رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سفيرة الشباب للسلام بشمال أفريقيا: مصر نموذج حي للنهضة.. خلود بن منصور لـ«البوابة نيوز»: منتدى شباب العالم فرصة عظيمة للقاء القادة.. الحروب الأهلية والإرهاب والتطرف أخطر ما يواجه الشباب الأفريقي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انصب اهتمام العالم في الآونة الأخيرة، على تمكين الشباب ومنحهم الفرصة لتولى القيادة في مختلف المجالات وإظهار قدراتهم في تغيير مجتمعاتهم إلى الأفضل، وبدورها اهتمت القارة الأفريقية بشبابهما الذين يشكلون أكثر من 65% من مجموع سكانها، ليمثلوا طاقة كبيرة يمكن أن تدفع القارة السمراء لمصاف الأمم لو أحسن استغلالها.

وفي هذا الإطار، نظم الاتحاد الأفريقي أوائل نوفمبر من العام الجاري، انتخابات لاختيار المجموعة الثانية من سفراء الشباب الأفارقة من أجل السلام كجزء من الاحتفالات بمناسبة يوم الشباب الأفريقي، وتنفيذا لقرار الدورة العادية الـ33 لرؤساء الدول والحكومات التي عقدت في فبراير 2020، والتي أقرت تعيين مجلس السلام والأمن لخمسة سفراء إقليميين للشباب من أجل السلام.

السفيرة خلود بن منصور

وفازت الفتاة التونسية خلود بن منصور باجوري، بمنصب سفيرة الشباب للسلام عن منطقة شمال أفريقيا، خلال الانتخابات التي أجريت في مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وخلود بن منصور ناشطة في المجتمع المدني، التحقت بكلية علوم الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية بجامعة تونس المنار، ما مكنها من الحصول على منحة بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، وهي عضو في بالمكتب الإقليمي لهيئة المرأة التابع للأمم المتحدة، ونال مشروعها المركز الثالث في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكان حول تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهو "التعليم للجميع"، وذلك من خلال مشروع محلي يقوم بمساعدة الأطفال في المناطق الداخلية لتونس لتشجيع الأطفال على مواصلة تعليمهم، وفيما يلي نص الحوار

■ ما مهام منصب سفيرة الشباب للسلام عن منطقة شمال أفريقيا؟

من مهام المنصب إدماج الشباب وتعزيز مشاركتهم في المجتمع، ونشر ثقافة السلام، والقضاء على خطاب الكراهية والعنف بين الشباب وإبراز دورهم كعنصر إيجابي وفاعل في بناء السلام في مجمعاتنا، ويتم هذا من خلال تنفيذ خطة العمل التي حررتها والتي ستتم باتفاق من الاتحاد الأفريقي وبقية المنظمات والأطراف المعنية في المنطقة.

■ كم عدد الدول التي تمثلها سفيرة شمال أفريقيا في الاتحاد الأفريقي؟

٦ دول في شمال أفريقيا وهي، مصر وتونس وليبيا والمغرب والجزائر والسودان.

الاتحاد الأفريقي

■ هل توليتي مناصب قبل منصب سفيرة الشباب في الاتحاد الأفريقي؟

خلال مسيرتي المهنية، شاركت في العديد من المؤتمرات العالمية والدولية، كما كنت ممثلة لبلدي تونس في العديد من التدريبات واللقاءات التي تخص أهداف التنمية المستدامة، ومن ضمن المناصب التي توليتها هي الحصول على عضوية فريق "الاجورا للابتكار - هيئة الأمم المتحدة للمرأة" بالإضافة إلى نيل عضوية في فريق العمل الاستشاري لنفس المنظمة، إلى جانب عضوية عدد من المنظمات غير الحكومية الأخرى.

