السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

عشان ولادكم احسبوها صح |آية جمال: "أفخر بمحو أمية مستفيدات من تكافل كرامة"

آية جمال
آية جمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي  حملة "علشان ولادكم.. احسبوها صح " للتوعية بقضايا الأسرة والسكان والتنمية وينفذها برنامج وعي للتنمية الاجتماعية ،في اطار خطة الوزارة لرفع الوعي لدي الفئات الأولي بالرعاية بالعواقب والتداعيات الناجمة عن بعض الممارسات الخاطئة التي تؤثر علي أعمال التنمية التي تسعي الدولة لتحقيقها.

تهدف الحملة إلي دعم الرأي العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولي بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التي تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافيه .

وفي هذا الصدد ، تنشر البوابة نيوز ، قصة لحملة الأسرة والتنمية عن إحدى مستفيدات تكافل التى تمحو أمية مستفيدات أخريات وهي  آية جمال من الإسكندرية، إحدى مستفيدات الدعم النقدي المشروط تكافل وكرامة، فهي معيلة لأطفالها الثلاثة، وخلال أدائها للخدمة العامة بالوحدة الاجتماعية بالسيوف-شرق الاسكندرية، تعلمت الكثير من أعمال الوحدة ومن الخدمات التى تقدمها لمستفيدي تكافل وكرامة، ومنها مبادرة محو أمية المستفيدات من تكافل، فتطوعت لمحو أمية بعضهن.
آية صاحبة ال34 عاما، حاصلة على ليسانس الآداب قسم فلسفة، وترى أن مستفيد تكافل محظوظ، لأنه ليس مجرد دعم نقدي، بل يتمتع صاحبه بمميزات أخرى كثيرة، وتفخر آية بحصول ابنها الأكبر على امتياز بالصف الخامس الابتدائي، كما تفخر بأنها مكّنت بعض السيدات اللآتي كن يوقعن على أوراقهن الرسمية ببصمة الأصبع، ليوقعن بخط أيديهن.
 

قبل نحو عام ونصف أصبحت آية جمال، مكلفة خدمة عامة في الوحدة الاجتماعية بالسيوف، شرق الاسكندرية، لتؤدي الخدمة العامة في وزارة التضامن الاجتماعي، وخلال أسابيع تعلمت أن تجرى بحث حالة لمستفيدات ومستفيدي "تكافل وكرامة" التابعين للوحدة، وأن تشارك في تسليم كروت ميزة للمستفيدات في منازلهن، كما تساهم في توعية السيدات المستفيدات في معرفة شروط استمرار تمتعهن بالدعم، وهي استمرار أبناؤهن في التعليم ومتابعة صحتهم، وعدم تزويجهن قبل 18 سنة وحماية البنات من الختان، وأيضا حصول المستفيدات اللاتى لا يقرأن ولايكتبن على شهادة محو الأمية".
لآية 3 أطفال في المرحلة الابتدائية، أكبرهم نجح في الصف الخامس الابتدائي، والثانى في الثالث الابتدائي، والأخير في كى جى 2،  وقد أصبحت معيلة لهم منذ انفصالها عن والدهم في 2017، .

تقول ىيه: "حاولت أشتغل معلمة فلسفة  في إحدى السناتر لكن لم أوفق في الاستمرار، ووجدت وظيفة في منطقة برج العرب لكن مواعيدها من 8 صباحا وحتى الخامسة مساء، فلم أستطع العمل، لأني أنا المسئولة الوحيدة عن أولادي، وعن متابعتهم في الدراسة". 
 

وأضافت: "لاحظت آية أن بعض المستفيدات من دعم تكافل يخجلن من أن يعرف المجتمع المحيط بهن أنهن من مستفيدات تكافل،"لما لقيت بعض  السيدات تخجل من أن يعرف جيرانها أو أقاربها إنها مستفيدة تكافل، كنت أقول لهم أنا خريجة جامعة ومستفيدة تكافل، لأن ده حقي والدولة منحته لي عشان أنا أب وأم لأولادى، زى التأمين الصحي هو كمان حق وما فيش حد يخجل إنه بياخد حقه في التأمين الصحى، واللى عايز يروح لدكتور خارج التأمين برضه بيروح".
 

تتحمس آية لدعم تكافل ومميزاته :"دايما بأقول إن مستفيد تكافل محظوظ لأنه غير أى دعم أو معاش ثابت، لأن المستفيد طول الوقت بياخد ميزات إضافية وكمان بيقدر يساعد غيره، يعنى مستفيد تكافل من حقه منح دراسية مجانية لأولاده في الجامعة أو في الثانوية العامة، و من حقه يمحو أميته مجانا، ومن حقه يعالج أولاده ويتابع صحتهم في الوحدة الصحية، وكمان يقدم على وظيفة في برنامج فرصة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي سواء له أو لأولاده عشان يزود دخله ويعتمد على نفسه، ومن حقه يضيف أولاده على بطاقة التموين، وكل فترة بتزيد المميزات".

