الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مخاوف من اندلاع صراع أوسع بين روسيا والناتو.. انطلاق مناورات المدافع الصامد 2024 بمشاركة 90 ألف جندى من دول الحلف

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل استمرار واشتداد المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، في الحرب الطاحنة التي تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام قبل الماضي، وسعي كل من الطرفين إلى إظهار تفوقه على الطرف الآخر؛ يستعد حلف شمال الأطلسي "الناتو" لإطلاق أكبر مناورات عسكرية له منذ نهاية الحرب الباردة، حيث تحمل اسم "المدافع الصامد ٢٠٢٤"، بمشاركة ٩٠ ألف جندي من الدول الأعضاء. وسيستمر هذا التدريب حتى نهاية شهر مايو المقبل، بحسب ما ذكرت "رويترز".
وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على التحديات الأمنية الراهنة، حيث يستعد الناتو لتنفيذ سيناريو محاكاة لصراع ناشئ، يشمل هجومًا مفترضًا على أحد أعضائه من قبل خصم وهمي يُعرف بـ"أوكاسوس"، والذي يشابه بشكل كبير روسيا. وتعكس هذه التحركات تأكيدًا على وحدة الناتو واستعداده للدفاع عن حدوده وأعضائه في وجه أي تهديد محتمل.
وتعتبر بريطانيا من بين الدول الناتو التي تشارك بشكل فاعل في هذه المناورات، حيث أعلنت عن إرسال نحو ٢٠ ألف جندي بالإضافة إلى سفن حربية وطائرات مقاتلة. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التواجد الدفاعي في شرق أوروبا، ما يعكس استعداد الحلف لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
ومع بداية المناورات المرتقبة، يتم التركيز بشكل خاص على نشر قوة الرد السريع لحلف الناتو في بولندا، وهو الجانب الشرقي للحلف الذي يعد منطقة حساسة تحظى بالاهتمام الأمني.
وتأتي هذه المناورات في سياق يشهد فيه العالم مواصلة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث يلتزم الناتو بدعم أوكرانيا بشكل غير مباشر من خلال توفير التدريب والدعم العسكري، مما يجعل هذه المناورات رسالة قوية تُرسل إلى موسكو أن الحلف مستعد للتصدي لأي تهديد قد يطرأ في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية بمناسبة الذكرى الـ٧٥ لتأسيس حلف الناتو، حيث تُعتبر المناورات المقبلة الأهم منذ مناورة "ريفورجر" عام ١٩٨٨، والتي جرت في ظل الحرب الباردة. ومن المتوقع أن تشمل المناورات نشرًا واسعًا للقوات البرية والبحرية والجوية.
وأفادت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية بأن المناورات المقبلة قد تشمل تعبئة لسفن وأصول بحرية إضافة إلى مركبات وطائرات متنوعة، ومن بينها طائرات مثل "إف-٣٥"، و"إف/إيه-١٨"، و"هارير"، و"إف-١٥"، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق مناورات منتظمة تُجريها حلف شمال الأطلسي، ولكنها تكتسب أهمية خاصة الآن، نظرًا لتزايد حالة التأهب في أوروبا جراء تصاعد الأحداث في الحرب الروسية - الأوكرانية على مدى العامين الماضيين. وترى الصحيفة أن هذه المناورات تُرسل رسالة قوية بأن الحلف جاهز للرد والدفاع في حالة تصاعد أي تهديد محتمل، سواء كان ذلك تجاه موسكو أو أي جهة أخرى.
في مشهد دولي متسارع التطور، تتصاعد المخاوف بين المجتمع الدولي حيال احتمال تصاعد التوترات بين الناتو وروسيا، لتبلغ قمتها في تصريحات كبار مسئولي الدفاع الأوروبيين الذين حذروا من مخاطر حدوث نزاع ضخم. وفي هذا السياق حذر مسئول كبير بحلف شمال الأطلسي (الناتو) الأدميرال روب باور، من أن توسع الحرب مع روسيا وخصوم آخرين يشكل تهديدا حقيقيا وسط الصراع المستمر في أوكرانيا، بحسب ما ذكرت "ذا هيل".
