الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

جرائم قتل مروعة تهز الشارع.. شخص يذبح مواطنا في الإسماعيلية.. وأب يقتل ابنيه حرقًا بالشرقية.. خبراء: ظواهر فردية والكثافة السكانية وقلة التعليم والمخدرات السبب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طوال العام الجاري، سجلت دفاتر محاضر الشرطة جرائم قتل عدة، حتى إن خبر وقوع جريمة قتل بدائرة القسم بات أمرًا عاديا على مسامع الأهالي، وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات لماذا كل تلك الجرائم في هذه المنطقة وما الذي يقود هؤلاء الجناة للفتك بالآخرين.

وفي السطور القادمة ترصد «البوابة نيوز4» عددا من الجرائم التي شهدتها العديد من المناطق والمحافظات خلال العام الجاري

يناير

في مطلع شهر يناير الماضي، كان موقف المرج الجديدة مع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب قطع مئات الكيلومترات، حاملا بين يديه جواب الأمل بالتعيين في إحدى الجهات، قادمًا من مسقط رأسه بإحدى محافظات الصعيد إلى القاهرة لإنهاء أوراق تعيينه بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، ولم يكن يعلم أنه سيلقى حتفه ونهايته قبل أن يستلم وظيفته الجديدة التى حلم بها، بعدما قام السائق بالتعدي عليه بسلاح أبيض، بسبب خلاف على تحميل السيارة المملوكة للمتهم، ليلقي مصرعه في الحال.

فبراير

لحظات من الرعب والفزع عاشها قاطنو المرج، عقب العثور على جثة شخص في العقد الخامس من العمر مذبوحا وفى حالة تحلل داخل شقته، وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة شخصا بسبب ممارسة الشذوذ الجنسي داخل الشقة، وعقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة.

مارس

شهدت منطقة المرج جريمة قتل مروعة، حيث أقدم صاحب سوبر ماركت على قتل زوجته، بطعنها ٣٠ طعنة، وقام بعدها بقطع أذنها لخلافات زوجية نشبت بينهما، كما تم ضبط صاحب محل لاتهامه بالشروع في قتل طالب عقب طعنه بسلاح أبيض "مطواة" أثناء مشاجرة بينهما.

مايو

لم يختلف شهر عن سابقيه بمنطقة المرج، إذ شهد عدد من الحوادث التي شغلت أذهان الأهالي، بدأت بمقتل شاب بقتل صهره بمنطقة المرج، بسبب خلافات سابقة بينهما، وتبين أن المتهم شرع في قتل المجني عليه مرتين ونجح في المرة الثانية.

وقيام طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة باغتصاب ابنة خاله طفلة عمرها ٥ سنوات، داخل منزل جدتهما، كما تم القبض على خاطفة طفل مستشفى أبوالريش مختبئة بالمرج.

يونيو

لم يحتمل الحاج "عامر سعد" الرجل الأربعيني وقوف أغراب يتعاطون المواد المخدرة بمحيط منزله في وقت متأخر من الليل، فقرر التحدث معهم وطالبهم بمغادرة المكان، ليطلقوا عليه النيران من أسلحة نارية متعددة ويلقي مصرعه قتيلا.

وبعدها قيام سائق توك توك بخطف هاتف سيدة ودهس طفلا أثناء هروبه.

فيما نجح رجال المباحث في ضبط متهم هتك عرض طفلة تدعي " جودي" وملامسة مواطن عفتها بعدما استدرجها لمدخل عقار بدائرة القسم.

كما عثر رجال المباحث على جثة سيدة متوفاة في ظروف غامضة داخل شقتها، ثم تبين أنها لقيت مصرعها إثر تناولها جرعة مخدرات زائدة وفقا لتقرير مفتش الصحة الذي أجري الكشف عليها عقب اكتشاف الواقعة.

كما تمكنت أجهزة الأمن في ضبط أب متهم باغتصاب ابنته، وحملها منه سفاحا، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه، وإيداع الفتاة إحدى دور الرعاية.

في بعض الأوقات تجري أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذي يؤدي بنا لارتكاب أشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، وهو ما حدث مع الحاج "حسين السميطي"،

ودفع ثمنه باقي أفراد عائلته، فكل ذنبه أنه تدخل للصلح بين طرفين، نشب بينهما خلاف، فتلقي عيارًا ناريًا أودى بحياته في الحال، في مشهد أبكى العيون، وأدمى القلوب على فقدان الضحية.

