الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

علي التركي يكتب: لماذا كتاب «صناعة المواقع الإخبارية»؟ «24»

الصحفي علي التركي
الصحفي علي التركي مدير تحرير "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تعد المواقع الإخبارية، تلك الوسيلة الإعلامية الواعدة، التي يُثار حولها الأسئلة والتكهنات والسيناريوهات عن قدرتها على القيام بدور البديل لوسائل الإعلام التقليدية، بل باتت الوسيلة الأولى والأكثر شعبية، بقوة دفع الثورة الهائلة في تكنولوجيا المعلومات، التي جعلت مجريات الأمور والأحداث، تسير بسرعة فائقة.

وفتحت «المواقع الإخبارية»، أبوابًا كانت مغلقة، أمام وسائل الإعلام التقليدية، واستطاعت صياغة مشهدًا إعلاميًا جديدًا، فبات المحتوى أكثر سرعة، في النشر والانتشار، مستفيدة بقاعدة جماهيرية ضخمة، تتمتع بالتنوع، فبضغطة زر واحدة، يمكنك نشر ما تريد من مواد صحفية؛ لتكون متاحة لعدد كبير جدًا من القراء حول العالم.

كما خلقت «المواقع الإخبارية»، أُسلوبًا جديدًا في الكتابة، أكثر تركيزًا واختصارًا، يتوافق مع سيكولوجية القراء الجدد، في عصر يتمتع بالسرعة والتقلب، مُعتمدة على وسائط مُتعددة «النصوص، والصور، والفيديو».

«المواقع الإخبارية»، لا ينقصها أي شيء، لتكون المُهيمنة على الساحة الإعلامية في مصر، إذ تملك إمكانيات هائلة، تؤهلها للاستحواذ على جمهور «التليفزيون والراديو»، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى الحد المقبول حتى الآن، رغم المُرونة المكانية والزمنية، إلا أن طريقها ما زال مُتعثرًا؛ بسبب غياب التخطيط الجيد، وقلة المعرفة بماهية الوسيلة، وعدم الترابط بين الإدارات المختلفة، التي تُشارك في عملية إنتاج المحتوى الصحفي، والترويج له.

للأسف.. «الصحافة الإلكترونية في مصر تحبو»، وتعيش حالة فوضى، يجب أن تتوقف فورًا، وإلا سنجد أنفسنا أمام مشهد مأساوي، مثلما حدث في الصحافة الورقية التقليدية، خصوصًا مع التقدم الكبير الذي باتت تحرزه الصحافة الشعبية، على موقع التواصل الاجتماعي، ما دفع المواقع الإخبارية؛ لارتكاب انتهاكات مهنية جسيمة، نتج عنها تشويه الذوق العام، ومنعها من القيام بوظائفها الرئيسة، المُتمثلة في التفسير والتوضيح والتثقيف.

«الوضع الحالي»، والمنافسة الشرسة، دفعت إدارات التحرير إلى التكالب على شراء الزيارات الوهمية؛ لتحسين ترتيبها العام في مصر، وهو بالقطع خطأ فادح، فأي وسيلة إعلامية هدفها الأول «التأثير» و«الإقناع»، وليس التفاخر بدخول مئات الآلاف من الزيارات يوميًا، أغلبها غير حقيقية، يُدفع من أجلها الكثير من المال، لو وفرته إدارات التحرير، لتحسين أداء المحتوى، وتنمية مهارات المحررين؛ سيتمكنون من تحسين ترتيبهم، دون معاناة، وسيكونون أكثر تأثيرًا وإقناعًا في الشارع المصري.

وأكاد أُجزم، أنه لا يوجد موقع واحد في مصر، لديه خطة للعمل، أو طريقة لإدارة المحتوى، أو آليات للترقيات الإدارية أو حتى إدارة لمُتابعة الأداء، وتقييم جودة المحتوى، بل إن أغلب «البوابات الإخبارية»؛ تسيير وفقًا لمنهج فوضوي بحت.

وعلى مدار عملي في هذه المهنة،  داخل مصر وخارجها، شهدت فيها انكسارات، أدت إلى إغلاق الكثير من المواقع، وانتصارات ساعدت في تقديم تجارب، حازت على الاحترام والتقدير، كان أكثر ما يستفزني؛ مطالب بعض مُلاك المواقع، التي ساهمتُ في تأسيسها؛ استنساخ تجارب صحفية.

