رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كل شيء عن كورونا من الإصابة حتى الوفاة.. أعراضه: ضيق تنفس مصحوب بالحمى والسعال.. يتسبب في الإصابة بالإسهال وأمراض المعدة.. ومرضى الفشل الكُلوي أشد عرضة للفيروس..وضحاياه: نصف مليون حالة وفاة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتى " فيروس كورونا " كُتب على جبين المصريين أن يصابوا به، وأن يشكل لهم خطرًا إضافة إلى العشرات الفيروسات الأخرى التي كانت قدرًا مقدرًا على كل مصري في السنوات الأخيرة، خاصة الكادحين منهم. 
المعلومات تشير إلى أن فيروس كورونا، يشكل فصيلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب الاعتلال لدى البشر والحيوانات ويمكن أن تتسبب في إصابة البشر باعتلالات تتراوح درجاتها بين نزلات البرد الشائعة وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، هكذا عرّفت منظمة الصحة العالمية فيروسات كورونا.
الفيروس الذي اكتُشف لأول مرة في أبريل 2012، فيروس جديد لم يُرصد في البشر من قبل وفي معظم الحالات يتسبب هذا الفيروس في المرض الوخيم أو الوفاة.
ويُعرف الآن فيروس كورونا باسم فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وقد أطلقت عليه هذه التسمية مجموعة الدراسة المعنية بفيروس كورونا والتابعة للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات في مايو 2013.
الأعراض الشائعة للفيروس، هي الاعتلال التنفسي الحاد الوخيم المصحوب بالحمى والسعال وضيق النفس وصعوبة التنفس وأصيب معظم المرضى بالالتهاب الرئوي كما أصيب كثير منهم بأمراض في المعدة والأمعاء بما في ذلك الإسهال، وأصيب بعض المرضى بالفشل الكلوي، وتوفي نحو نصف من أصيبوا بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وقد يتسبب المرض في ظهور أعراض غير نمطية على المصابين بالعوز المناعي، ومن المهم ملاحظة أن الفهم الحالي للاعتلال الناجم عن هذه العدوى يستند إلى عدد محدود من الحالات وربما يتغير بفعل ما نتعلمه عن الفيروس.


في مصر، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن أول إصابة بفيروس ''الكورونا'' المستجد أمس السبت، المعروف باسم المتلازمة التنفسية الشرق الأوسطية ( MERS - cov ).
وأوضحت الوزارة في بيان صدر عنها، أن الحالة لشاب يبلغ من العمر 27 سنة يعمل مهندسًا مدنيًا بالمملكة العربية السعودية منذ أربع سنوات ويقيم في مدينة الرياض، تم الاشتباه في الحالة عن طريق فريق الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي وتم تحويلها مباشرة بسيارة إسعاف إلى مستشفى حميات العباسية مع اتخاذ الإجراءات الوقائية الكاملة لمكافحة العدوى.
وتم حجز المريض بقسم الحجر الصحي (العزل) فور وصوله المستشفى، وتم سحب مسحة من الأنف والحلق وعينة من البصاق وأرسلت إلى المعامل المركزية للفحص، وجاءت نتيجة العينة إيجابية لفيروس الكورونا.
وكانت قد توقعت وزارة الصحة والسكان، إصابة حالات بشرية في مصر بفيروس الكورونا بناءً على الدراسة التي تم تنفيذها بالمركز القومي للبحوث المصري والتي أثبتت وجود الفيروس في مصادره المحتملة من الجمال، وكذلك ارتفاع حجم تردد المسافرين من وإلى دول شبه الجزيرة العربية وكذلك المعتمرين والحجاج. 


وأشارت وزارة الصحة والسكان، إلى أنها قامت باتخاذ كل الإجراءات اللازمة في شأن الاستعداد والاستجابة للمرض علمًا بأن تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن تقييم المخاطر يفيد بأنه لا يوجد دليل على الانتقال المستمر من إنسان إلى إنسان خارج النطاق المكاني وأن نتائج الدراسات ترجح أن يكون مصدر العدوى لهذا الفيروس هي الجمال واحتمالية أن تكون الخفافيش هي مستودع العدوى لهذا المرض. 
وأوضحت الوزارة أن نتائج ترصد المرض ضمن منظومة ترصد الانفلونزا والالتهاب التنفسي الشديد والالتهاب الرئوي للحالات المعزولة بالمستشفيات ( الصدر – الحميات – العام – المركزي – التعليمي ) والحالات المشتبهة العائدة من دول الجزيرة العربية والمسوحات الصحية يفيد إن إجمالي العينات التي تم فحصها حتى الآن 8465 حالة مشتبهة وجميع نتائجها سلبية لفيروس الكورونا المستجد. 
أكدت وزارة الصحة والسكان في عدة بيانات لها خلال الفترة الماضية استمرارها في رفع درجة الاستعداد واليقظة والحذر لتطبيق خطة الاستعداد والاستجابة السريعة في حالة ظهور أية حالات إصابة بشرية بفيروس الكورونا، وبناء على المتابعة المستمرة للوضع الوبائي العالمي والمحلى للمرض. 
أفادت تقارير منظمة الصحة العالمية حتى يوم 20 أبريل الماضي إصابة 213 حالة منهم 89 حالة وفاة وذلك منذ ظهور المرض في نوفمبر 2012، مشيرة إلى أن الحالات مكتشفة من 11 دولة هي السعودية، قطر، الأردن، الإمارات، تونس، فرنسا، المملكة المتحدة، المانيا، ايطاليا، عُمان، الكويت، ومعظم الحالات وعددها 162 حالة مبلغة من المملكة العربية السعودية.


