الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "72".. "شحاتة والمينيمم تشارج"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعتذر لكم وأرجو أن تقبلوا اعتذاري فقد تأخرت عليكم وعلى صديقي «شحاتة» بعض الوقت، لكنكم تعرفون طبيعة الحياة في مصر الآن، طيلة اليوم لا إنتاج.. فقط جهد مهدور في بناء حوائط صد ضد الصواريخ الأرض جو، وها أنا ذا بعد أن هدأت العاصفة أخطف إليكم حدوتة «شحاتة في المركب السياحي» قبل أن يستيقظ الواشون ويمارسوا مهامهم اليومية، لعلنا نضحك قليلاً.
 في ليلة مثل هذه اتصل بي صديقي «شحاتة» ليكشف لي عن سر خطير ألا وهو ارتداؤه لعدة أيام «بدلة وكرافتة»، كان السر أنه التحق بوظيفة جديدة في أحد المراكب السياحية، ألح علي «شحاتة» أنا وأصدقائي في دعوتنا لقضاء السهرة هناك حيث يصل إلى مسامعنا خرير الماء مع أنغام الموسيقى، للحق كنت متوجسا فأنا أعلم «شحاتة» جيدا لكنه أقسم ألف يمين أنه أكبر «متر» في المركب وأن الدعوة مجانية لخمسة أفراد، اصطحبت زملائي إلى هناك، وعلى مدخل المركب سألنا الأمن عن «شحاتة» وكانت الإجابة صاعقة لنا: «شحاتة مين؟» قبل أن نضرب أخماس في أسداد حمدنا الله لأن شحاتة خرج من جوف المركب صائحا: «اتفضلوا يا بهوات» فردت فينا الروح.. شحاتة حبيبنا وحبيب الملايين، اصطحبنا إلى داخل المركب السياحي في مسيرة حافلة بالمصافحة والترحيب والتهليل، حتى جلسنا على إحدى الموائد المستديرة وفتحنا «المنيو» كما قال شحاتة، وهنا بلغت القلوب الحناجر وتهامسنا ونادينا يا شحاتة.. يا شحاتة.. يا شحاتة.. «ظروفك إيه.. يعني سقف العزومة؟»، ببلاهة أجاب: «عزومة إيه إنتوا عارفين أنا معايا فلوس وضحك ضحكة كتلك التي أطلقها «ابن صبيحة» في فيلم «حسن ونعيمة»، كررنا الهمس والاستغاثة: «يا شحاتة ما تهزرش هنعمل إيه؟ رد بلامبالاة هعملكم تخفيض 30%»، في تلك اللحظة كنت أخذت قرارا بالفرار: «ألو سلمي على جوزك يا إسماعين بيه.. الهاتف على أذني ودلفت مسرعا خارج المكتب ثم اتصلت بزملائي فوجدتهم في تشكيل على هيئة قطار خلفي، شحاتة بحث عنا في كل المكان وسأل عنا حتى الأسماك في الماء، واتصل بكل الجيران: «أنا في ورطة الطلبات نزلت والرجالة زوغت»، 3 ساعات ونحن في مناقشة مع شحاتة حول ضرورة عودتنا حتى لا تطير الوظيفة، يحاول أن يغريني بزيادة نسبة الخصم والتخفيض وحديث معسول عن «المينيمم تشارج»، لكنا كنا اشترينا عربة الكبدة كاملة بثمن قدحٍ من الشاي في ذلك المركب، أما عن شحاتة فانتظرونا في الحدوتة القادمة لنُكمل الحكاية.