■ ما الأهداف التي تودين تحقيقها بعد تولي المنصب؟

أود أن أنفذ خطة عمل على المستوى الإقليمي، للمساهمة في دعم وإدماج ثقافة السلام كمحور دراسي في المؤسسات التعليمية كأول خطوة نحو نشر ثقافة السلام، بالإضافة إلى تعزيز القدرات القيادية للشباب في منطقة شمال أفريقيا.

■ فاز مشروعك بالمركز الثالث في المسابقة التي كان يرعاها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.. ما مضمون المشروع؟

المشروع كان ضمن مشاركتي في مخيم الأهداف المستدامة في دفعته الأولى، وكان يهدف إلى تحقيق الهدف الرابع وهو "التعليم للجميع"، وذلك من خلال مشروع محلي يقوم بمساعدة الأطفال في المناطق الداخلية لتونس لتشجيع الأطفال على مواصلة تعليمهم.

■ هل يختلف الشباب في شمال القارة عن باقي مناطق القارة السمراء؟

الشيء المبهر في شباب منطقتنا هو الطاقة التي لدينا، الشباب في شمال أفريقيا مبدع وخلاق ودائما مقدم على التغيير، نحن صناع التغيير ويجب الأخد برأينا في صنع القرار أيضًا، وبالنسبة لمنطقة شمال أفريقيا لاحظت أن العمل التطوعي ومشاركة الشباب في المجتمع المدني قوية، ولدينا حضور قوي على المستوى العالمي، حيث إن شبكة العلاقات كلها متصلة ببعضها البعض، وهذا يساعد في خلق التعاون والتشارك والوحدة بين الدول، ناهيك عن المشاريع والأفكار الجيدة التي هي بصدد التطوير في منطقتنا، وأنا فخورة بشمال أفريقيا وبالصورة المشرفة لنا سواء على المستوى الإقليمي أو القاري.

■ ما أكثر الأخطار التي تواجه الشباب في شمال أفريقيا؟

بالنسبة للأوضاع الحالية التي تواجه الشباب فإن الحروب الأهلية، والعنف، وخطاب الكراهية، والإرهاب، والتطرف، والعنف المسلح، كلها تحديات وأخطار تواجه الشباب، وتعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واعتبر أيضًا أن قلة الموارد أو انعدامها في بعض الحالات يشكل صعوبة على الشباب حيث إن منعهم من تطوير مهاراتهم أو صقلها أو وجود فضاءات ترفيهية متوفرة يحد من حرية التعبير لديهم وحرية الإبداع.

في ظل خلافات فرنسا ودول المغرب العربي مؤخرا، عقد ماكرون قمة فرنسية أفريقية في أكتوبر الماضي تجاهل خلالها الرؤساء ودعا ألف شاب أفريقي لحضور القمة.. هل رأيت هذا الإجراء من باريس مكايدة سياسية أم أنه اعتراف بأهمية ودور الشباب؟

أعتقد أن الهدف من هذه القمة، هو منح الفرصة للشباب في صنع القرار وهذه لفتة إيجابية حسب رأيي، حيث إنه يعتبر حدثا غير مسبوق يهدف إلى إقامة روابط جديدة مع مواهب القارة، وبالنسبة لي ممكن انعقاد نسخة ثانية تشمل جميع الأطراف والأجيال.

■ هل يفتقر الشباب الأفريقي للأدوات والمهارات التي تمكنه من تبوأ مكانة أفضل؟

لا يفتقر الشباب للمهارات بقدر ما يفتقر للاهتمام من قبل الجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، لكي تسنح لهم الفرصة للمساهمة الفعالة وتطوير ذواتهن في نفس الوقت، وأعتقد أن الولوج إلى المعلومة، الموارد والوسائل سيسهل الطريق على الشباب بنسبة كبيرة، فنحن بحاجة لمن يدعمنا ويوجهنا كي نتكمن من المضي قدما.

