الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«وول ستريت جورنال»: الخلافات الأمريكية الإسرائيلية تتصاعد

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتسع فجوة الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل إصرار تل أبيب على توسيع نطاق القصف تجاه جنوب قطاع غزة واستهداف مدينة رفح الفلسطينية التي باتت تشكل الملاذ الأخير لسكان القطاع، وتتزايد المخاوف من شن قوات الاحتلال الإسرائيلي لهجوم بري شامل على المدينة المكتظة بالسكان.

وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها أشارت فيه إلى أن اتساع الفجوة بين واشنطن وتل أبيب، يعود إلى الهجوم الأخير على مدينة رفح الفلسطينية في جنوب قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن جهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنع هجوم إسرائيل على مدينة رفح تواجه تحديًا كبيرًا مع حليفها في الشرق الأوسط. بعد تحذيرات من جانب بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من العواقب المحتملة لهجوم على رفح، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن ضربات جوية على المدينة.

وأضافت وول ستريت جورنال، أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى توسيع الفجوة بين بايدن ونتنياهو بشأن استراتيجية تأمين الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية وإنهاء القتال، ورغم جهود البيت الأبيض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل، إلا أنه لم ينجح حتى الآن في إقناع نتنياهو بتأجيل الهجوم على رفح الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس بايدن ظهر كمناصر قوي لإسرائيل بعد زيارته الحربية إلى البلاد بعد هجوم أكتوبر الماضي، حيث شهدت إسرائيل تدفقا كبيرا من الأسلحة الأمريكية وأكدت الولايات المتحدة مرارا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت إدارة بايدن الضغط تدريجيًا على إسرائيل وحماس بهدف تحقيق وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع وكان المسئولون الأمريكيون يأملون في تمديد هذه الهدنة من خلال جهود دبلوماسية إضافية.

وبحسب الصحيفة فإن ما يثير قلق إدارة بايدن هو أن القيام بأي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، حتى وإن كانت محدودة، فإنها ستدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار مما يهدد إمدادات الغذاء والرعاية الطبية وتوفير المأوى التي يمكن حشدها للنازحين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل اختلاف الرأي بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الهجوم على رفح الفلسطينية، فقد قامت إدارة بايدن بتأجيل بيع أسلحة دقيقة إلى إسرائيل لتكون المرة الثانية التي تؤجل فيها واشنطن صفقة أسلحة لحليفها خلال الحرب على غزة، إلا أن البيت الأبيض لم يؤكد أو ينفِ هذه الخطوة لكن التوقيت يشير إلى أنها جزء من استراتيجيته للضغط على إسرائيل حتى لا تتعجل في الهجوم على رفح الفلسطينية.

وقال مسئول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة علقت إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل، نتيجة لعدم تهدئة مخاوف واشنطن بشأن خطط إسرائيل للاجتياح المحتمل لمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة. ومع ذلك، فإن إدارة الرئيس جو بايدن قررت تأجيل تقديم تقرير نهائي حول استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال مسئول كبير في إدارة بايدن الثلاثاء الماضي طالبا عدم ذكر اسمه "علقنا الأسبوع الماضي إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها ١٨٠٠ قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (٩٠٧ كلج)، و١٧٠٠ قنبلة زنة الواحدة منها ٥٠٠ رطل (٢٢٦ كلج)"، مضيفا "لم نتخذ قرارا نهائيا بشأن كيفية المضي قدمًا في هذه الشحنة".

وأضاف المسؤول الأمريكي إن المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين ناقشوا البدائل الخاصة بخطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح المكتظة بالسكان، "لكن تلك المناقشات متواصلة ولم تعالج مخاوفنا بالكامل"، موضحا أنه "عندما بدا أن القادة الإسرائيليين يقتربون من نقطة اتخاذ قرار بشأن العملية، بدأنا بمراجعة متأنية لعمليات نقل أسلحة معينة إلى إسرائيل يمكن استخدامها في رفح".

وأوضح أن واشنطن "تركز بشكل خاص على القنابل الأثقل التي تزن الواحدة منها ألفي رطل، والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق حضرية مزدحمة كما رأينا في أنحاء أخرى من غزة".

وبحسب المسئول الأمريكي فإنّ وزارة الخارجية في واشنطن تجري مراجعة لعمليات نقل أسلحة أخرى، بما في ذلك استخدام مجموعات القنابل الدقيقة المعروفة باسم "جيه دي إيه إم إس" (JDAMs).

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسئول أمريكي كبير قوله إن تحرك إدارة بايدن لتأجيل إرسال شحنتين من الأسلحة في الأيام الماضية إلى إسرائيل يهدف إلى التأكيد على خطورة مخاوف الولايات المتحدة بشأن هجوم رفح. ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين الأمريكيين أنه من غير المتوقع أن تصل شحنات صواريخ "جيه دي إيه إم" والقنابل ذات القطر الصغير إلى إسرائيل في وقت قريب.