رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الأقفال الحديدية" تحجب دعاء الأقباط

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبواب تحمل ركام الزمن، وسلاسل وأقفال حديدية تحجب الدعاء اليومى للسلام تحت قباب الكنائس بالعديد من القرى والنجوع، ورغم ترنم الأقباط فى القداسات اليومية التى يدعو فيها الكاهن بأوشية السلام قائلا: «هذه الكائنة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها. كل الشعوب وكل القطعان، باركهم. السلامة التى من السماوات أنزلها على قلوبنا جميعا، بل وسلامة هذا العمر أنعم بها علينا إنعامًا، الرئيس والجند والأراخنة والمشيرين والجموع وجيراننا ومداخلنا ومخارجنا، زينهم بكل سلام يا ملك السلام، أعطنا سلامك، لأن كل شىء قد أعطيتنا، اقتننا لك يا الله مخلصنا، لأننا لا نعرفُ آخرَ سواك، اسمُك القدوس، هو الذى نقوله فلتحيا نفوسُنا بروحك القدوس».
وطالما يردد الأقباط فى صلواتهم للقداسات دعوات للزرع والحصاد ومياه النهر، وكل أحد فى المسكونة وخير وسلامة البلاد.
فى الوقت الذى تقف القرارات تارة، والبيروقراطية تارة أخرى حائلًا بين الأقباط والدعاء، الأمر الذى يدعوهم للذهاب لكنائس أخرى نظرًا لإغلاقها فى قراهم ونجوعهم.
وقال أحد سكان قرية نزالى طحا، مركز سمالوط بمحافظة المنيا، طلب عدم ذكر اسمه، إن أهالى القرية الأقباط تعدادهم يتجاوز ١٠ آلاف قبطي، ولا توجد بها كنائس سوى واحدة صغيرة لا تستوعب التعداد، وهى كنيسة أثرية محدودة المساحة.
وأضاف، أن المطرانية لديها قطعة أرض بحيز نزالى طحا، وتسعى من ٢٠٠٨ لتأسيس كنيسة دون جدوى، وطالبت بترخيص مرارًا وتكرارًا للبناء دون فائدة، ورغم مجيء المعاينات، والتى تبين أحقية الأقباط فى وجود كنيسة ولكن حتى الآن لم يحدث جديد.
وتابع: «أن أشقاءنا المسلمين بالقرية لا يعترضون على وجود مكان لنا لإقامة الشعائر الدينية، والجميع يعيش فى سلام ومحبة، وبعد تكرار المعاينات ووعود بالترخيص للبناء، قامت المطرانية بتمهيد أرضية المبنى وإزالة الطبقة الرخوة واستبدالها بطبقات من الزلط لتكون مؤهلة للبناء حال صدور الترخيص، ولم يعترض أى من مسلمى القرية على الأمر، وحتى الآن يظل الأقباط باحثين عن مكان للصلاة».
وقالت النائبة ميرفت موسى، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بمحافظة المنيا، إن السماح بفتح كنيستين لقرى محافظة المنيا بادرة طيبة للغاية بإعادة كل ما هو مغلق للصلاة، والكنيسة لن تضر المجتمع فى شىء، بينما بفتح الكنيسة أو المسجد يكونان قلعتين للتنوير وترسيخ المبادئ والمحبة والأخلاق.
وأضافت «موسى»: «أننا خاطبنا الأجهزة الأمنية بشأن الكنائس المغلقة، ووجدنا تخوفاتهم من وجود تهديدات أو ما شابه، مما يجعلهم يلجأون للحل فى منظورهم بإغلاق المبنى، وأكدت أن إغلاق الكنائس ليس الحل، لأنه يسىء لصورة مصر بالداخل والخارج، ويترك الباب مفتوحًا أمام المتآمرين ضد بلادنا، وعلينا قطع الطريق أمامهم».
وتابعت: «العالم بات قرية صغيرة، وهناك من يترصد لنا، فلا داعى للتخوف الزائد واللجوء لإغلاق الكنائس حرصًا على تحقيق الأمن فى منظور البعض، بينما الأصح هو التصدى للمهددين وتوفير الحماية الكاملة للكنائس، ولا ندع مجالا للمزايدات من الخارج».
من جانبه، قال سليمان شفيق، الكاتب والباحث: «إن محافظة المنيا من مغاغة لدير مواس، بها ٢ مليون مسيحى وبها ٦٢١ كنيسة فقط، فى حين من ٣٠ عاما كانت كل قرية كبيرة بها كنيسة، ولكن توابع القرى من الكفور والنجوع كان يعيش بها عدد ضئيل من الأسر المسيحية وتصلى بقرى مجاورة، ومع مرور الزمن أصبحت النجوع وتوابع القرى بكل منها ما بين الألف أو أكثر من المسيحيين».
وأضاف «شفيق»، أن تزايد أعداد الأقباط بالنجوع والكفور، جعلهم يلجأون للصلاة فى أحد المنازل بمواءمة مجتمعية مع أشقائهم المسلمين، ويذهب الكاهن لإقامة الصلوات بها، وبعد ظهور المد السلفى بات الأمر مرهونًا بموافقة السلفيين والأمن، حيث أغلقت فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ٦١ كنيسة على مستوى الجمهورية، و١٨ منها بمحافظة المنيا.