السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

علي التركي يكتب: عبدالله كمال ونبوءة المحتوى المتعمق في المواقع الإخبارية «19»

علي التركي مدير عام
علي التركي مدير عام تحرير البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تتذكرون الكاتب الراحل عبدالله كمال؟.. 
أرجوكم لا تشردوا بعيدا.. واتركوني أثرثر قليلا، وأمارس هواية التنظير، التي أتمنى أن أجيدها يوما ما وأنتقل إلى عالم الاحتراف.
لكن قبل أن نثرثر سويا.. انسوا تماما كل مواقفكم منه، هو أحد أهم المدافعين عن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، هو.. وهو... وهو.. إلخ..
هل انتهيتم الآن.. اطرحوا تلك الأفكار أرضا، وادفنوها في قبر يليق بها. 
أظن أن شباب جيلي ممن سحرهم كتاب «التحليل النفسي للأنبياء»، لهم رأي مختلف تماما ومقتنعون أن عبدالله كمال أحد أنبياء الصحافة في آخر 25 عاما، والموهبة الأبرز في جيله الذي أصبح يقود الإعلام المصري الآن، حتى إن بعض الصحفيين أصبحوا مدمنين لـ«الشيشة» بسببه فقد تكون سر الإبداع. 
أخيرا.. دعونا نبدأ الثرثرة حول واحدة من أهم القضايا المهنية التي باتت تؤرق صناع الصحافة الإلكترونية في العالم، هل المحتوى المتعمق أصبح طوق النجاة للمواقع الإخبارية من وحش مواقع التواصل الاجتماعي؟، أم سيظل المحتوى القصير الحاكم بأمره؟. 
قبل ما يقرب من 3 سنوات، جمعني لقاء مع الراحل عبدالله كمال، كان وقتها يستعد لإطلاق تجربة «دوت مصر»، وعندما تُقابلُ العظماء عليك أن تطهر أفكارك، وتضع يدك على رأسك لتكون قريبا من جهازك العصبي، فلعلك تنصت جيدا. 
خرجت من هذا اللقاء بـ«اللاءات الثلاث»: «لا محتوى قصيرا، لا زيارات وهمية، لا تصميم تقليديا». 
وكانت اللاء الأولى الأهم من وجهة نظري، لماذا يذهب عبدالله كمال إلى المحتوى المتعمق الطويل؟، فكل طموحات الرجل إعادة تقديم نفسه مرة أخرى لعالم الصحافة بعد محاولات يائسة للتنكيل به، لماذا لا يذهب مباشرة إلى السلعة الرائجة «المحتوى القصير»؟، هل يمتلك الصبر الكافي لانتظار النجاح البطيء للمحتوى المتعمق؟. 
قد يكون ما ذهب إليه عبدالله كمال «مجازفة» في وقت كان الزخم السياسي مليئا بالأحداث، والحكمة تقتضي الذهاب سريعا إلى المحتوى القصير، فهو الأسرع انتشارًا والأقل جهدا وتكلفة، ولولا أن القدر لم يكن رحيمًا لصدقت النبوءة التي أراد لها أن تكون وثبت صحة التوجه نحو المحتوى المتعمق. 
لماذا أتذكر ذلك الآن؟.. قبل أيام دارت مناقشة مع زميل عزيز، من القلائل الذين أحب ثرثرتهم دون ملل- حاول فيها زميلي العزيز تقمص دور المحلل الفني وأخذ يقص ويروي قصائد مهترئة عن معايير المحتوى في المواقع الإخبارية انتهت بأن المحتوى القصير هو دعامة الإعلام الإلكتروني، وطلب مني الحديث عن أهمية المحتوى الطويل المتعمق، الذي يعتبره مجرد إضاعة للوقت. 
كان ردي قاطعا: «المحتوى القصير أصبح طرازا ملعونا، لا يمثل أي إضافة للصحافة الإلكترونية حاليا، بعد أن حصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على حق احتكاره». 
وبدأت استعرض كافة الأدلة، من تقرير معهد رويترز عن توجهات الصحافة العالمية في 2016، الذي أكد أن المحتوى المتعمق خصوصا الطويل هو مستقبل المواقع الإخبارية، وحجم الاستثمارات التي ستدخل سوق الصحافة الإلكترونية في 2017، حتى الميزانيات المفتوحة التي وضعتها «هافنجتون بوست، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست.. وغيرها» لإنتاج محتوى طويل. 
ثم أخذته في جولة لعدد من المواقع الإخبارية العالمية وبدأنا نرصد حجم المشاركات والقراءات التي يحققها المحتوى الطويل بالمقارنة بالمحتوى القصير.
وأطلعته على بعض الأبحاث والتقارير التي تؤكد أن القراء يفضلون المحتوى الطويل عن القصير وعكس ما يظن البعض، ولم أتركه حتى أيقن تماما حقيقة الأمور. 
لكن الأزمة ليست في صديقي، إنها في المحتوى المتعمق الذي لا يعني بالطبع الموضوعات الطويلة فقط، بل يتسع ليشمل كل المنوعات الصحفية «الفيتشر، الإنفو، البروفايل، صحافة القوائم» وقد لا يتعدى عدد كلمات الموضوع أكثر من 300 كلمة. 
فالمحتوى المتعمق يعاني من مشاكل متعددة متعلقة بأسلوب العرض، في وقت أصبح التصميم بالنسبة للكثيرين مجرد فن سريالي لن يفهمه أحد إلا مبرمجي «كنافة رمضان» صناع «عروس المولد»، ناهيك عن الخوف من المجازفة بإنتاج محتوى لا يحقق المردود التسويقي المقبول في ظل حرب بشعة على شراء الزيارات الوهمية. 
الصيحة العالمية المهتمة بالمحتوى المتعمق، هدفها الأول إعادة الصحافة التائهة وسط فيضان الضخ الإخباري والمحتوى القصير، للقيام مرة أخرى بوظائف التحليل والتفسير، وأحيانا التوجيه الذي لايزال الوظيفة الأولى لإعلام الدول النامية، لكن يبقى السؤال الصعب: هل سيقاوم المحتوى القصير، أم سيعلن وفاته رسميًا في 2017؟.



للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com

 

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»

لماذا تخسر المواقع الإخبارية مع «جوجل»؟ «3»

كيف تربح المواقع الإخبارية؟ «4»

الكيان المؤسسي في المواقع الإخبارية.. الفريضة الغائبة «5»

فن صناعة المواقع الإخبارية.. «التخطيط» «6»

تصور مبدئي لإنشاء موقع إخباري ناجح «7»

شركات الإنترنت وتدمير «صحافة الفيديو».. «8»

كيف تحمي موقعك من النصابين؟ «9»

7 يفسدون موقعك الإخباري «10»

«مسمار جحا» في قانون الصحافة «11»

«أنا منافق إذا أنا موجود».. «12»

عن أزمة الصحافة.. كيف تصنع بطلًا من ورق؟ «13»

العلاقة بين الصحفي والمصدر «تجارة رقيق».. «14»

«التصميم التجاوبي» والمواقع الإخبارية «15»

«الذهنية الورقية» تحرق المواقع الإخبارية «16»

الصحافة الورقية «ماتت».. والإلكترونية مريضة بـ«التوحد»! «17»

«الصحافة» و«فيس بوك» صراع دائم وهدنة مؤقتة «18»

عبدالله كمال ونبوءة المحتوى المتعمق في المواقع الإخبارية «19»

هل تستطيع «الذهنية الإلكترونية» صناعة صحيفة ورقية؟ «20»

كيف جعلت الصحافة الإلكترونية «العلم في الراس والكراس»؟ «21»

لماذا تلجأ المواقع الكبرى إلى «الزيارات الوهمية»؟! «22»

المعايير الرئيسة لتقييم جودة المواقع الإخبارية «23»

لماذا كتاب «صناعة المواقع الإخبارية»؟ «24»

"صناعة المواقع الإخبارية".. مهام فريق التسويق «25»

صناعة المواقع الإخبارية.. التسويق لا يعني الزيارات فقط! «26»

10 أخطاء تسويقية تقع فيها المواقع الإخبارية؟ «27»

الخطة التسويقية للمواقع الإخبارية «28»

كيف نختار المعلومات الصالحة للنشر؟ «29»

دراسة السوق وتحديد الأهداف التسويقية للمواقع الإخبارية «30»

استراتيجيات ومحاور خطة التسويق في المواقع الإخبارية «31»

6 مهام رئيسة لقيادات المواقع الإخبارية «32»

«دورة النشر» في المواقع الإخبارية «33»

هل اجتماعات التحرير مضيعة للوقت؟ «34»

المشكلات التحريرية في المواقع الإخبارية «35»

السياسة التحريرية.. لعنات وتجاوزات «36»

4 عناصر تتحكم في السياسة التحريرية «37»

كيف نضع السياسة التحريرية للموقع؟ «38»

المحتوى الصحفي القصير.. المشكلات والتحديات «39»

المحتوى المتعمق.. نكون أو لا نكون! «40»

كيف نختار موضوعات الـ«Top Story»؟ «41»

المراجع التحريري.. المهام والصلاحيات والمسئوليات «42»

المراجع اللغوي.. المهام والمسئوليات والصلاحيات «43»

سكرتير التحرير.. المهام والصلاحيات والمواصفات «44»

رئيس القسم ونوابه.. المهام والصلاحيات والمواصفات «45»

مدير التحرير.. الواجبات والمسئوليات «46»

رئيس التحرير.. المهام والمسئوليات والصلاحيات «47»

الاستراتيجيات الصغيرة.. كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية؟ «48»

كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية الكبرى «49»

كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية المتوسطة؟ «50»

الميزانيات الكبيرة تصنع مواقع صغيرة أحيانًا! «51»

كيف تعمل المواقع الإخبارية متناهية الصغر؟ «52»

كيف تدار المواقع الإخبارية الصغيرة؟ «53»

كيف تدار المواقع الإخبارية المتوسطة؟ «54»

التنظيم المؤسسي للمواقع الإخبارية «55»

10 خطوات لإعداد الهيكل التنظيمي للمواقع الإخبارية «56»

بعد 7 سنوات.. نتائج هجرة المصريين إلى «فيس بوك» «57»