الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«The New Humanitarian»: آثار كارثية على العراق بسبب المناخ

الجفاف فى نهر دجلة
الجفاف فى نهر دجلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسبب تغير المناخ فى آثار كارثية على العراق المعروف ببلاد الرافدين، حيث يعبر نهرى دجلة والفرات أراضى البلد العربي، مما يمنحه أفضيلة كبيرة فى القطاع الزراعي، إلا أن موجات الجفاف الأخيرة أجبرت المزارعين وعائلاتهم، الذين تركوا بلا دخل، على تغيير نمط حياتهم.

وفى هذا السياق، نشر موقع "The New Humanitarian" تقريرا عن الأزمة التى تواجه العراق، أوضح خلاله أن ندرة المياه تتزايد بشكل ملحوظ فى محافظة نينوى الواقعة فى الشمال وهو الجزء الأكثر إنتاجا للقمح فى البلاد، مما أدى إلى تفاقم المستويات الخطيرة بالفعل من انعدام الأمن الغذائى التى تفاقمت بسبب الغزو الروسى لأوكرانيا.

وأضاف الموقع، أنه بين شهرى يونيو وديسمبر من العام الماضى ٢٠٢١، أجبرت ٣٠٣ أسرة على الأقل - حوالى ١٨٠٠ شخص - من نينوى على مغادرة منازلهم بسبب الجفاف، وفقا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، المنظمة الدولية للهجرة، ونزح أكثر من ٣٤ ألف شخص من جنوب ووسط العراق بسبب تغير المناخ، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة: وهذا يشمل العديد من الأشخاص من محافظة البصرة الجنوبية، التى تتعامل مع نقص المياه النظيفة منذ عقود.

وقال مواطن عراقى يدعى "قادر" لـ The New Humanitarian "لقد نشأت وأنا أعمل فى المزارع لمساعدة عائلتي، واعتدنا على حصاد القمح سنويا، معتمدين بشكل كامل على المطر، وكانت تلك أوقاتا مريحة لكن الأمور ساءت فى العامين الماضيين".

وأوضح "The New Humanitarian" أنه مع خسائر وتقلب المحاصيل، كان "قادر" بالفعل يجد صعوبة فى تغطية نفقاته لسنوات، ثم فى عام ٢٠٢١، قرر صاحب المزرعة التى كان يعمل بها بيع الأرض مع عدم وجود خيار سوى البحث عن مصدر دخل آخر، وانتقل إلى مدينة دهوك مع أسرته وتولى أعمال البناء.

وأضاف "قادر": "أعمل مرتين فى الأسبوع، وأربح حوالى ٢٠ دولارًا فى اليوم، وهذا المبلغ يزيد فى الساعة على ما يكسبه من العمل فى المزرعة، لكن فى بعض الأيام لا يزال لا أجد عملًا كافيًا لدفع الإيجار أو توفير الطعام لأطفاله الثلاثة".

وتم تصنيف العراق من قبل الأمم المتحدة كواحد من "البلدان الخمسة الأكثر تضررا من تغير المناخ" فى العالم، وكان هطول الأمطار فى العراق العام الماضى منخفضا لدرجة أنه كان ثانى موسم جاف خلال أربعة عقود، ووفقا لبيان صدر فى يونيو عن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، فقد أدى ذلك إلى "نقص المياه والتصحر وتآكل التربة بسبب الممارسات الزراعية غير المستدامة وتقلص الغطاء النباتى وتلفه".

وتسببت درجات الحرارة المرتفعة والطقس الجاف مرة أخرى هذا العام، مع وجود عواصف ترابية شديدة - أكثر تواترًا بسبب الجفاف وقلة هطول الأمطار والتصحر – فى دخول آلاف الأشخاص إلى المستشفيات فى مايو الماضي.

وتختلف ندرة المياه عن قلة الأمطار، ولسنوات طويلة، كانت دول المنبع مثل تركيا وإيران تبنى السدود التى تقلل فى نهاية المطاف من تدفق المياه إلى العراق، ويساهم ذلك فى حدوث انخفاض حاد فى منسوب المياه فى نهرى دجلة والفرات.

والنتيجة هى أن النقص الخطير فى المياه فى نينوى - التى تقع على ضفاف نهر دجلة - من المتوقع أن يزداد سوءًا، مما يزيد الضغط على المياه السطحية المتضائلة ويضعف الإنتاج الزراعي.

وقال عامر المعموري، المتحدث باسم وحدة تجارة الحبوب فى وزارة التجارة العراقية، إن "تغير المناخ يشكل تحديات حقيقية للمزارعين ولإنتاج القمح ككل فى العراق، والذى يتراجع بشكل كبير".

وأضاف "المعموري": تشير أرقام الوزارة إلى أن الغلات المحلية انخفضت من ٥ ملايين طن مترى فى عام ٢٠٢٠ إلى ٣.٣٧ مليون طن مترى فى عام ٢٠٢١، وبحلول عام ٢٠٢٢، انخفض الإنتاج بأكثر من النصف مرة أخرى، إلى ١.٣٤ مليون طن مترى فقط.

من جانبه؛ قال أنس الطائي، مستشار زراعى فى عين الموصل وهى منصة على الإنترنت تركز على الوضع الأمنى والثقافى والبيئى فى الموصل، عاصمة نينوى - إن ما يقدر بنحو ٩٠ فى المائة من السهول الصالحة للزراعة فى المحافظة تعرضت للتصحر.

وأشار "الطائي" إلى أن التصحر لا يرجع فقط إلى قلة هطول الأمطار، كما ألقى باللوم على عدم وجود أنظمة رى مناسبة فى شمال العراق، موضحا أن "حوالى ١٠ بالمائة فقط من المزارعين فى نينوى يمتلكون رشاشات ميكانيكية للمياه، أو لديهم أراض قريبة بما يكفى لمياه دجلة، وتم تدمير أنظمة الرى القليلة التى كانت موجودة فى المنطقة خلال ما يسمى باحتلال داعش للمنطقة ٢٠١٤-٢٠١٧.