كما أقدم بائع متجول على قتل عامل في مشاجرة بسبب خلافات مالية بينهما بالمرج.

نوفمبر

استحق شهر نوفمبر الجاري، لقب الأكثر دموية بين الشهور الماضية، بدأت بمقتل ميكانيكي يدعي «رامى عرابى» بعد رفضه الانصياع لتهديد بلطجى حاول فرض إتاوة عليه، عن طريق إجباره على تصليح مركبة التوك توك الخاصة بالثانى دون مقابل.

كما قام بائع متجول بقتل زميله، انتقامًا من المجني عليه الذي قام بتخديره، وممارسة علاقة غير مشروعة معه.

وبعد أيام لقي سائق توك توك مصرعه قتيلا على يد عاطلين، لسرقة التوك توك الخاص به، وبعد تنفيذ الجريمة ألقوا جثته داخل أرض زراعية.

رغم ما سبق إلا أن " نوفمبر" أبي أن ينقضي دون وقوع جريمة جديدة راح ضحيتها تلك المرة طفل يبلغ من العمر. عاما على يد والده، بعد وصلة تعذيب لم يتحملها صاحب الجسد الضئيل ليودع الدنيا متأثرًا بإصابته، فيما نجح رجال المباحث الجنائية في ضبط الأب وتقديمه للعدالة.

جريمة الإسماعيلية

كما وقعت جريمة مروعة في الأول من نوفمبر عندما قام بقطع رأس عامل وفصله عن جسده في أحد شوارع الإسماعيلية.

وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان لها، أنها ضبطت "مهتزا نفسيا" بالإسماعيلية (سبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان)، قام بالتعدي بساطور على عامل، مما أدى إلى فصل رأسه، وكان يتلفظ بكلمات غير مفهومة.

الشرقية

في جريمة مروعة، تورط أب في قتل ابنيه حرقاً بعد تقييدهما بالسلاسل الحديدية في منيا القمح بمحافظة الشرقية.

وفي التحقيقات اعترف الرجل بفعلته وأنه قام بتقييدهما منذ نحو ٣ أيام، وحبسهما في المنزل بهدف تأديبهما لافتعالهما الكثير من المشكلات مع أهالي القرية وارتكابهما العديد من السرقات وتعاطي المواد المخدرة، قبل أن يقوم بإشعال النيران في مرتبة كانت بجوارهما، ما أدى لاشتعال النيران في المنزل ووفاة نجليه.

 

يقول اللواء الدكتور علاء الدين عبدالمجيد، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق،أن معدلات الجريمة انخفضت خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الذي يسبقه، وهو ما يعكس نجاح أجهزة الأمن في مواجهة الجرائم الجنائية، من خلال القيام بحملات موسعة على بؤر الجريمة، وزيادة معدلات ضبط الجرائم، واستمرارها في مواجهة الخارجين عن القانون، مشيرًا إلى أن حوادث القتل في المناطق الشعبية، مثل منطقة المرج، خلال الفترة الأخيرة سببها زيادة نسب تعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن المخدرات تزيد المعدل في الرغبة لدى المتعاطي في القتل، وتسهل لديه العنف، وتدمر طريقة حكمه على الأمور.

وأضاف:" الجهل وعدم وجود الناصح الأمين، وانتشار المخدرات، العناصر المسببة للعنف بأشكاله المختلفة في المجتمع، ويمكن أن تصحبها البطالة، وبالتالي عدم وجود دخل ثابت لدى المدمن، في ظل وجود طموحات خاصة في بناء أسرة جديدة، أو الاستقرار في مسكن جديد، يشعره بالفقر والعجز الاقتصادي، وحينها يفكر في الانحراف والسرقة من أجل توفير الأموال، مستطردا:" لا بد من تطبيق عقوبات رادعة على الخارجين عن القانون، والعدالة غير الناجزة وتباطؤ درجات التقاضي أمام المحكمة تعد من ضمن الأسباب.

ولابد من سرعة تنفيذ الأحكام، والرقابة المشددة من قبل الأجهزة الأمنية لفرض القانون في الشارع المصري".

