السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القرضاوي.. المفتى الأفّاق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ممتلئة مسيرة يوسف القرضاوى -على امتدادها- بالكذب والتدليس على الله والعباد، ولن تنجح أموال موزة بنت مسند ولا ادعاءات الرجل الفارغة، بل ولا دعايات ميليشيا الإخوان فى تغطية هذه الأكاذيب، فضلا عن قلبها وتحويلها إلى فضائل ومآثر.
بمجرد انتهائى من قراءة الكتاب المسمى «الرد العلمى على شيخ الأزهر ومفتى العسكر» الذى أفرزه القرضاوى، وجدت أن الرجل الذى اقترب من الـ٩٠ عاما لم يكتف بالكذب على شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب والدكتور على جمعة، بل تهجم «فقيه موزة» و«مفتى البلاط القطرى» على الأخلاق والإسلام وأئمة وعلماء الشريعة الأطهار، فلك أن تعرف –مؤقتا- أن الرد العلمى للشيخ الكذاب استخدم فيه ألفاظا من عينة «بانجو» و«برايز» ولست أدرى أى رد علمى هذا القائم على منطق «الصيّع» و«الشوارعية» فى مناقشة الخصوم!! كذلك لا يمكن بأى حال تجاهل أكبر عملية نصب فقهى مارسها القرضاوى بلىّ عنق أحكام الشريعة لصالح مرسى والإخوان، ذلك أن الرجل الذى أقنع السلفيين فى ٢٥ يناير بشرعية خلع مبارك، بحجة أن مشاركة الجيش للشعب فى ذلك تجعله مقبولا شرعا، عاد بعد ٣٠ يونيو ليقول: لا يجوز للجيش خلع مرسى، دون أن يخبرنا –بارك الله فيه- ما الفرق بين الحالتين؟ اللهم إلا إذا كان الإخوان لا يجوز تطبيق أحكام الشريعة عليهم!
قبل كشف كذب وتدليس الرجل فى هذا الكتاب يجب سرد عدة فضائح –حقائق- يجهلها الكثيرون عن هذا الرجل المدلس، ولن نعتمد فى سردها إلا على شهادات قيادات إخوانية تاريخية، لا يشكك هو فى مصداقيتها فضلا عن الإخوان أنفسهم...
أولا: وصف القرضاوى بالكاذب ليس من اختراعى بل يعرفه المقربون والمطلعون على سيرته، واستخدم هذا الوصف قيادى كبير فى جماعة الإخوان الإرهابية، وهو صديق صدوق «لفقيه موزة» الذى كثيرا ما كان يستشهد بكلامه لإثبات «شرعية مرسى»، هذا القيادى هو حسن الشافعى المستشار السابق لشيخ الأزهر، وقد وصف القرضاوى بالكاذب فى جريدة الشروق بتاريخ ٢١ فبراير ٢٠١٢، وذلك فى معرض رده على أكاذيب الرجل عن شيخ الأزهر، حيث قال للقرضاوى: ليسمح لنا الشيخ الكبير والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم أن نذكره بحديث النبى صلى الله عليه وسلم ــ: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، كما أورده الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه»، فنحن أمام قيادى إخوانى استقال من مشيخة الأزهر تضامنا مع «الإخوان»، وبكل أريحية ووضوح وصف «فقيه موزة» بالكاذب.
ثانيا: فى نفس رد الشافعى نقف أمام فقرة: أمّا ما ذكره القرضاوى عن الأزهر وعلمائه جميعا، فسامحه الله وهو الأزهرى الذى منحه الأزهر شهادة العالمية «الدكتوراه» أثناء إمامة الدكتور عبدالحليم محمود...» ووجه الاستشهاد هنا هو جملة، «فى أثناء إمامة الدكتور عبدالحليم محمود»، وواضح جدا أنها مقحمة على السياق، فلا علاقة لها بما قبلها وما بعدها، الأمر الذى دفعنى وقتها لمهاتفة د. عبد المعطى بيومى –رحمه الله- لسؤاله عن رأيه فيما يجرى وسألته بصفة خاصة، عن الجملة المقحمة فقال لى: الشافعى أراد أن يسكت بها القرضاوى، فعاودت مساءلته: لماذا الحديث عن عبدالحليم محمود يسكته...؟ المهم بعد أخذ ورد باح لى د. عبدالمعطى بالفضيحة المسكوت عنها قائلا: القرضاوى لم يكن من حقه الحصول على دكتوراه من كلية أصول الدين عن «فقه الزكاة»، وأنا أتذكر جيدا -والكلام لبيومى- يوم أن دخل القرضاوى مرتديا قميصا نصف كم على د. عبدالرحمن بيصار، عميد أصول الدين فى أوائل السبعينيات، وقال له: رسالتك مرفوضة يا يوسف لأننا فى كلية أصول دين ولسنا كلية شريعة، لنعطى دكتوراه عن فقه الزكاة، أصول الدين كانت تعطى الدكتوراه فى تخصصات العقيدة والتفسير والحديث، ومضى بيومى مستذكرا: بعد فترة قال لى د. بيصار: «الشيخ عبد الحليم محمود اتصل بى طالبا قبول مناقشة الرسالة»، فسألته عن سبب ذلك فأجابنى: القرضاوى ذهب مع محمد الغزالى، صديق عبد الحليم محمود، إلى المشيخة، وبكى قائلا للشيخ عبد الحليم: أنا مضطهد من أيام عبد الناصر لإنى إخوان، وأوضح بيومى أن الشيخ عبد الحليم كان يكره عبد الناصر بشدة، لذلك عبارة مثل مضطهد من أيام عبدالناصر كفيلة بأن تجعل الشيخ عبد الحليم لا يلتفت للوائح والقوانين، وهذا بالفعل ما حدث وحصل «فقيه موزة» على دكتوراه مخالفة للوائح!! ثم بعد هذا «أبو رسالة مضروبة» يقول لنا إنه كتب ردا علميا.. يا أيها الدجال الكبير دعك من هذا الهراء والنصب لأنك مفضوح يا رجل.