من جانبها حددت الجهات الصحية، طرق الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس عبر الوسائل الآتية: 

1 - تجنب رذاذ المريض أثناء العطاس. 
 عدم ملامسة الأسطح الملوثة .
 عدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل المخدات والألحفة. 
 غسل اليدين جيدا باستخدام الصابون. 
 ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المزدحمة. 
تجنُّب مخالطة الشخص المصاب عن قُرب.
أما إذا كان الشخص مصابًا بفيروس الكورونا الجديد، يجب عليه، أن يغطي فمه بمنديل ورقي عند العطس أو السعال، ثم يتخلص من المنديل في سلة المهملات، إضافة إلى تجنب التواصل مع الأشخاص الآخرين للوقاية من العدوى..
فيما أبلغت تسعة بلدان حتى الآن عن حدوث حالات عدوى بشرية بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وتم الإبلاغ عن حالات في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، وهناك صلة ما بين كل الحالات (صلة مباشرة أو غير مباشرة) وبين الشرق الأوسط. وفي فرنسا وإيطاليا وتونس والمملكة المتحدة حدث انتقال محدود بين أشخاص لم يسافروا إلى الشرق الأوسط ولكنهم خالطوا حالات مؤكدة مختبريًا أو محتملة.
إن انتشار الفيروس قد يكون غير معروف حتى الآن، وتشجع المنظمة الدول الأعضاء على مواصلة الرصد الوثيق لحالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وعلى المراجعة الدقيقة لأية أنماط غير مألوفة من حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة أو الالتهاب الرئوي، وستواصل المنظمة تبادل المعلومات في هذا الصدد لدى إتاحتها.

وتشير الدراسة الحديثة التي أعدها رويسكن وزملاؤه إلى أن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو فيروسًا مشابهًا جدًا له كان يدور في الآونة الأخيرة بين الجمال.
ومن الضروري مواصلة الدراسة لمعرفة ما إذا كان الفيروس مماثل بالفعل أم لا للفيروس الذي وُجد في البشر.
وتوفر الدراسة إشارة هامة جدًا إلى مصدر الفيروس، كما تعطي توجهًا لمواصلة استقصاء الأمر، ولا تزال تتعين الإجابة عن أهم سؤال، أي تحديد نوع تعرض البشر على النحو الذي يتسبب في إصابتهم بالعدوى، ومعظم الحالات لم يسبق أن خالطت الجمال مباشرة، وإذا كانت الجِمال أو حيوانات أخرى هي المصدر فإن ذلك يعني أن طريقة انتقال الفيروس إلى البشر قد تكون غير مباشرة.
ومن السابق لأوانه استبعاد إمكانية أن تكون حيوانات أخرى مستودعًا للفيروس أو مضيفًا وسيطًا لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ولا يزال من الضروري إجراء تقصيات جيدة التخطيط والهيكل إلى جانب تقصي التعرض لدى البشر.
لكن.. كيف يصاب الناس بعدوى هذا الفيروس؟ السؤال لنا.. والاجابة لمنظمة الصحة العلمية وفق بيان لها حيث قالت: "نحن لا نعرف حتى الآن كيف يصاب الناس بعدوى هذا الفيروس، وهناك تقصيات جارية من أجل تحديد مصدر الفيروس وأنواع التعرض المفضية إلى العدوى، وطريقة انتقال العدوى، والنمط السريري للمرض ومسار المرض".
وكيف ينتقل الفيروس إلى البشر؟ سؤال آخر، وترد المنظمة: 
"مازالنا لا نعرف حتى الآن إجابة هذا السؤال، ومن المستبعد أن يحدث انتقال فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية عن طريق التعرض لجمل مصاب بالعدوى، حيث إن عددًا قليلًا جدًا من الحالات أبلغ عن التعرض للجِمال. ومن الضروري إجراء المزيد من التقصيات لبحث حالات التعرض الحديثة وأنشطة الأشخاص المصابين بالعدوى. وتعمل المنظمة مع الوكالات الشريكة ذات الخبرة في مجالي صحة الحيوان والسلامة الغذائية، بما في ذلك منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والسلطات الوطنية من أجل تيسير هذه التقصيات. وهناك منظمات تقنية أخرى تعرض تقديم خبرتها لمساعدة الوزارات المسئولة عن صحة الإنسان وصحة الحيوان والأغذية والزراعة. وتوجد في الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية البروتوكولات الخاصة بالتقصي والمبادئ التوجيهية للتعامل مع الحالات الجديدة "..

