الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه| زكريا أحمد الزيني.. خيال واسع للطبيعة في لوحاته

زكريا أحمد الزيني
زكريا أحمد الزيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفن التشكيلى مثل أى علم يحتاج التطوير حتى نخرج منه بنتائج جديدة، لكن الاختلاف هنا مع الفن أن التطوير يرجع إلى جرأة الفنان الذى يترك لخياله العنان فى أعماله دون التلقين من أعمال الفنانين السابقين، فيخرج بشكل جديد أكثر حرفية وأكثر تطورًا عما سبق، والحلقة الرابعة عشرة من «بورتريه» تدور حول فنان استطاع إيجاد طريقة جديدة للتعبير عن أرائه من خلال فن التصوير غير المُتعارف عليها، إنه الفنان «زكريا الزيني».
أبدع «الزيني» فى لوحاته الزيتية وخاصة التى رسم بها الزهور، فرغم من تشابه موضوعات بعض أعماله مع موضوعات رواد وكبار الفنانين من هذا القسم فإنه أضاف بعض اللمسات وكمل على أعمال السابقين، لتخرج أعماله فى شكل رائع وجذاب.
وقال الفنان التشكيلى محمود بقشيش عن ذلك: «عندما شاهدت لوحاته عن «الزهور» فى آخر معارضه، طافت بذاكرتى طيوف لوحات بعض كبار مصورينا التى دارت حول نفس الموضوع، ووجدت أن كل ما بدا لى ناقصًا فى لوحاتهم قد اكتمل فى لوحاته، وبمعنى إضافى كشفت لى لوحات زكريا الزينى ما فى مناهجهم من نواقص».
اتخذ زكريا الزينى الطريق التقليدى لدخول عالم الفن التشكيلى فى بداية الأمر، وذلك بالتحاقه بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وحصوله على البكالوريوس وهو فى الثامنة والعشرين من عمره، وفور تخرجه سافر فى بعثة تعليمية بإيطاليا، وكان ذلك فى بداية الستينيات وحصل على دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة بفينيسيا، ومنذ تلك اللحظة اختلف أسلوب الفنان وطريقته فى التعبير بشكل أكثر تطورًا.
كعادة أى فنان تشكيلى ذى بصمة واضحة فى المجال، كانت تختلف نظرة «الزيني» اتجاه الطبيعة والواقع الذى يراه، فكانت نظرته غير ناقلة أو مصورة بل كانت ذا خيال واسع، فعندما يرى أو يلفت نظره أى شيء ويحتاج للتعبير عنه فى أعماله الفنية، كان يُخفى الصورة التى رأها بالضبط ويبدأ فى التعبير من خلال وجهة نظره الشخصية، وهذا اتضح فى أغلب الأعمال التى قدمها سواء نقل من خلالها مشاهد من التُراث أو مشاهد طبيعية فى مصر وأثناء بعثته فى إيطاليا.
وجاءت لوحته بعنوان «شباك الصيد» التى رسمها بالألوان الفلوماستر، من أشهر أعماله التى اتضحت فيها وجهة نظره بشكل كبير، وقال عنها الفنان الدكتور رضا عبدالسلام فى كتاب الرسم المصرى المعاصر: «تبدو شباك الصيد المعلقة على حواملها كما لو كانت «راقصات باليه» يؤدين رقصات عنيفة الإيقاع، تخلفت من تداخل أجسامها مساحات بينية تتحاور فى صخب بسبب حركة الخطوط المتقاطعة فى حدة، داخل الدائرتين أو خارجهما».
اتجهت حياة الفنان التشكيلى زكريا الزينى بعدما انتهى من بعثته بايطاليا نحو التدريس فى قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة، فاستكمل دراساته وكان أستاذ التصوير بالكلية، وتم تعيينه وكيلًا للكلية بالقاهرة، ثم رئيسًا لقسم التصوير، وللنجاح الكبير الذى حققه تم انتدابه فى كليه الفنون الجميلة جامعة المنيا كرئيسًا لقسم التصوير، هذا إلى بجانب عدد من الزيارات التى خاضها بالعديد من البلدان العربية مثل بغداد والكويت، والأجنبية مثل فرنسا، الأرجنتين والصين. ترك الفنان «الزيني» بصمة كبيرة تجعله أمام أعين كل الناس على مر العصور وذلك بسبب مشاركته فى أعمال التصوير الجدارى بمترو الأنفاق، هذا إلى جانب مجموعة اللوحات القيمة التى خلدت ولا تزال تُخلد ذكراه بمتحف الفن الحديث بالقاهرة وكلية الفنون الجميلة بالقاهرة والإسكندرية، حتى ترك الحياة فى يوليو من ١٩٩٣ وهو فى الحادى والستين من عمره.