وأوضح الخبير الأمني:" إن معدل انخفاض الجريمة يسير تدريجيًا بالتوازي مع مسيرة التنمية على كل المستويات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو غيرها، وكلما تقدمت مصر خطوة في تلك المسيرة تراجعت خطوات في معدل الجريمة، مشيرًا إلى أن تطوير العشوائيات والعمل على رفع المستوى المعيشي لأهلها، أسهم كثيرًا في تحقيق هذا التراجع، الذي لم يأت محض الصدفة بل وفقًا لجهود عظيمة وخطط مدروسة آخرها خطة تطوير الريف المصري،التي يتبناها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.

وأشاد "علاء الدين" بالتعاون الذي تجده وزارة الداخلية من جانب المواطنين، والذى يدل على الإدراك الواعي بأهمية تعاون الشعب مع الشرطة لحماية المجتمع من كل ما يشكل جريمة تستهدف أمنه واستقراره، وهو ما يخدم في النهاية فكرة انخفاض معدل الجريمة.

أستاذ علم اجتماع: ظواهر فردية ولابد من التوعية المجتمعية

الأهالى: الداخلية قضت على أباطرة الكيف.. و«المحليات» لا تشعر بنا

قالت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع والكتابة والأديبة، إن منطقة المرج تعتبر من المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تكون بها الخلافات والاحتكاك أقوي وأزيد من الأماكن التي تميل للهدوء وتحوي قاعدة سكانية أقل، وأشارت "خضر" إلى أن حالات القتل أو الجرائم التي حدثت في تلك المنطقة بالأخص حالات فردية ولا تمثل ظاهرة وتجدها في كل الأماكن ولا تختص بمكان دون غيره، ولكن كما قلنا إن المناطق ذات الكثافات العالية تجد فيها الجرائم أكبر من المناطق الأقل سكانا.

وأكملت أستاذ علم الاجتماع أن زيادة معدلات الجريمة في المناطق ذات الكثافات السكانية العالية كمنطقة المرج محل التحليل الاجتماعي، تكون بسبب زيادة انتشار المواد المخدرة في تلك الأماكن، وكذا التفكك والتباعد الأسري والانحدار الثقافي في تلك المناطق وضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدين، فالمجتمع الآن يترنح ما بين الإفراط أو التفريط فإما تشدد واهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما تفريط وبعد عن الدين، كما أن هناك الكثير من الأخطاء التي تحدث في التربية، فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية وغياب دور الآباء في التربية وانشغالهم بالحياة المادية ومحاولة توفير متطلبات الحياة وإهمال الإشباع العاطفي للأبناء، كما أن أخطاء التربية تقود إلى جيلمنحر، فضلا عن تقليد مشاهد العنف والبلطجة في الأفلام والمسلسلات، وكذلك البطالة والفقر والضغوط الاقتصادية التي تلعب دورًا أساسيًا في زيادة معدلات الجريمة والجهل، فكلما ارتقى المستوى الثقافي والتعليمي في المجتمع قلت معدلات الجريمة، بينما انتشار الجهل وغياب الوعي يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.

ولإيجاد الحلول لتلك الأزمة شددت الاستشارية الاجتماعية على ضرورة ما يسمي بالتصالح النفسي بين الشخص ونفسه، وكذا ناشدة بضرورة توجيه الحملات الأمنية والقضاء على البؤر الإجرامية من بائعي المواد المخدرة التي تمثل سموم تدخل إلى عقول الشباب فتدمره وتحوله إلى آلة منزوع الشعور فيقوم بارتكاب الجريمة دون علمه بما فعل، وطالبت الكاتبة والأديبة بمحاولات إزالة التصدعات والتفككات الأسرية.

التي باتت ظاهرة قوية في الآونة الأخيرة والتي تمثل أحد أهم عنصري زيادة معدلات الجريمة بالتساوي مع المواد المخدرة، وكذا لا بد من التوعية المجتمعية والإعلامية وتفعيل الرقابة على المادة المعروضة في الأفلام والمسلسلات وإزالة الجوانب التي تحض على أعمال العنف والبلطجة وكذا تفعيل دور العبادة والأماكن الرياضية يعظم الوعي لدي الشباب.

وفي النهاية وجهت أستاذ علم الاجتماع رسالة إلى الأهالي بضرورة متابعة الأبناء متابعة دورية وعدم تركهم للمشكلات أو الانطوائية ومشاركتهم مشكلاتهم والمساهمة في حلها لخلق روح ودوافع جديدة له تمكنه من مواصلة الحياة وعدم الانصياع للشيطان وأصدقاء السوء وشراء المواد المخدرة واستباحة ارتكاب الجرائم.

