علي التركي يكتب: الميزانيات الكبيرة تصنع مواقع صغيرة أحيانًا! «51»

«السَّرْج المُذهَّب لا يجعلُ الحمار حصانًا»، فـ«خير المال ما وَجَّهْتَهُ وِجْهتَه»، و«شر المال ما لا يزكى ولا يذكى»، والميزانيات الكبيرة تصنع مواقع صغيرة أحيانًا.

داخل سوق المنافسة، هناك فئة تسمى بـ«التابعين»، وقد يخطئ البعض، ويصفها بـ«الصغيرة»، وهذا وصف غير دقيق، فأحيانًا نجد مواقع ذات ميزانيات كبيرة، لكن لا يمكن اعتبارها من قادة السوق.

«فئة التابعين»، تستحوذ على 20% فقط من حجم السوق، في مقابل 40% لصالح المواقع القيادية، و30% للمتوسطة، و10% للمتخصصة، ورغم أنها تحتل الترتيب الثالث إلا أن كثرة المواقع التي تنتمي لهذه الفئة تجعل حصة كل موقع ضئيلة للغاية.

وتنضم أحيانًا بعض المواقع ذات الميزانيات الكبيرة إلى تلك الفئة، مدفوعة بقرارات خاطئة، يتخذها صناعها؛ تفتقد التخطيط الجيد، والدراسة المسبقة للسوق، واتجاهات الجمهور واحتياجاتهم؛ ما يتسبب في إهدار الميزانية.

فيما سنجد أن أغلب مواقع هذه الفئة؛ لا تتمتع بميزانيات كبيرة، بل يكون لدى مُلاكها اليقين بأنه من الصعب أن تكون من فئتي «القادة» أو حتى «المتوسطة»، سواء لضعف الإمكانات المادية أو البشرية، أو لعدم وجود رغبة حقيقية في الدخول إلى المنافسة.

وفي الغالب، مواقع تلك الفئة، تحاول طيلة الوقت، تقليد المواقع الكبرى، فنجدها تقلد التصميمات الأخرى مع إدخال بعض التعديلات، وتسعى لتقديم منتجات صحفية تحمل أفكارًا قريبة جدًا من المواقع الأخرى، فضلًا عن تقليد طريقة عرض المحتوى ودورة العمل، والهيكل التنظيمي، بل نوعية المصادر أيضًا، وطريقة الانتقاء، واتباع سياسات تحريرية مُتشابهة مع المواقع الكبرى.

ولا يمكن لتلك الفئات، دخول المنافسة الشرسة مع المواقع الأخرى إلا بإعادة التخطيط، وتكوين استراتيجيات جديدة، تُرسخ المزايا التنافسية التي لا تستطيع المواقع الأخرى القيام بها، وإلا لماذا يتصفح الجمهور تلك المواقع ويترك المواقع الكبرى؟.

ولا يعنى ذلك، أن المواقع التابعة ستظل هكذا، لكن مع تغير الظروف والأفكار، ستكون قادرةً على احتلال مراكز أخرى ومتغيرة، وغير مستبعد نهائيًا أن يبدأ الموقع «تابعًا»، ثم يصبح من «المتوسطة» أو «القادة».

وتتبع هذه الفئة استراتيجيتان فقط، هما «التواجد والاستقرار»، فليس مهمًا بالنسبة لها المنافسة، في تقديم خدمات إخبارية حقيقية للقراء؛ ولكن مجرد امتلاك بوابة إخبارية، مجرد «URL».