فكان المطلب الأول دائمًا؛ «أريد أن أصنع موقعًا مثل كذا»، ورغم محاولاتي للتأثير على أصحاب رأس المال، بأن ما يطلبونه لا يصلح للأهداف التي يريدونها، سواء الاقتصادية أو الفكرية أو السياسية، فأنت لست في حاجة إلى ضخ عدد كبير من الموضوعات الصحفية، لكي تصنع تأثيرًا في نفوس القراء، وتكوّن لديهم القناعة بأن ما تقوله صحيحًا، فضلًا عن أن أسلوب الضخ المُكثف، ليس الوسيلة الوحيدة لصناعة الفارق أو التمتع بمزايا تنافسيّة.

في الغالب، لا يقتنع أصحاب رأس المال بأنهم لا يحتاجون إلا لمحتوى وتصميم وطريقة تسويق، تتوافق مع أهدافهم، فالقمة تتسع للجميع، وتقليد تجربة ناجحة لن يجلب لك التمييز أو حتى التأثير الهدف الأسمى لأي وسيلة إعلامية، وهو ما اتضح بعد ثورة 25 يناير، والهجوم الشعبي الواسع ضد كافة وسائل الإعلام، التي لم تُعبر عن مطالبهم، وتتحدث عن أوجاعهم، وزيفت الحقائق.

والحقيقة أن «ثورة يناير»، كشفت حالة «العوار» و«الأزمة»، التي يُعاني منها الإعلام المصري، الذي لم يتوقع خروج تلك الملايين؛ للمطالبة بإسقاط نظام مبارك، وهي نفس الأزمة التي عانى منها الإعلام الأمريكي، الذي لم يتوقع وصول المرشح الجمهوري «دونالد ترامب» إلى كرسي الرئاسة على حساب المرشحة الديمقراطية «هيلاري كلينتون».

ومن هنا.. يأتي الهدف الأساسي لكتابي الجديد «صناعة المواقع الإخبارية»، عن دار روافد للنشر؛ وذلك لدعم كل صناع المواقع فنيًا وإداريًا، ودفع تلك الوسيلة الإعلامية إلى الأمام، ولكي تستطيع إدارات التحرير؛ تجنب الفشل، وإخراج تلك الصناعة من نفق العشوائية والفوضى، إلى الإطار التنظيمي، الذي يمكن تحقيقه عبر تطوير آليات العمل، في النشر الإلكتروني على أساس متين، ونُساعدها على المشي لأول مرة، وتقديم أول نموذج لصناعة أهلكتها «العشوائية والفوضى».

ويحاول الكتاب، أن يقدم مُساهمة في صناعة المواقع الإخبارية، عبر الدمج بين الجانب النظري والعملي، وخلق مزيج جديد، قادر على إحداث نقلة نوعية، تُعالج تشوهات المشهد الحالي، وتُساعد إدارات التحرير وزملائي المحررين، بالمواقع الإخبارية في الوقوف على أرض ثابتة، يمكن على إثرها، دفع منظومة النشر الإلكتروني إلى الأمام.

وتركز «فكرة الكتاب الرئيسية»، على وضع إطار منهجي، لكل مرحلة من مراحل العمل؛ لكي تتمكن المواقع الإخبارية من القيام بدورها، وتكون قادرة على إحداث التأثير والإقناع في نفوس القراء.

ويرصد الكتاب، خطوات ثابتة وعملية لصناعة المواقع الإخبارية، قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه هذه الصناعة في الجوانب الأربع الرئيسة «الإداري، التحريري، التقني، والتسويقي».

ففي الجانب الإداري، سنناقش 4 مراحل «التحليل، والتخطيط، والتنظيم، والميزانية»، وكيفية صناعة تصور لإنشاء المواقع الإخبارية، معتمدًا على أسس علمية، وفقًا لمفاهيم التخطيط الاستراتيجي، الذي يُحقق لأي مؤسسة النجاح والتفوق والاستقرار.

وأما الجانب التحريري، سنناقش كيفية وضع وصياغة: «السياسة التحريرية، ودورة النشر، واجتماعات التحرير، ومصادر المعلومات، وأسلوب الكتابة، ونوعية المحتوى، ومعايير الانتقاء، وتبويبات الموقع«.

وعن الجانب التقني، سنشرح العناصر المؤثرة في نجاح الموقع، بداية من اسم «الدومين»، وكيفية اختياره، والاستضافة، وضوابط التعاقد مع الشركات، حتى التصميم، وأهم المعايير التي يجب أن تتوافر فيه، والعناصر الرئيسة الداخلية، ولوحة التحكم والتطبيقات كافة.