طوال العام الجاري، سجلت دفاتر محاضر الشرطة جرائم قتل عدة، حتى إن خبر وقوع جريمة قتل بدائرة القسم بات أمرًا عاديا على مسامع الأهالي، وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات لماذا كل تلك الجرائم في هذه المنطقة وما الذي يقود هؤلاء الجناة للفتك بالآخرين.

وفي السطور القادمة ترصد «البوابة نيوز4» عددا من الجرائم التي شهدتها العديد من المناطق والمحافظات خلال العام الجاري

يناير

في مطلع شهر يناير الماضي، كان موقف المرج الجديدة مع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب قطع مئات الكيلومترات، حاملا بين يديه جواب الأمل بالتعيين في إحدى الجهات، قادمًا من مسقط رأسه بإحدى محافظات الصعيد إلى القاهرة لإنهاء أوراق تعيينه بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، ولم يكن يعلم أنه سيلقى حتفه ونهايته قبل أن يستلم وظيفته الجديدة التى حلم بها، بعدما قام السائق بالتعدي عليه بسلاح أبيض، بسبب خلاف على تحميل السيارة المملوكة للمتهم، ليلقي مصرعه في الحال.

فبراير

لحظات من الرعب والفزع عاشها قاطنو المرج، عقب العثور على جثة شخص في العقد الخامس من العمر مذبوحا وفى حالة تحلل داخل شقته، وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة شخصا بسبب ممارسة الشذوذ الجنسي داخل الشقة، وعقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة.

مارس

شهدت منطقة المرج جريمة قتل مروعة، حيث أقدم صاحب سوبر ماركت على قتل زوجته، بطعنها ٣٠ طعنة، وقام بعدها بقطع أذنها لخلافات زوجية نشبت بينهما، كما تم ضبط صاحب محل لاتهامه بالشروع في قتل طالب عقب طعنه بسلاح أبيض "مطواة" أثناء مشاجرة بينهما.

مايو

لم يختلف شهر عن سابقيه بمنطقة المرج، إذ شهد عدد من الحوادث التي شغلت أذهان الأهالي، بدأت بمقتل شاب بقتل صهره بمنطقة المرج، بسبب خلافات سابقة بينهما، وتبين أن المتهم شرع في قتل المجني عليه مرتين ونجح في المرة الثانية.

وقيام طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة باغتصاب ابنة خاله طفلة عمرها ٥ سنوات، داخل منزل جدتهما، كما تم القبض على خاطفة طفل مستشفى أبوالريش مختبئة بالمرج.

يونيو

لم يحتمل الحاج "عامر سعد" الرجل الأربعيني وقوف أغراب يتعاطون المواد المخدرة بمحيط منزله في وقت متأخر من الليل، فقرر التحدث معهم وطالبهم بمغادرة المكان، ليطلقوا عليه النيران من أسلحة نارية متعددة ويلقي مصرعه قتيلا.

وبعدها قيام سائق توك توك بخطف هاتف سيدة ودهس طفلا أثناء هروبه.

فيما نجح رجال المباحث في ضبط متهم هتك عرض طفلة تدعي " جودي" وملامسة مواطن عفتها بعدما استدرجها لمدخل عقار بدائرة القسم.

كما عثر رجال المباحث على جثة سيدة متوفاة في ظروف غامضة داخل شقتها، ثم تبين أنها لقيت مصرعها إثر تناولها جرعة مخدرات زائدة وفقا لتقرير مفتش الصحة الذي أجري الكشف عليها عقب اكتشاف الواقعة.

كما تمكنت أجهزة الأمن في ضبط أب متهم باغتصاب ابنته، وحملها منه سفاحا، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه، وإيداع الفتاة إحدى دور الرعاية.

في بعض الأوقات تجري أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذي يؤدي بنا لارتكاب أشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، وهو ما حدث مع الحاج "حسين السميطي"،

ودفع ثمنه باقي أفراد عائلته، فكل ذنبه أنه تدخل للصلح بين طرفين، نشب بينهما خلاف، فتلقي عيارًا ناريًا أودى بحياته في الحال، في مشهد أبكى العيون، وأدمى القلوب على فقدان الضحية.

كما أقدم بائع متجول على قتل عامل في مشاجرة بسبب خلافات مالية بينهما بالمرج.

