سرعان ما تغير الحال اليوم بعد هذا البيان. وظهر اللاعب مع الإعلامي وائل الابراشي، أملًا في توضيح وجهة نظره للناس بانه لم يقصد إهانة الرئيس ولكنها كانت غيرة زائدة على الوطن، دفعته إلى التحدث بهذه الطريقة التي وصفها بـ "خايفة على الوطن"، ولكن تدخل المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك - بعد وصلة من الهجوم الشرس من عدد من الرياضيين عن طريق المداخلات التليفونية أبرزهم مجدي عبد الغني و عزمي مجاهد- ليسبوا اللاعب بأنه " بواب وخدام"، وهو ما أثار قضية جديدة بعيدة كل البعد عما فعله اللاعب، حيث اتخذ النوبيون في مصر من تلك السبة "إهانة عنصرية" مؤكدين أن اللون الأسمر أو الانتماء للعرق النوبي ليس بتقليل من شأن أي أحد، مؤكدين على سعيهم الرد على رئيس نادي الزمالك بالقانون، حيث تقدم المحامي "عمرو أبو اليزيد، المفوض من النادي النوبي العام، أمس، ببلاغ للنيابة العامة، ضد رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، يتهمه فيه بسب لاعب نادى الزمالك الأسبق أحمد الميرغنى سباً عنصريًا بعبارة "ياخدام .. يابواب"، بسبب انتمائه لأصول نوبية، أثناء مداخلة تليفزيونية له على فضائية "دريم"، أوضح البلاغ المقيد برقم 13027 عرائض النائب العام، أن انتقاد رئيس الزمالك، للمجتمع النوبي الذي هو جزء أصيل من المجتمع المصري، يمثل عنصرية ويشعل الفتنة داخل البلاد مما يستوجب معه التحقيق ومساءلته قانونيا.
يأتي ذلك على الرغم من وجود عدد من اللاعبين الذين افتخر بهم نادي الزمالك على مرار تاريخه الطويل المنتمين للنوبة أو حتى من أصحاب البشرة السمراء، أبرزهم محمود عبد الرازق شيكابالا، وطه بصري، وإبراهيم يوسف، وفاروق جعفر، وإسماعيل يوسف مدير الكرة الحالي بالنادي، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" استقصاء الأمر بين الأوساط النوبية، والتقت بعدد من النوبيين لمعرفة رأيهم في كل تلك الأحداث.في البداية، أدان النادي النوبي العام الواقعة في بيان رسمي مفاده " أدان النوبي العام بالإسكندرية ، ما تلفظ به " مرتضي منصور " المحامي و رئيس نادي الزمالك تجاه ابننـا الكابتن " أحمد الميرغني " ابن قرية قسطل النوبية و ما تحمله الفاظه من عنصرية شديدة لمكون أساسي وأصلي في نسيج الأمة المصرية تحمل جيناته تاريخ هذه الأمة وعليه فإننا نقدم الدعم اللامحدود لأبننا الميرغني" وكافة السادة المحامين النوبيين الذين اتخذوا الطرق القانونية المشروعة للرد علي هذه الإهانات ونؤكد التضامن الكامل معهم" وذلك وفقًا لصفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وهو ما أعقبه رد فعل غاضب من عدد من شباب النوبة بالقاهرة.
فيقول عبد الله شمس الدين، طالب بأكاديمية الشروق، أنا شاب نوبي من أسوان، ولست خادمًا لأحد، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها انتقاد النوبيين بهذا الشكل العنصري الذي يرفض لون بشرتنا، ومن المفترض أن الدستور يجرّم التمييز بين المصريين، ولكننا لا نطبق القانون في تلك النقطة، بدليل تكرار الواقعة.
وتقول مرام علمين، أن السب وتوجيه أصعب الكلمات و الشتائم، ليست جديدة على مرتضى منصور، فهو الشهير بسب الأم لكل شخص يتحدث معه، والغريب انه رجل قانون، وللأسف دون اهتمام الدولة بالموضوع سيأخذ الموضوع ضجته ثم يموت كل شيء، ويضيع حق فشة بالكامل تحاول أخذ أقل حقوقها أن تتساوى مع غيرها في الوطن كما ينص الدستور.
ويقول مصطفى كابيللو، أن المشكلة الحقيقية أن الجهل في مصر كلها، وليس عند مرتضى منصور فحسب، فالتعامل مع النوبي على أنه أقل من غيره أسوأ انواع التمييز العنصري، والكارثة أن مصر كلها تتعامل بهذا الشكل وليس مرتضى منصور فحسب، وليس ضد الميرغني فحسب.
