الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

دبلوماسي روسي: خطر الحرب العالمية الثالثة أو النووية يزداد دائمًا.. ألكسندر زاسبكي: الخلاف مع أوروبا أصبح مصيريًا.. وموسكو تسعى للتفاهم مع عدد من الدول بشأن تعددية الأقطاب

ألكسندر زاسبكين
ألكسندر زاسبكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثانى والوضع الميدانى فى حالة جمود، وترقب وانتظار مآلات الحرب التى استنزفت كلا من روسيا والغرب، فضلا عن الدمار الذى لحق بأوكرانيا ووحدة أراضيها، وتشرد ملايين من سكانها فى أرجاء أوروبا، التى تضرر اقتصادها. وفى محاول للإجابة عن التساؤل الرئيسى الذى يشغل بال صناع القرار حول العالم لخطورة الوضع الدولى الراهن، وهو كيف ستنتهى الحرب الأوكرانية؟
وأجرت “البوابة نيوز” حوارًا مع ألكسندر زاسبكين، هو ضابط مخابرات روسي، وكان يشغل منصب مساعد مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، وعمل سفيرًا في اليمن وسوريا واليمن، وإلى نص الحوار..

* هل تؤثر أزمة فاجنر على الداخل الروسي والحرب في أوكرانيا؟
- في الوقت الراهن لا تؤثر فاجنر على الداخل الروسي أو الحرب في أوكرانيًا لأنها غير موجودة داخل روسيا أو بالجبهة في أوكرانيا ذلك بسبب انضمام جزء من مقاتليها إلى الجيش النظامي وانتقال جزء آخر إلى بيلاروسيا، حيث يدربون مقاتلين محليين، ويجب القول كذلك إن ما يسمى تمرد بريجوجين انتهى سريعا وبخسائر بشرية قليلة وأدان الرئيس بوتين والبرلمان والحكومة والشعب الروسي والجيش هذا التمرد الذي كان أصلا صناعة الشخص وليست مجموعة أو فئة ولا يزال الشعب يقدر عاليا أعمال عسكرية بطولية سابقا.

وما هو مهم اليوم فهذا وجود مقاتلي فاجنر في بيلاروسيا لأنهم يعلمون مقاتلين بيلاروسيين بشكل جيد ما يؤدي آلى تعزيز القدرة القتالية للجيش البيلاروسي وهذا مهم في ظروف عندما ازدادت بشكل ملحوظ اطماع توسعية لبولندا وتوجد معلومات عن احتمال دخول القوات البولندية إلى المناطق الغربية في أوكرانيا أو بيلاروسيا ولا تهتم روسيا بموضوع دخول القوات البولندية إلى غرب أوكرانيا إلا أنها سوف تدافع عن أراضي بيلاروسيا أخذا في الاعتبار أن روسيا وبيلاروسيا تتكونان دولة اتحادية وأشار الرئيس بوتين إلى هذا الموضوع.

* هل دفعت أوروبا ثمن استقلال قرارها السياسي بسبب الحرب وأصبحت تابعة لأمريكا؟
- صحيح أننا نلاحظ أن حكام أوروبا يمارسون سياسة متناقضة ومصالح دول وشعوب أوروبية ومن الواضح أن تربية هذه الكوادر الحاكمة جرت في المؤسسات الأمريكية أو تحت مراقبة صارمة أمريكية ونتيجة لذلك تشارك الفئة الحاكمة الأوروبية في مشروع تأمين الهيمنة للمليار الذهبي بقيادة أمريكا، وذلك على حساب أكثرية البشرية ولكن الخطة هذه لا تتحقق وفقا لسيناريوهات واشنطن، وخاصة إدارة بايدن.

وخسرت أوروبا كثيرًا في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة، وينهار اقتصاد أوروبا ولم يتحقق استنزاف وتفكيك روسيا وذلك كان حلمًا أوروبيًا وروسيًا.

توجهت روسيا إلى أسواق بديلة في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ولن تعود العلاقات الروسية الأوروبية في المستقبل، وأصبح الخلاف الروسي الأوروبي مصيريا، لأن أوروبا إذ تؤيد نظاما نازيا في كييف فأصبحت جزءا من هذا المعسكر الإيديولوجي وخاصة جمهوريات بلطيق وبولندا.

* هل يستمع «بوتين» إلى المستشارين والخبراء في الأزمة؟
- نحن لا نعرف كل التفاصيل لصناعة القرار في القيادة الروسية، إلا أنه من الواضح أن الرئيس بوتين يتواصل مع عدد كبير من الأشخاص والجهات على مستويات مختلفة وفي كافة المجالات، ويجب أن نعترف أن روسيا اليوم تعمل على أساس المؤسسات ولا أظن أنه هناك مجموعة المستشارين السرية وفي نفس الوقت يجب نشير إلى أن الرئيس هو في نهاية المطاف يتخذ قرارات أساسية بعد استماع آراء ونصائح المسؤولين والجهات المختصة.

