الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

ذكرى الحزب الوطني الإسلامي| حكاية «أحمد حسين» مؤسس جمعية مصر الفتاة.. وقصة مشروع القرش ومصنع الطرابيش

أحمد حسين
أحمد حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل 84 عامًا من الآن، وبالتحديد في 18 مارس عام 1940، وضع السياسي المصري أحمد حسين برنامجًا لحزب إسلامي هو "الحزب الوطني الإسلامي"، والذي هو في حقيقته تطورًا لجمعية مصر الفتاة التي أسسها عام 1933، وتحولت بعدها إلى حزب عام 1937، إلا أن استحواذ حركة الإخوان المسلمين على غالبية التيار الإسلامي في الشارع المصري في هذا التوقيت منعت الحزب الجديد الذي أسسه أحمد حسين من الاستمرار في الساحة السياسية. 

ولد السياسي المصري أحمد حسين في الثامن من مارس عام 1911 بحي السيدة زينب بالقاهرة، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم انتقل منها إلى مدرسة محمد علي الأميرية، وفي المرحلة الثانوية انتقل إلى المدرسة الخديوية الثانوية، وحينها ازداد اهتمامه بالمسرح والتمثيل ونمت لديه موهبة الخطابة، ثم التحق بكلية الحقوق ليزداد شغفه بالسياسة أثناء الدراسة بها ويبدأ ممارستها عمليًا.

بعد وضعه برنامجًا لحزب إسلامي هو "الحزب الوطني الإسلامي"، والذي كان يدعوا حينها إلى الوحدة العربية، ووجود الشريعة الإسلامية في دستور البلاد، صار أحمد حسين واحدًا من رواد إدخال الإسلامية إلى العمل السياسي في مصر. 

تبنى أحمد حسين مشروع القرش، وذلك لحث كل مواطن مصري على أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني حينها من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق، وقال حينها إن الهدف من المشروع هو نشر روح الصناعة الوطنية في كل مكان. 

وجاء مشروع القرش حينها في إطار معركة شهيرة عرفت في مصر باسم "معركة الطربوش"، فمصر كانت تستورد الطرابيش إلى أن أنشأ محمد علي باشا مصنعا لتصنيع الطرابيش.

وفي عام 1840 توقفت الكثير من المصانع، ومن ضمنها مصنع الطرابيش، وعادت مصر حينها إلى الاستيراد مجددًا، وذلك بعد تحالف الدول الغربية ضد مشروعه في مصر، وحينها كان الطربوش يعبر عن رمزية، ورمزيته تعني التمسك بالهوية الوطنية المصرية الشرقية والإسلامية في مقابل الهويات التي كانت تطرح نفسها في ذلك الوقت، خاصة الانجذاب نحو الغرب. 

حظى مشروع القرش الذي تبناه أحمد حسين بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء حزب الوفد، كما حظي أيضًا بدعم الحكومة، وشارك فيه آلاف المتطوعين من كافة أرجاء مصر، حتى أمير الشعراء أحمد شوقي شارك في دعمه بأشعاره، وأسفر بعدها المشروع عن إنشاء مصنع في العباسية بالتعاقد مع شركة هاريتمان الألمانية، وتم افتتاحه في 15 فبراير 1933م.

وفي نهايات عام 1933 بدأ الطربوش المصري يطرح في الأسواق، في نفس الوقت الذي قام فيه بعض الوفديين بمظاهرات تنادي بسقوط أحمد حسين، واتهموه باختلاس أموال مشروع القرش، وما كان منه إلا أن اضطر إلى الاستقالة من سكرتارية جمعية القرش، وإعلانه قيام جمعية مصر الفتاة.

وكانت جمعية مصر الفتاة والتي تشكلت في أكتوبر عام 1933 جمعية ذات أهداف وطنية، ولعل ذلك يرجع إلى حالة الاحتلال التي كانت تعيشها مصر، وكان من متطلباتها: لا تتحدث إلا بالعربية، ولا تشتر إلا من مصري، ولا تلبس إلا ما صنع في مصر، واحتقر كل ما هو أجنبي، وتعصب لقوميتك إلى حد الجنون. 

وفي 26 سبتمبر 1982، توفي السياسي أحمد حسين، أحد أهم وأبرز السياسيين المصريين في حقبة ما قبل 23 يوليو.