الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "ماضي المعارف وحاضرها" لخالد الفرج

الشاعر خالد الفرج
الشاعر خالد الفرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.

تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.

واليوم ننشر قصيدة بعنوان "ماضي المعارف وحاضرها" للشاعر الكويتي خالد الفرج، وذلك تزامنا مع ذكرى ميلاده التي تحل اليوم الأربعاء.

شمس المعارف في أوالٍ أشرقت

فضت حجابَ ظلامها المسدولا

وقضت على جرثومة الجهل الذي

قد كان عبئاً في النفوس ثقيلا

بزغت ومدرسة الهداية مَشرقٌ

تهدي شعاعاً في النفوس جميلا

كالبرء في جسم العليل يدبُّ أو

غيثٍ أزال عن الزهور ذبولا

في كل يوم للعلوم تقدم

جعل الذراع من التقدم ميلا

وإذا الغذا أنمى الجسوم بفعله

فالعلم ينمي في الجسم عقولا

هيهات أن يلقى مناه جاهلٌ

ومحالُ يبلغ بالجهالة سولا

يا سادتي، عفواً قفوا بي ساعة

ننظر إلى ماضي البلاد قليلا

كانت بحالٍ يُستحى من ذكرها

عرضاً، فكيف أعدُّها تفصيلا؟

تلك المكاتب كيف تُخرِج أمَّة

ترجو إلى درج الحياة وصولا؟

حُشِرت بها أولادكم كحضيرةٍ

ملئت ضجيجاً منهم وعويلا

وبها المعلم غارقٌ بسباته

ومتى صحا أنكى بهم تنكيلا

ويلقَّنون من القراءة نبذةً

كالببغاء يعيد ما قد قيلا

يقضي الصبيُّ بها ثمين شبابه

لم تغن عنه من العلوم فتيلا

وإذا وعى سور الكتاب قراءة

طافوا به متزيِّناً محمولا

تحدوه زغردة النساء كأنَّه

بطلٌ يكلَّل في الوغى إكليلا

فيجيء معترك الحياة كأعزل

لا يهتدي نحو المعاش سبيلا

واليومَ للعلم الشريف مناهلٌ

كم أنقعت للطالبين غليلا!؟

قد أنبتت زرعاً فأخرج شطأه

ولسوف نجني الخير منه جزيلا

الطفل فيها صار كهلاً مُحرِزاً

باعاً بأصناف العلوم طويلاً

يقف الصغير يعلل الأسباب من

علل الوجود وسره تحليلا

فيجيد إلقاءً، ويقنع حجةً

ويفك من سر العلوم قفولا

بهروا العقول وهم صغارٌ كيف لو

صاروا شباباً بعد ذا وكهولا

وغُذوا من العلم اللباب فأصبحوا

لعلى بلادكم النواة الأولى

سيكوِّنون الشعب شعباً صالحاً

حياً إلى درج الكمال وصولا