الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

سوريا تعود للحضن العربي.. إسلام الكتاتني: ضربة قاضية للجماعات الإرهابية

إسلام الكتاتني، باحث
إسلام الكتاتني، باحث في شئون الجماعات المتطرفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد قرار جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، يُمكن للجمهورية العربية السورية أن تستأنف مشاركة وفود حكومتها في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وذلك حرصًا من الدول الأعضاء على أمن واستقرار سوريا وعروبتها وسيادتها، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والمساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية يرفع المعاناة عن الشعب العربي الشقيق، ويحقق تطلعاته المشروعة نحو المستقبل، ويضع حدا للأزمة الممتدة التي تعيشها البلاد، وللتدخلات الخارجية في شؤونها، ويعالج أثارها المتراكمة والمتزايدة من إرهاب ونزوح ولجوء وغيرها، بحسب القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
من جانبه، قال إسلام الكتاتني، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، إن عودة سوريا للحضن العربي خطوة جيدة كنا نشجعها منذ زمن طويل، في حين كانت هناك أصوات تتعالى بمقاطعة الدولة السورية، وفي الحقيقة سوريا لا تستحق المقاطعة فهي دولة ليست صغيرة بل دولة ذات تاريخ وحضارة عريقة، وخبر عودتها للجامعة العربية يُعطي مزيدا من التفاؤل والأمل.
وأضاف "الكتاتني" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنها خطوة تضاف للسياسية الخارجية الحكيمة للدولة المصرية، لكونها سياسة متوازنة مع سوريا، وموقف مصر من مؤسسات الدولة السورية معروف وهو الحفاظ عليها، لأن هدمها ليس في صالح الدولة والشعب، أما موقفها من الجماعات الإرهابية المسلحة التي تدعي التدين والاسلام وتعمل لصالح مخطط تقسيم الشرق الاوسط وتقسيم سوريا، موقف حازم ومعروف أيضا، ومن من الطبيعي أن تنحاز للدولة السورية ومؤسساتها ضد الجماعات وتخريبها، ومع بقاء الدولة السورية، وأعتقد أن عودة العلاقات السورية خطوة إيجابية سبقها الاتفاقية السعودية الإيرانية.
ولفت "الكتاتني" إلى دور سوريا وحكومتها في حسم المعركة لصالحها في صراعها ضد الارهاب، ولم يتبق لها إلا منطقة إدلب الواقعة تحت سيطرة جماعات مثل جبهة تحرير الشام وغيرها، فهي البقية الباقية للجماعات المسلحة، لكن كل سوريا باتت تحت سيطرة الدولة حاليا، ويتبقى أيضا ملف الأكراد في الشمال الشرقي، ومن المعروف أن خطوة الجامعة العربية تأتي في إطار العمل لوضع حل للأزمة السياسية في البلاد. 
وأكد الباحث والكاتب، أن العودة تمثل ضربة قاضية للجماعات الإرهابية، لأنه يضيق عليها الخناق، فالمنفذ الشمالي التي كانت تنظر إليه الجماعات بعين المساعدة والنفوذ أصبح في موضع الحل حاليا خاصة بعد اتجاه تركيا لتطبيع العلاقات مع الدولة السورية، وهناك ترتيبات لذلك وتصريحات متبادلة بين الطرفين، لذا فإن تطبيع العلاقات بين البلدين يقلل من نفوذ الجماعات مع تركيا.
ويعتقد الكتاتني، أن عودة سوريا ضربة لها تأثير إيجابي على باقي المنطقة، لأنها تعمل على انحصار الجماعات التي عملت من أجل مشروع التقسيم، فباتت بمثابة وورقة محروقة وإمكانية عودتها للعمل مجددا لن يكون إلا بعد زمن طويل.
وقال الكتاتني،إن عودة سوريا سوف يسمح بتبادل المعلومات الأمنية بين البلاد العربية وبين سوريا مما يضع تحركات العناصر الإرهابية محل تتبع وتضييق أكثر، خاصة وأن هناك نسبة من المقاتلين في سوريا من العرب ومنها مطلوبين لمصر ولتونس وللجزائر. 
وتابع، أن النفوذ الذي تتمتع به بعض عصابات داعش الإرهابية في مناطق محدودة مثل البادية السورية سيكون محل تضييق، خاصة وأن الدول العربية صححت مساراها وعلاقتها مع سوريا، أما ما يخص مثلا أمريكا فهي لن تعمل ضد الرغبة الموحدة، واشنطن عندما ترى دحر المجموعات تلك أمرا واقعا، ليس لها إلا التسليم ولا تعاند، وما يهمها في التعامل مع الدولة السورية هو النفوذ الروسي والنفوذ الإيراني.
وأوضح أن سوريا بعد 12 سنة قتال وحرب وتسليح جماعات انتصرت أخيرا، الآن الدولة ستصبح أقوى بعد العضوية الكاملة في الجامعة العربية بما يسمح لها أن تشدد في أمنها، وفتح الباب أمام دخول المساعدات لكافة مناطق سوريا، وتحريك ملف عودة اللاجئين وتشجيع السوريين للعودة، وتحريك ملف الاقتصاد، وهي لحظة إيجابية تعود بالنفع على المنطقة كلها، لأننا في النهاية منطقة عربية واحدة نتأثر بما يحدث في أي منطقة، لنا أن نختلف ولكن دون أن نعمل ضد مصالح بعضنا البعض، وهو ما نأمله من كافة الدول العربية.