محمد صلاح

ينشغل البعض بالبحث عن نماذج ملهمة من الشباب ويتركز الاهتمام دوما بالرياضة وعلى سبيل المثال الشاب المصري محمد صلاح.. هل تفتقر القارة للنماذج الملهمة أم أن هناك أكثر من "محمد صلاح" في مختلف المجالات الأخرى الثقافية وعلمية بعيدة عن دائرة الضوء؟

النماذج الملهمة موجودة، ولا يقتصر الأمر على وجود "وجه معروف" لكي نستمد إلهامنا منه، فالقدوة هي الشخص القادر على تشجيع وتحفيز الآخرين لرؤية الأشياء الجيدة فيهم وتعزيز ثقتهم في نفسهم، هذا ممكن أن يكون شخصا عاديا من العائلة، أو من المقربين كما يمكن أن يكون وجها معروفا رياضيا، سياسيا، فنانا، أو أي شخص يتحلى بصفة القيادة في مجالات خبرته، فعلينا أن نستمد صفات القوة ونتعلم منها ونسعى لتطوير أنفسنا لنكون على أحسن صفة ممكنة، وباعتقادي قارتنا الأفريقية مليئة وغنية بالأشخاص الملهمين والقادة العظماء.

■ هل نالت المرأة في تونس حقوقها وتشعر بالأمن حاليا؟

تعتبر تونس بلدًا سبّاقا فيما يتعلّق بنيل المرأة لحقوقها، وتعمل كافّة الجهات والوزارات على حمايتها ودعم حقوقها ومشاركتها ومتابعة الأجندات الدولية والقرارات المتعلقة بها، وعلى سبيل المثال القرار ١٣٢٥ المتعلق بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وحديثًا تم مشاركة البعثة الرسمية في قمة المناخ التي جزء كبير منها يعنى بحماية حقوق المرأة المرتبطة بالمناخ والموارد الطبيعية.

■ حدثينا عن أبرز التحديات التي تواجه المجتمع التونسي؟

التحديات التي تواجهنا أغلبها متعلقة بالمواضيع التي تواجه الشباب مثل البطالة، العنف، الهجرة غير الشرعية التي تعتبر من أكثر المشكلات تعقيدًا في الوقت الحالي.

■ ما رأيك في منتدى شباب العالم الذي تنظمه مصر سنويا؟

منتدى شباب العالم هو فرصة عظيمة وكبيرة جدًا وغنية لكل شاب يطمح إلى التعلم والتطور، ومقابلة القادة والاستماع إلى الجلسات الثرية، هو أمر يعود بالنفع على الشباب العربي، ولكن للأسف لم أحظ بشرف المشاركة، لكني أتطلع أن أتواجد في النسخة القادمة ويشرفني لو يتم دعوتي لفعالية ضخمة كهذه.

منتدى شباب العالم

■ كيف تنظرين إلى مصر بعد 10 سنوات من ثورة يناير؟

حاليا أنا منبهرة بالتقدم الذي شهدته مصر، وبشكل شخصي كل المقربين مني يعرفون مدى حبي وتعلقي بهذا البلد الأصيل، فمصر بالنسبة لي هي نموذج حي في وقتنا الحالي للنهضة والتقدم وأنا سعيدة بالاستقرار الموجود فيها حاليا. 

■ ما طموحك الدبلوماسي أو المنصب الذي تودين الوصول إليه ؟

على المستوى الشخصي أطمح دائمًا أن أترك انطباعا مشرفا عن بلدي وعن صورة المرأة العربية القائدة، وعلى المستوى المهني وتطلعاتي المستقبلية فالدبلوماسية هي من أكبر اهتماماتي وأتمنى الحصول على منصب شرفي دبلوماسي يخولني من تمثيل بلدي على المستوى الدولي كسفيرة دولية.

■ جرت الانتخابات في مقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا.. ما هي الأجواء في أديس أبابا؟

استمرت زيارتي للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، نحو أسبوع حضرت خلالها فعاليات انتخابي سفيرة للشباب، وقد فرضت السلطات حالة الطوارئ في العاصمة، وانتشرت قوات الأمن في كل مكان، بالإضافة إلى حظر التجوال ليلا.