ثالثا: القرضاوى كثيرا ما يسرق فتاوى علماء وشيوخ أموات وأحياء وينسبها لنفسه، وأشهر مثال على ذلك ما قاله السودانى الإخوانى حسن الترابى فى حوار قديم له مع منى الشاذلى، فى برنامج «العاشرة مساء»، الحلقة موجودة على يوتيوب، حيث قال: أنا أول من قال ببقاء المرأة الأوروبية تحت عصمة زوجها غير المسلم إذا أسلمت، ثم هاجمونى، وبعد ذلك واحد ممن هاجمونى قال بالفتوى ونسبها لنفسه، انتهى كلام الترابى، لكن يا ترى من هذا الذى هاجم الترابى، وبعد ذلك نسب الفتوى لنفسه؟ إنه القرضاوى، الذى علق عبر برنامجه فى قناة الجزيرة على فتوى الترابى: هذا كلام سياسى وليس كلاما فقهيا. ثم بعدها بسنوات قلائل أفتى بهذا الرأى ونسبه لنفسه، وإمعانا فى الكذب واللصوصية والنصب، قال إنه اهتدى لهذه الفتوى بعد سماعه ومشاهدته لمعاناة العديد من الأسر الأوروبية!!
هذا هو القرضاوى الإخوانى تلميذ حسن البنا هذا الذى يقدمه صبيانه أمثال فهمى هويدى، وطارق البشرى، والعوا... أنه فقيه العصر ومجدد الزمان، وكما هو واضح الرجل مجرد كذاب بشهادة الإخوان أنفسهم.
رابعا: من الأمور التى حض عليها الإسلام بل والأديان السماوية والوضعية عدم الإفراط فى حب الدنيا والتكالب عليها والتعبد فى محراب شهواتها، فهذه الأشياء وإن كانت مذمومة فى الإنسان العادى، فإن وجودها فى «الداعية» أو المنتسب للدعوة يجعلها سبة ووصمة عار تحوله من داعية إلى «أُجَرى» يفتى بحسب من يدفع له، القرضاوى واحد من عبيد الدرهم والدينار ولن أذكر سقوطه فى عشق فتاة من عمر بناته، لكن سأنقل رأى الإخوان أنفسهم فى الرجل... فى نفس رد «الشروق» السابق، حيث نقرأ الشافعى يقول عنه: ليس للشيخ الذى قضى ما يزيد على نصف قرن فى نعيم الخليج أن يزايد -كما سمح لنفسه- على الأزهر وشيخه وعلمائه، وهم الذين يكابدون مصاعب الحياة راضين، ويقيمون بميدان التحرير محتسبين، ويقاومون الظلم دون طموحات إلى زعامة أو بروز أو جاه أو مال، ويرحم الله شيخنا الغزالى الذى خرج من مصر مضطرا، لفترة قصيرة، عاد بعدها إلى عرينه فى القاهرة، وبقى حتى مضى إلى جوار ربه.
هناك شهادة أخرى مشهورة تكشف لنا لماذا رفض «الشيخ الكذاب» العودة إلى مصر، وتحول إلى مجرد «لاعق للبلاط القطري»، حيث سئل مرشد الإخوان الراحل عمر التلمسانى بعد أن سمح السادات للإخوان بمزاولة نشاطهم فى مصر: متى سيعود القرضاوى من الخليج كباقى قيادات الإخوان؟ فأجاب الرجل الحصيف: القرضاوى لن يعود لأنه «استحلى» المرعى القطري.
ما سبق كان شهادات إخوانية على سلوكيات القرضاوي، لكن قبل الوقوف على أباطيل الرجل أو تخاريفه التى وصفها زورا وبهتانا بالرد العلمى يمكن رسم خطوط عامة لطبيعة كتبه وكتاباته، وهى أمور لاحظتها بحكم اطلاعى على الأغلبية العظمى من كتاباته.
السمة الأولى فى كتاباته هى تضخمها المرضى بالحديث عن شخص القرضاوى، فالرجل لن تقرأ له بحثا أو مقالا أو مقدمة إلا ويمدح ذاته وعلمه وعبقريته بشكل سخيف، فمثلا إذا كان يتحدث عن «العلمانية» تجده يقول إن هذا البحث ألقاه فى حضور علمانيين وأعجبوا بفهمه للشريعة ومدى ملاءمته للعصر، دون أن يذكر من هؤلاء العلمانيين، ولماذا لم ينضم هؤلاء المعجبون بعلمه لمدرسته؟ وما لنا نذهب بعيدا، فالرجل عندما قرر كتابة سيرة حياته كتب ٣ مجلدات متضخمة بمدح مقيت للذات، رغم أن طه حسين لم يكتب سيرة حياته إلا فى كتاب، وشيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق عندما أراد تسجيل سيرة الشيخ محمد عبده كتبها فى كتيب، وهكذا كان أغلب كتاب السير، إلا القرضاوى صاحب الذات المتضخمة والسيرة المنتفخة.
السمة الثانية لكتاباته هى امتلائها بكلام إنشائى ممل، وكأنه يملأ صفحات ويعد كلمات، كما أن طبيعة هذا الكلام طبيعة خطابية تشعرك كأنه يجلس على «مصطبة»، يحكى قصصا لريفيين بسطاء، لذلك تذكرك كتبه دائما بمقولة العقاد: كلام مثل الخروب، قنطار خشب، ودرهم حلاوة... يعنى كلام كثير والفائدة معدومة.