وقال باور، رئيس اللجنة العسكرية للتحالف الأمني الغربي، "لن يكون كل شيء رائعا في السنوات الـ٢٠ المقبلة".
وأوضح في مؤتمر صحفي في بروكسل: "علينا أن ندرك أنه ليس من المسلم به أننا في سلام. لهذا السبب لدينا الخطط، ولهذا السبب نستعد للصراع مع روسيا والجماعات الإرهابية إذا وصل بنا الأمر لذلك".
وأكد باور أن التحالف الأمني دفاعي ولا يسعى إلى صراع أو حرب أوسع، مضيفا: "لكن إذا هاجمونا فعلينا أن نكون مستعدين".
وقال باور إن العالم الغربي بحاجة إلى الاستعداد لحرب أكبر محتملة، متابعا أن مثل هذا الجهد سيشمل نهج "المجتمع بأكمله" إذا جاءت الحرب.
وأضاف: "عليك أن تفكر في هذا. نحن لا نسعى للحرب كناتو، لكن علينا أن نكون مستعدين للحرب. هذا هو عملنا".
فيما حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يهاجم الناتو في أقل من عقد، بحسب ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقال خلال مقابلة مع صحيفة "دير تاجسشبيجل" الألمانية، "نسمع تهديدات من الكرملين كل يوم تقريبا. لذلك علينا أن نأخذ في الاعتبار أن فلاديمير بوتين قد يهاجم دولة عضوة في الناتو ذات يوم".
وأضاف أنه في حين أن الهجوم الروسي غير مرجح "في الوقت الحالي، إلا أن خبراءنا يتوقعون فترة من خمس إلى ثماني سنوات يمكن أن يكون فيها ذلك ممكنا".
وفي أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، صعدت موسكو من خطابها العدواني ضد بعض جيرانها، بما في ذلك دول البلطيق وبولندا، وجميعها أعضاء في الناتو، مما دفع كبار مسئولي الدفاع الأوروبيين إلى التحذير من خطر حدوث صراع كبير.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا القائد العام للقوات المسلحة السويدية الجنرال ميكايل بيدين، السويديين إلى "إعداد أنفسهم نفسيا" للحرب.
كما حذر وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين، أيضا من أن "الحرب قد تأتي إلى السويد".
وفي مقابلته مع "دير تاجسشبيجل"، قال بيستوريوس إن التحذيرات السويدية "مفهومة من منظور اسكندنافي"، مضيفا أن السويد تواجه "وضعا أكثر خطورة"، نظرا لقربها من روسيا. كما أنها ليست عضوا في الناتو بعد، حيث تنتظر موافقة تركيا والمجر للانضمام.
وأضاف بيستوريوس: "علينا أيضا أن نتعلم كيف نتعايش مع الخطر مرة أخرى ونعد أنفسنا عسكريا واجتماعيا وفيما يتعلق بالدفاع المدني".
وأشارت "بوليتيكو" إلي قلق بولندا، التي تنفق أكثر من ٤ في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، بشأن عدم القدرة على التنبؤ بما يمكن لروسيا فعله، خاصة في أعقاب الهجوم غير المتوقع على أوكرانيا في عام ٢٠٢٢.
وقال وزير الدفاع البولندي ولاديسلاو كوسينياك كاميسز، خلال مقابلة تليفزيونية، "روسيا تتحدى المنطق. ما حدث في عام ٢٠٢٢ بدا مستحيلا. يجب أن نكون مستعدين لأي سيناريو".
وفي أواخر العام الماضي، جددت ألمانيا عقيدتها العسكرية والاستراتيجية لأول مرة منذ عام ٢٠١١، بهدف تحويل الجيش الألماني إلى جيش قادر على الحرب.
في حين، دعا وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرجيس، وهو منتقد صريح لبوتين وكان أحد أعلى الأصوات المؤيدة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، أوروبا إلى تسريع الاستعدادات للتصدي إلي العدوان الروسي.
وقال لاندسبيرجيس، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، "هناك فرصة لعدم احتواء روسيا في أوكرانيا،" محذرا من أنه إذا لم تفز أوكرانيا في الحرب، فإن ذلك لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لأوروبا.