وفي الجانب التسويقي، نستعرض أهم طرق الترويج وجلب الزوار، وفقًا لأسلوب علمي وعملي، وإرشادات ونصائح لفريق التسويق، وكيفية التعامل مع الزائر، وإقامة علاقة صداقة حقيقية معه.

مقدمة كتاب «صناعة المواقع الإخبارية» عن دار روافد للنشر 2017.




للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com

 

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»

لماذا تخسر المواقع الإخبارية مع «جوجل»؟ «3»

كيف تربح المواقع الإخبارية؟ «4»

الكيان المؤسسي في المواقع الإخبارية.. الفريضة الغائبة «5»

فن صناعة المواقع الإخبارية.. «التخطيط» «6»

تصور مبدئي لإنشاء موقع إخباري ناجح «7»

شركات الإنترنت وتدمير «صحافة الفيديو».. «8»

كيف تحمي موقعك من النصابين؟ «9»

7 يفسدون موقعك الإخباري «10»

«مسمار جحا» في قانون الصحافة «11»

«أنا منافق إذا أنا موجود».. «12»

عن أزمة الصحافة.. كيف تصنع بطلًا من ورق؟ «13»

العلاقة بين الصحفي والمصدر «تجارة رقيق».. «14»

«التصميم التجاوبي» والمواقع الإخبارية «15»

«الذهنية الورقية» تحرق المواقع الإخبارية «16»

الصحافة الورقية «ماتت».. والإلكترونية مريضة بـ«التوحد»! «17»

«الصحافة» و«فيس بوك» صراع دائم وهدنة مؤقتة «18»

عبدالله كمال ونبوءة المحتوى المتعمق في المواقع الإخبارية «19»

هل تستطيع «الذهنية الإلكترونية» صناعة صحيفة ورقية؟ «20»

كيف جعلت الصحافة الإلكترونية «العلم في الراس والكراس»؟ «21»

لماذا تلجأ المواقع الكبرى إلى «الزيارات الوهمية»؟! «22»

المعايير الرئيسة لتقييم جودة المواقع الإخبارية «23»

لماذا كتاب «صناعة المواقع الإخبارية»؟ «24»

"صناعة المواقع الإخبارية".. مهام فريق التسويق «25»

صناعة المواقع الإخبارية.. التسويق لا يعني الزيارات فقط! «26»

10 أخطاء تسويقية تقع فيها المواقع الإخبارية؟ «27»

الخطة التسويقية للمواقع الإخبارية «28»

كيف نختار المعلومات الصالحة للنشر؟ «29»

دراسة السوق وتحديد الأهداف التسويقية للمواقع الإخبارية «30»

استراتيجيات ومحاور خطة التسويق في المواقع الإخبارية «31»

6 مهام رئيسة لقيادات المواقع الإخبارية «32»

«دورة النشر» في المواقع الإخبارية «33»

هل اجتماعات التحرير مضيعة للوقت؟ «34»

المشكلات التحريرية في المواقع الإخبارية «35»

السياسة التحريرية.. لعنات وتجاوزات «36»

4 عناصر تتحكم في السياسة التحريرية «37»

كيف نضع السياسة التحريرية للموقع؟ «38»

المحتوى الصحفي القصير.. المشكلات والتحديات «39»

المحتوى المتعمق.. نكون أو لا نكون! «40»

كيف نختار موضوعات الـ«Top Story»؟ «41»

المراجع التحريري.. المهام والصلاحيات والمسئوليات «42»

المراجع اللغوي.. المهام والمسئوليات والصلاحيات «43»

سكرتير التحرير.. المهام والصلاحيات والمواصفات «44»

رئيس القسم ونوابه.. المهام والصلاحيات والمواصفات «45»

مدير التحرير.. الواجبات والمسئوليات «46»

رئيس التحرير.. المهام والمسئوليات والصلاحيات «47»

الاستراتيجيات الصغيرة.. كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية؟ «48»

كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية الكبرى «49»

كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية المتوسطة؟ «50»

الميزانيات الكبيرة تصنع مواقع صغيرة أحيانًا! «51»

كيف تعمل المواقع الإخبارية متناهية الصغر؟ «52»

كيف تدار المواقع الإخبارية الصغيرة؟ «53»

كيف تدار المواقع الإخبارية المتوسطة؟ «54»

التنظيم المؤسسي للمواقع الإخبارية «55»

10 خطوات لإعداد الهيكل التنظيمي للمواقع الإخبارية «56»

بعد 7 سنوات.. نتائج هجرة المصريين إلى «فيس بوك» «57»