"أفخر بأنى أمحو أمية مستفيدات من تكافل"

خلال العام الماضي سمعت آية عن مبادرة محو أمية المستفيدات من تكافل وكرامة، "تقدمت بطلب لرئيسة الوحدة الاجتماعية، الأستاذة حنان سعد، التى تعلمت منها الكثير، لكي أساهم في المبادرة خلال فترة عملي بالوحدة من 8 صباحا حتى 3 عصرا، وكونت فصل محو أمية داخل الوحدة".
مدة كورس محو الأمية في المبادرة 4 شهور،"كوّنت فصلا من 9 من مستفيدات تكافل وكرامة اللآتى أعرف حالتهن واستعدادهن ورغبتهن في التعلم وكلهن كن يستخدمن الختم في التوقيع على الأوراق الرسمية، وقد حضر يوم الامتحان 7 منهن وتغيبت اثنتين لسوء الأحوال الجوية يومها، ونجحت السبعة جميعهن، وبعدها كونت فصلا من 16 مستفيدة، ولم تظهر نتيجة امتحانهن بعد، لكنى متأكدة من أنهن سينجحن، فقربي منهن ومعرفتي بالمهارات التى اكتسبنها يؤكد لي أنهن سينجحن، ولهذا أجهّز لتكوين فصل ثالث".
 

مبادرة محو أمية المستفيدات من تكافل وكرامة تتضمن تدريبا للمعلمات على طريقة ومنهج تعليم الكبار، "لم أستطع الانتظام في التدريب، لأنه كان في نفس وقت تسليم "كارت ميزة" للمستفيدات من تكافل، ولكني اعتمدت على خبرتي في المذاكرة لأطفالي، في تعليم السيدات اللاتى لا يعرفن القرآءة والكتابة، واقتربت منهن كأنهن أخواتى، ووجدت أنهن يستجبن بسرعة، لرغبتهن في التعلم".
 

"فرحة السيدات بكتابة أسمائهن.. تشرح صدري"
تفخر آية بأن طالبات فصلها اللاتى كن يستخدمن الاختام أو البصم بالأصبع في التوقيع على الأوراق أو المستندات التى تخصهن، أصبحن يستطعن كتابة أسمائهن ويوقعن بخط أيديهن:" لما السيدة بتقدر تكتب اسمها وتوقع بيه بتكون فرحتها لا توصف، وأنا كمان أشعر إن ربنا بيشرح لى صدرى وييسر لى أمرى عشان ساعدتهم وأسعدتهم، وكتير منهم عنده الرغبة يكمل الدراسة الاعدادية عشان يساعدوا أولادهم في المذاكرة، وبعضهم طلب منى إنه يتعلم انجليزى عشان يساعدوا أولادهم، لكن قلت لهم إنه أمر يحتاج لمدرس متخصص في مرحلة تالية".
"مستفيدة تكافل تقدر تكسب أكثر"
650 جنيها هى ما تحصل عليه آية وأطفالها من دعم تكافل بالاضافة إلى 100 جنيه أو يزيد، تحصل عليها عن كل سيدة تستطيع اجتياز اختبار محو الأمية من فصلها :"النفقة التى أحصل عليها لأطفالي تسد خانة الإيجار والطعام، ودعم تكافل يساعدنى في الدروس الخصوصية لأطفالي،وأحيانا تأتينى مبالغ قليلة من كتابة مذكرات على الكمبيوتر لمن يطلبها منى، وباعتبارى مستفيدة تكافل تقدمت بطلب الحصول على وظيفة في برنامج فرصة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي". 
 

اجتهاد آية في أداء خدمتها العامة في وحدة السيوف الاجتماعية، وسرعتها في فهم العمل، دفع مديرة الوحدة الأستاذة حنان إلى تكليفها بعمل الباحثين ، في ملء بيانات المستفيدين من تكافل وكرامة في استمارات ورقية، ثم إدخال هذه البيانات على التابلت في منظومة معلومات تكافل وكرامة الالكترونية، وهى بيانات تدخل باسم مدخلها نفسه، يعني لأية اسم معروف على المنظمة، ليمكن أن يحسب من خلاله عدد الاستمارات التى أدخلتها، وبالتالي تحصل مقابلها على مكافأة، بالاضافة إلى مكافأة بحث الاستمارات الورقية.
" تقريبا تحسب المكافأة كل 6 شهور أو سنة مثلا، وقد حصلت قبل عيد الفطر على مكافأة 1000 جنيه، بحوالة الكترونية، ورغم انتهاء فترة أدائي للخدمة العامة منذ 4 شهور تقريبا، وافق مدير إدارة الحماية الاجتماعية بمديرية التضامن  بالاسكندرية، على أن أكمل عملي البحثي وإدخال البيانات، بدعم من الأستاذة حنان". 
تتمنى آية أن تتطوع في العمل كرائدة اجتماعية في الوحدة الاجتماعية بالسيوف:" أحب العمل الاجتماعي، وبأكون مبسوطة وراضية لما بساعد الناس، وأدلهم على طريق يفيدهم، وأشعر أن الله اختارني للمهمة دى وخلانى سبب لفرحة الناس". 
" بعد ما اتعلمنا هنقدر نتابع ولادنا في التعليم"

