الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إيران وإسرائيل عداء صريح أم مسرحية؟ طهران أولى الدول اعترافا بـ الكيان الصهيوني.. والثورة الإسلامية أججت الصراع بين الطرفين

وتقلد مسئولون اسرائيلون من أصول إيرانية في مناصب عدة

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمتابعين لـ الصراع الإيراني الاسرائيلي حول العالم عن طبيعة العلاقات بين طهران وتل أبيب، وهل هي عداء صريح أم مسرحية وهمية؟، خاصةً بعد الضربات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل مع بداية الأسبوع الجاري في ظل الحرب على غزة، ردًا انتقاميًا على تفجير سفارة إيران في دمشق ومقتل مسئولين بارزين.

وجاءت الضربات الإيرانية لأول مرة بشكل مباشر دون أن تتخفى خلف وسيط من وكلائها بالشرق الأوسط، وبات الصراع بين الطرفين حديث العالم والساسة، مطالبين بعدم تأجيج الصراع وتحويل ساحة الحرب إلى حرب عالمية.

إيران أولى الدول المعترفة بإسرائيل

ويعد تاريخ العلاقات بين إيران وإسرائيل، ذا جذور عميقة تمتد إلى ما قبل الثورة الإيرانية، ومنذ إعلان الدولة العبرية، حيث وثق شاه إيران العلاقات مع إسرائيل وكانت طهران من أوائل دول المنطقة التي اعترفت بإسرائيل بعد تأسيسها عام 1948، واستمرت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية لمدة تزيد على ثلاثين عام حتى اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979.

وكانت إيران تحتضن جالية كبيرة من اليهود، وعلى الجانب الآخر كان هناك العديد من الإسرائيليين من أصل إيراني داخل الأرض المحتلة.

وامتدت العلاقات بين إيران وإسرائيل لتشمل التبادل في العلاقات التجارية، حيث كان هناك 40% من النفط الإيراني يورد لإسرائيل، مقابل منتجات زراعية وأسلحة متطورة.

الثورة الإيرانية وجهاد الحركات الإسلامية

بعد إعلان الثورة الإيرانية وقيام الجمهورية الإسلامية في 1979 قطعت إيران علاقتها مع إسرائيل، والتي قادها المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني، منذ تلك اللحظة، تغيرت نظرة طهران إلى إسرائيل، وأصبح يُنظر إليها على أنها محتلة للأراضي الفلسطينية.

 وبدأ الصراع السياسي بين إيران وإسرائيل في الظهور بشكل مباشر عندما حملت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين السلاح في وجه إسرائيل متأثرة بالثورة الإيرانية، كما أسهم الحرس الثوري في إنشاء حزب الله ليصبح وكيل إيران في لبنان خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982.

كما يعتبر الحوثيون في اليمن وكيلًا لإيران، والذي يشن هجماته على السفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة في 7 أكتوبر.

وتشهد الأحداث على استمرار الصراع بين إيران من خلال وكلائها ضد إسرائيل من خلال الهجوم على مناطق ومنشآت إسرائيلية في عدة دول على مدار السنوات الماضية خاصة في تسعينيات القرن العشرين، أو على اليهود عبر مناطق في الدول الغربية.

وفي المقابل امتدت الأيدي الإسرائيلية على المصالح والقادة الإيرانيين، وأجج البرنامج النووي الإيراني أزمة أكبر مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ودفعها إسرائيل لمحاولة هدم البرنامج بعدة استراتيجيات مختلفة من ضمنهم اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، واستخدام فيروس إلكتروني لتدمير البرنامج الإيراني النووي.

كما اتهمت إيران إسرائيل باغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني على مدار الألفينات القليلة الماضية من أبرزها قصف قنصلية طهران في دمشق إبان حرب إسرائيل على غزة في 7 اكتوبر 2023.

لغة المصالح في الصراع السياسي

على الرغم من الصراع السياسي الظاهر في الوقت الحالي، إلا أن هناك لغة مصالح تتجسد خفيةً في الصراع السياسي بين إيران وإسرائيل، وظهرت في إطار بيع أسلحة أمريكية لإيران وسلمتها إسرائيل لها خلال الحرب الإيرانية العراقية عام 1980:1988، مقابل إطلاق سراح رهائن أمريكيين كانوا قد احتجزوا في لبنان.

ووفقا لآخر تحديث لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية، فإن هناك العديد من الأنشطة التجارية المتبادلة بين إيران وإسرائيل على مدار السنوات الماضية.

مسئولون إسرائيليون  من أصل إيراني

يعيش في إسرائيل قرابة الـ 250 ألفًا من أصل إيراني، حسب مصادر صحفية، واستطاع أن يتقلد منهم مناصب مرموقة داخل المجتمع الإسرائيلي، منها مناصب سياسية رفيعة المستوى مثل الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف، وشاؤول موفاز الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وترأس حزب كديما.

موشيه كتساف

كما يشغل العديد من الإسرائيليين من أصل إيراني مناصب بارزة في مجالات السياسة والأعمال والإعلام والثقافة في إسرائيل. 

وتشمل بعض الأمثلة البارزة في السياسة:

دان حالوتس: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي من عام 2003 إلى عام 2007.

شاؤول موفاز: وزير الدفاع الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2013.

تسيبي ليفني: وزيرة الخارجية الإسرائيلية من عام 2006 إلى عام 2012.

أوفير أكونيس: وزير الاتصالات والإعلام الإسرائيلي من عام 2015 إلى عام 2019.

ميكي زوهر: وزير الزراعة الإسرائيلي منذ عام 2023.

وفي مجال الأعمال:

إيلي رحمون: رئيس شركة "سيرين" للتكنولوجيا الحيوية.

مجيد عتيقة: مؤسس ورئيس شركة "نيو فيجن" للرعاية الصحية.

يارون زئيف: الرئيس التنفيذي لشركة "فيرتشو" للذكاء الاصطناعي.

وفي مجال الإعلام:

إيلا أشكنازي: صحفية ومقدمة برامج تلفزيونية في قناة "كان 11".

دانيال إيلي: صحفي ومحلل سياسي في صحيفة "هآرتس".

ياسمين طاهري: ممثلة ومغنية.

وفي مجال الثقافة:

شوشا كوهين: كاتبة وروائية.

دافيد بروزا: شاعر ومترجم.

إيلي كوهين: فنان تشكيلي.