أكدت منظمة الصحة العالمية أن مصدر الفيروس غير معروف وطريقة انتقاله غير معروفة وتابعت: " لا يمكن إعطاء نصائح محددة بشأن الوقاية من العدوى، وينبغي تجنب مخالطة أي حيوان يبدو عليه المرض (بما في ذلك الطيور)، وينبغي اتباع تدابير التصحح، وخصوصًا تكرار غسل الأيدي وتغيير الملابس والأحذية أو الأحذية الطويلة (بوت) بعد التعامل مع الحيوانات أو ملامسة المنتجات الحيوانية. وينبغي عدم قتل الحيوانات المريضة لاستهلاكها على الإطلاق.
وأضافت: " كما أن استهلاك المنتجات الحيوانية النيئة أو الناقصة الطهي، بما في ذلك الحليب واللحم، ينطوي على خطر الإصابة بالعدوى من مجموعات كائنات قد تتسبب في إصابة البشر بالمرض. والمنتجات الحيوانية المجهزة على النحو السليم بواسطة الطهي أو البسترة منتجات مأمونة الاستهلاك، ولكن ينبغي أيضًا مناولتها بحرص لتجنب انتقال التلوث بالأغذية غير المطهية، ومن تدابير التصحح الأخرى تجنب الفواكه أو الخُضر غير المغسولة، والمشروبات التي يتم إعدادها بمياه غير مأمونة".
فيما تبين مؤخرًا أن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية توجد صلة جينية بينه وبين فيروس تم التعرف عليه في الخفافيش في جنوب إفريقيا، ولكن لا يوجد دليل قاطع على أن مصدر فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية يوجد في الخفافيش..
والسؤال ثالث: هل بإمكان فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية أن يصمد في البيئة؟
ويري بيان المنظمة: " نحن لا نعرف حتى الآن إجابة هذا السؤال، وبعض أنواع البيئات ملائمة أكثر من غيرها لصمود فيروسات معينة، ولكن مازالنا لا نعرف على وجه التحديد مدى إمكانية صمود هذا الفيروس في البيئة ولا الظروف التي قد تمكنه من ذلك". 


وتابع البيان: " شهدنا الآن مجموعات حالات متعددة انتقل فيها الفيروس بين البشر. وقد رُصدت مجموعات المرضى هذه في مرافق الرعاية الصحية، وفيما بين أفراد الأسر، وبين زملاء العمل. ومع ذلك فإن آلية انتقال الفيروس في كل هذه الحالات غير معروفة، سواء أكانت آلية تنفسية (كالسعال والعطس) أم مخالطة بدنية مباشرة للمريض أم تلوث البيئة من المريض. ولم يُرصد حتى الآن سريان صامد في المجتمع المحلي ".
وعن لقاح أو علاج لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، قال البيان:
لا يوجد أي لقاح متاح حاليًا. والعلاج يوفر دعمًا كبيرًا وينبغي أن يستند إلى الحالة السريرية للمريض.
أوضحة البيان، أنه منذ ظهور الفيروس تعمل المنظمة بموجب اللوائح الصحية الدولية على جمع البيّنات العلمية لتكوين فهم أفضل لهذا الفيروس ولتزويد الدول الأعضاء بالمعلومات. ولهذا الغرض عقدت المنظمة أول اجتماع بشأن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في القاهرة في يناير 2013 .

يذكر أنه في الفترة من 19 إلى 22 يونيو عقدت المنظمة اجتماعًا ثانيًا في القاهرة لمناقشة التطورات في البحوث العلمية والاستجابة الدولية لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفي 5 يوليو أعلنت المنظمة أنها ستعقد لجنة طوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005). وستسدي هذه اللجنة النصائح إلى المديرة العامة لتحديد ما إذا كان هذا الحدث يشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقًا دوليًا أم لا، وقد تسدي اللجنة نصائحها أيضًا إلى المديرة العامة بشأن التدابير الصحية العمومية التي ينبغي اتخاذها.

وتعمل المنظمة كذلك مع البلدان المتأثرة ومع الشركاء الدوليين على تنسيق الاستجابة الصحية العالمية، بما في ذلك توفير أحدث المعلومات عن الوضع السائد، وتوفير الإرشادات للسلطات الصحية والوكالات الصحية التقنية بشأن توصيات الترصد المؤقتة، والفحص المختبري للحالات، ومكافحة العدوى والتدبير العلاجي السريري.
فيما تشجع المنظمة الدول الأعضاء على تعزيز ترصدها لحالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وعلى المراجعة الدقيقة للأنماط غير المألوفة من حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة أو حالات الالتهاب الرئوي، وتحث المنظمة الدول الأعضاء على إخطار المنظمة أو التحقق لها بشأن أية حالة محتملة أو مؤكدة للعدوى بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
أكد البيان أن المنظمة، لم توصِ بفرض أية قيود على السفر أو التجارة فيما يتعلق بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وستواصل المنظمة مراجعة كل التوصيات مع توافر المزيد من المعلومات..