من بين طالبات آية في الفصل وكلهن مستفيدات "تكافل وكرامة"، السيدة "نعمت شعيب"، صاحبة ال 45 سنة:"أبلة آية بتعيد مرو اتنين وثلاثة لغاية ما تتأكد إننا فهمنا، وبتخلي كل واحد يكتب ويقرأ قدامها، أنا ما دخلتش المدرسه علشان أبويا كان صياد، وكنت معاه على طول في البحر، ما فيش حد خالص متعلم في إخواتي أكتر حاجه وصلوا ليها ثالثه ابتدائي، و لما اتجوزت كنت ببصم ومش عارفه ببصم على إيه، باخد تكافل ومعايا 3 عيال ونفسي أعلمهم، باخد 550 جنيه ولولاهم ما كنتش هعرف اعلمهم، ابنى الكبير طلع من تكافل بقى عنده 18 سنة، وجوزي بنعمل له كارت خدمات متكاملة لأنه فقد النظر". 
أما "عزيزة علي"، صاحبة ال 37 سنة، فمن أسرة رزقت بخمسة بنات، لأب أرزقي:" أبويا مقدرش يعلمنا، أولادى الثلاثة في المدرسة، بنت وولد وابن جوزي والدته متوفية، ان شاء الله هنعلمهم، عشان يبقوا أحسن مني، ولما باتعلم دلوقت عشان أساعدهم في المذاكرة، بتابع في الوحده الصحية دايما؛ لان عندي بنتي عندها حساسية على صدرها وبتاخد علاج ببلاش، بكتيب المتابعة الصحية لمستفيدات تكافل". 
سميره ذكري ميخائيل، صاحبة ال 38 سنة، هي الأخرى من طالبات آية، تقول:  "عندي بنتين ومش هجيب تاني الحمد لله خلاص نشكر ربنا عليهم، احنا كنا تسعه ووالدتي توفت من وانا عندي 8 سنين، الاخوات الكبار كانوا بيشتغلوا وانا كنت الصغيرة آخر العنقود وكنت بأخلي بالي من بابا واخواتي وسبت التعليم.، جوزي بيشتغل على الله يعني اي حاجة، بس الحمد لله بعد ربنا وبعد الاستاذة آيه دلوقتي اقرأ كويس واكتب ،واذاكر لبناتي، من ساعة ما اتعلمت بقيت متابعه بنتي في المدرسة، هي رايحه أولى إعدادي وبقت من العشرة الاوائل، والثانية رايحه ثالثة ابتدائي،  معاش تكافل سندني -500 جنيه- بقدر أوفر لهم دروس خصوصية، 5 دروس للكبيرة و3 للصغيرة". 
"ياسمين حسن" صاحبة ال 52 سنة، أيضا التحقت بفصل آية حيث قالت: “أنا ما تعلمتش لاننا كنا ست عيال ووالدي قال البنات ما تتعلمش، الولد بس اللي يتعلم، الخمس بنات ما تعلموش، كان نفسي أتعلم قوى، فبقيت أحارب لغايه ما علمت عيالي، عايزه أوصل بيهم لبر الامان، معايا أربعة كلهم في التعليم ما فيش حد لسه اتخرج، لما عرفت عن محو الأمية تمسكت بيه بايدي واسناني لاني عايزة اتعلم، عايزه أوصل لحاجة، ما كانش فيه أي فرصة خالص انى أتعلم، دلوقت عايزه أكمل تعليمى، بصراحة لولا تكافل ما كنتش هعلم عيالي، لأن ظروف جوازتي ولأنى مش متعلمة مفيش سند، جوزي شغال على باب الله”.

وتتابع : " لو كنت متعلمة ما كنتش هتجوز الجوازه دي خالص، كانت هتفرق كثير، لو البنت مش متعلمة بتكون الجوازه اللي تيجي ماشي يلا، عشان كده مش هفرض حاجة على عيالي، هسيبهم يختاروا، مش هوقعهم في اللي احنا وقعنا فيه، عايزاهم يطلعوا أحسن مني".