* الحرب الروسية الأوركرانية لها تأثير على الداخل الروسي.. كيف ترى ذلك؟
- حتى الآن لا يشعر الشعب بأي تغيير ملحوظ في الاقتصاد وحالة الأسواق وهذا من شيء إيجابي، لأن الوضع مستقر والاقتصاد يتعود بشكل جيد لظروف جديدة وخاصة شبه القطيعة مع الغرب، إلا أنه من ناحية أخرى عدم تأثير كبير للحرب على المجتمع لا يشجع الاستنفار المطلوب وضرورة خلق المناخ المناسب للظروف الحربية يتحول المجتمع تدريجيا إلى قناعة أن الحرب يجب أن تصبح حربا شعبية وطنية ولكنه يجب الإسراع لاستكمال هذا التحول، ولا بد من الإشارة إلى أن عددا من الناس غادروا روسيا في البداية خوفا من تجنيدهم والآن عدد كبير منهم لقد عادو، أما يسمى المعارضة الليبرالية فموجودة بشكل أساسي في الخارج ولا يوجد لديها وزن ونفوذ في الداخل.

* هل تستطيع روسيا تشكيل جبهة عالمية مع الصين والبريكس ضد أمريكا وأوروبا؟
- أشك أنه يوجد نيات من هذا النوع ومن الناحية الجيوسياسية تسعى روسيا إلى تثبيت التفاهم مع عدد كبير من الدول بخصوص مبادئ نظام تعددية الأقطاب ويسمح هذا التفاهم تطوير التعاون على الصعيد العالمي بأشكال متنوعة، وبما في ذلك بين التكتلات الكبرى قادرة في كل المجالات الاقتصادية والمالية والسياسية والعسكرية والأمنية تدل النشاطات في إطار بريكس والشانغهاي على هذا التوجه.

وهذا مثال جيد القمة الروسية الأفريقية الأخيرة التي أصبحت محطة هامة في طريق التعاون الاستراتيجي بين روسيا وأفريقيا أما الجبهة العسكرية أو الحلف العسكري فهذا ليس مطروحا من جانب روسيًا ويقتصر الأمر بالتعاون في إطار معاهدة الأمن الجماعي خاصةً في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الثنائي مع عدد من الدول خاصة مع سورية.

* هل العالم على موعد مع حرب عالمية ثالثة؟
- إن خطر الحرب العالمية الثالثة أو الحرب النووية يزداد دائمًا وخاصة في ضوء الحرب في أوكرانيا التي اصبحت ساحة للهجوم الغربي على روسيا ومن الواضح أن هذه الأزمة هي نتيجة النهج الاستراتيجي الذي يمارسه الغرب بقيادة الولايات المتحدة على مدى عشرات السنين بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

وبدلًا من انتقال إلى عهد التعاون المتساوي اتخذ حكام الغرب قرارًا لتثبيت هيمنتهم من خلال توسع الناتو وتفجير الأوضاع الداخلية في الدول وزرع الفتن واستخدام الإرهاب والتطرف لتحقيق أهدافهم ومن بين الأهداف الغربية كان تقييد روسيا بقيادة ألرئيس بوتين يعتبر هدفًا مميزًا.

وفي نهاية المطاف وصلت الأمور إلى المواجهة في أوكرانيا ويشارك الغرب في الحرب بتقديم السلاح والمال والمعلومات والمستشارين والمرتزقة والدعم السياسي والإعلامي؟، ومن المهم أن الغرب يقدم سلاحا متطورا، وكذلك يزداد احتمال التورط المباشر إلى النزاع لدول الناتو مثل بولندا، كما أنه توجد معلومات عن تحضير القنبلة القذرة وكل ذلك يدل على تراكم العوامل الخطيرة قد تؤدي إلى التصادم النووي.

إضافة إلى ذلك لا بد من الإشارة إلى الحرب الإعلامية التي يخوضها الغرب ضد روسيا، ويبادر السياسيون والإعلاميون الغربيون في طرح الموضوع النووي عادة بشكل افتراضات تتعلق باحتمال لجوء الرئيس بوتين إلى استخدام السلاح النووي.

ويعرفون أن الرئيس بوتين لا يسعى أبدا إلى ذلك، ولكنهم يروجون هذه الفرضية لتخويف العالم وتضليل الرأي العام وشيطنة روسيا، وفي الحقيقة لا يريد حكام الغرب أن تصطدم مع روسيا مباشرة، إلا أن تصرفهم الخطير يسبب نمو عوامل عدم الاستقرار بشكل عام وتداعيات الحرب في أوكرانيا بشكل خاص، أما الرئيس بوتين فهو يقف موقفا واضحا ينص على أن روسيا لا تسعى إلى التصادم مع الناتو أو استخدام السلاح النووي وفي نفس الوقت مستعدة لكل السيناريوهات.

وعلاوة على ذلك يجب القول إن العالم يتجه إلى نظام جديد مبني على تكوين الأقطاب أو التكتلات الكبرى والقادرة في كل المجالات قد ينزلق إلى الحرب العالمية بسبب تمسك الغرب بالنظام الذي يضمن سيطرة المليار الذهبي ويعرقل الغرب تحرك العالم نحو النظام الجديد، وهذا يسبب التقلبات، ويخلق أجواء متوترة في عدد من المناطق وهل يستطيع المجتمع الدولي أن يمر بمرحلة انتقالية دون انزلاق إلى الحرب العالمية أم لا؟.