علي التركي يكتب: 8 وظائف رئيسية لتصميم المواقع الإخبارية «82»

الإثنين 01/أبريل/2019 - 09:12 م

يلعب التصميم نفس وظائف الإخراج الصحفي في الصحف الورقية، ولا يختلف كثيرًا، فالهدف الرئيسي له هو جعل القراءة وعملية البحث سهلة وميسرة على المستخدمين، لدفعهم إلى الاستمرار داخل الموقع وقراءة المزيد من المعلومات المنشورة.

ويقوم التصميم الناجح بـ8 وظائف رئيسية على النحو التالي:

أولاً: تكوين شخصية الموقع

يلعب التصميم دورًا كبيرًا في تشكيل الصورة الذهنية للسياسة التحريرية لأي موقع إخباري وتعريف القارئ بها، وذلك عبر تمييز وإبراز الموضوعات التي تعبر عنها، وترتيبها وفقًا لقيمتها الصحفية بهدف جذب الانتباه إليها عبر تحديد موقع ظهورها على الموقع والأقسام بهدف إحداث أكبر تأثير لدى القارئ.

ويساعد التصميم الجيد في فرض أخبار معينة على الرؤية البصرية للقارئ، وتجبره على الاهتمام بها وقراءتها، وتدفعه إلى مشاركته مع البيئة المحيطة به من الأصدقاء والأسرة.

ومن السهل التعرف على هوية أي موقع بمجرد رؤية الأخبار التي تتصدر الصفحة الرئيسية «Home Page»، خصوصًا المنشورة على «السلايد شو» الرئيسي «Slide Show»، وكذا تبويبات الموقع وترتيبها.

ثانيًا: تيسير الانقرائية

الوظيفة الأهم لأي تصميم هي جعل المحتوى الصحفي سهل القراءة، ويظهر ذلك عبر اختيار نوع الخط وحجمه، سواء «العنوان الرئيسي، العناوين التمهيدية، المتن».

وأيضًا مساحة البياض بين الأحرف وأرضية الموقع، وهو ما يجعل الكلمات تبدو أكثر وضوحًا وأكثر يسرًا في القراءة.

ويعد البياض من العوامل المؤثرة في انقرائية المادة الصحفية، ويكسر قتامة اللون الأسود الذي يتصدر المشهد حتى يومنا هذا في كتابة المتن.

ويلعب البياض دورًا كبيرًا في وضوح عناصر الصفحة، وإحداث التباين وإبراز الكلمات والسطور.

وبعض المواقع تختار ألوانًا مختلفة في الخلفية غير الأبيض مثل الرمادي ودرجاته، وهو ما يحتم ضرورة ترك مسافات بين الأسطر لتوضيح المتن، ومنع ازدحام السطور حتى لا يؤثر سلبيًا على انقرائية الموضوع.

ثالثًا: التركيز

يمنح التصميم إدارة التحرير، فرصة تمييز الأخبار خصوصًا في ظل الضخ الهائل على مدار اليوم، ويسهل على القارئ معرفة أكثر الأخبار أهمية، والأكثر تعليقًا، والتفرقة بين المواد الصحفية المختلفة وطريقة عرضها.

ويجب أن يوفر التصميم لـ«إدارة التحرير» وسائل مختلفة لإبراز الموضوعات التي تهم السياسة التحريرية والقراء، بحيث تستطيع فرض أخبار بعينها ومنحها الرؤية البصرية الكاملة على كل الزوار.

ويقوم بتنظيم المواد الصحفية وتنسيقها في وحدات واضحة عبر استخدام المؤثرات والعناصر التيبوغرافية من صور وفواصل ورسوم وأشكال وظلال.

رابعًا: الجاذبية

كلما كان التصميم مريحًا وجذابًا حفز ذلك القارئ على الاستمرار داخل الموقع، لذا فالتصميم هو العنصر الجمالي الذي يحقق الجاذبية ويحقق التجانس، ويمكّن المستخدم من التعرف على صفحات الموقع.

ويتوقف نجاح التصميم في القيام بتلك الوظيفة على حجم البياض في «أرضية الموقع، وبين الكلمات، وبين الأسطر، وعلى جانبي العنوان».

كما يساعد لون وحجم الأحرف، وطريقة الفصل بين الموضوعات المختلفة وطريقة التظليل والإطارات المحيطة بها، وحجم ومكان وضع الصور والألبومات والفيديوهات والرسوم والكاريكاتير والإنفوجراف والخرائط والجداول، في زيادة جاذبية الموقع.

خامسًا: التوازن

يحقق التصميم التوازن المطلوب في عرض المواد الصحفية المختلفة، ويضمن توزيعًا عادلاً بين العناصر «العنوان والمتن والصور»، ما يجعل الشكل العام قويًا ومتماسكًا.

ويعتبر التصميم كالميزان الذي يضبط إيقاع العناصر الثقيلة داخل الصفحة الواحدة التي تشد انتباه القارئ كـ«الصور والعناوين والإطارات»، فيجعل من المحتوى المنشور قويًا ومتماسكًا، وتتمتع كل عناصره بالجاذبية بنسب متساوية.

ويجب أن يوازن في عرض المعلومات المختلفة، ولا يطغى الاهتمام بموضوعات معينة على بقية المعلومات، وإلا لماذا من الأساس تكبدت الوقت والجهد والمال للحصول عليها إذا لم تحصل على حقها مثل بقية المعلومات؟!

سادسًا: التباين

يحقق التصميم الفعال، التباين المطلوب، الذي ينقل بصر القارئ بين العناصر المختلفة، ويكفل لبصره يسر الحركة وسرعة إدراك الأشكال المختلفة، فضلاً عن دعم الترابط والتآلف والتجانس بين الموضوعات.

كما يعطي استقلالية تامة لكل عنصر من عناصر التصميم، والتفرقة بين مادة صحفية وأخرى، عبر اختلاف عناصر الفصل.

فالأشكال الهندسية المختلفة التي تستخدمها في شكل التصميم ستساعد المستخدمين في التفرقة بين الموضوعات المختلفة ونوعيتها.

سابعًا: التجانس

يمنح التصميم الجيد ميزة التجانس، ما يسهل على القارئ مهمة التعرف على كل صفحة من صفحات الموقع حتى لو كانت الصفحات الداخلية بها اختلافات كبيرة عن الصفحة الرئيسية.

كما يساعد في إظهار جمال العلاقة بين الأجزاء المختلفة داخل التصميم، فيبدو الانسجام واضحًا، ولا تظهر أي ملامح غير مفهومة أو متعارضة مع الذوق العام، وذلك بحسن توزيع العناصر داخل الصفحة الواحدة.

وإذا لم يتمتع التصميم بالتجانس المطلوب فسيبدو كأنه سوق في منطقة عشوائية فوضويًا، وهو ما يربك المستخدمين ويجعلهم غير قادرين على التعاطي بإيجابية معه.

ثامنًا: الوحدة

تزداد قيمة التصميم، كلما كان قادرًا على الربط بين الموضوعات المختلفة في إطار تنظيم خالٍ من العشوائية.

ولكي يكون التصميم جيدًا يجب أن يوحي للقارئ التحام الشكل مع المضمون في كل ركن من أركان الموقع.

والوحدة تعني أيضًا الترابط بين الأقسام المختلفة وحرية الانتقال بين الموضوعات التي تحتوي على المعلومات نفسها.

للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»