نوفمبر

استحق شهر نوفمبر الجاري، لقب الأكثر دموية بين الشهور الماضية، بدأت بمقتل ميكانيكي يدعي «رامى عرابى» بعد رفضه الانصياع لتهديد بلطجى حاول فرض إتاوة عليه، عن طريق إجباره على تصليح مركبة التوك توك الخاصة بالثانى دون مقابل.

كما قام بائع متجول بقتل زميله، انتقامًا من المجني عليه الذي قام بتخديره، وممارسة علاقة غير مشروعة معه.

وبعد أيام لقي سائق توك توك مصرعه قتيلا على يد عاطلين، لسرقة التوك توك الخاص به، وبعد تنفيذ الجريمة ألقوا جثته داخل أرض زراعية.

رغم ما سبق إلا أن " نوفمبر" أبي أن ينقضي دون وقوع جريمة جديدة راح ضحيتها تلك المرة طفل يبلغ من العمر. عاما على يد والده، بعد وصلة تعذيب لم يتحملها صاحب الجسد الضئيل ليودع الدنيا متأثرًا بإصابته، فيما نجح رجال المباحث الجنائية في ضبط الأب وتقديمه للعدالة.

جريمة الإسماعيلية

كما وقعت جريمة مروعة في الأول من نوفمبر عندما قام بقطع رأس عامل وفصله عن جسده في أحد شوارع الإسماعيلية.

وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان لها، أنها ضبطت "مهتزا نفسيا" بالإسماعيلية (سبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان)، قام بالتعدي بساطور على عامل، مما أدى إلى فصل رأسه، وكان يتلفظ بكلمات غير مفهومة.

الشرقية

في جريمة مروعة، تورط أب في قتل ابنيه حرقاً بعد تقييدهما بالسلاسل الحديدية في منيا القمح بمحافظة الشرقية.

وفي التحقيقات اعترف الرجل بفعلته وأنه قام بتقييدهما منذ نحو ٣ أيام، وحبسهما في المنزل بهدف تأديبهما لافتعالهما الكثير من المشكلات مع أهالي القرية وارتكابهما العديد من السرقات وتعاطي المواد المخدرة، قبل أن يقوم بإشعال النيران في مرتبة كانت بجوارهما، ما أدى لاشتعال النيران في المنزل ووفاة نجليه.

 

يقول اللواء الدكتور علاء الدين عبدالمجيد، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق،أن معدلات الجريمة انخفضت خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الذي يسبقه، وهو ما يعكس نجاح أجهزة الأمن في مواجهة الجرائم الجنائية، من خلال القيام بحملات موسعة على بؤر الجريمة، وزيادة معدلات ضبط الجرائم، واستمرارها في مواجهة الخارجين عن القانون، مشيرًا إلى أن حوادث القتل في المناطق الشعبية، مثل منطقة المرج، خلال الفترة الأخيرة سببها زيادة نسب تعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن المخدرات تزيد المعدل في الرغبة لدى المتعاطي في القتل، وتسهل لديه العنف، وتدمر طريقة حكمه على الأمور.

وأضاف:" الجهل وعدم وجود الناصح الأمين، وانتشار المخدرات، العناصر المسببة للعنف بأشكاله المختلفة في المجتمع، ويمكن أن تصحبها البطالة، وبالتالي عدم وجود دخل ثابت لدى المدمن، في ظل وجود طموحات خاصة في بناء أسرة جديدة، أو الاستقرار في مسكن جديد، يشعره بالفقر والعجز الاقتصادي، وحينها يفكر في الانحراف والسرقة من أجل توفير الأموال، مستطردا:" لا بد من تطبيق عقوبات رادعة على الخارجين عن القانون، والعدالة غير الناجزة وتباطؤ درجات التقاضي أمام المحكمة تعد من ضمن الأسباب.

ولابد من سرعة تنفيذ الأحكام، والرقابة المشددة من قبل الأجهزة الأمنية لفرض القانون في الشارع المصري".

وأوضح الخبير الأمني:" إن معدل انخفاض الجريمة يسير تدريجيًا بالتوازي مع مسيرة التنمية على كل المستويات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو غيرها، وكلما تقدمت مصر خطوة في تلك المسيرة تراجعت خطوات في معدل الجريمة، مشيرًا إلى أن تطوير العشوائيات والعمل على رفع المستوى المعيشي لأهلها، أسهم كثيرًا في تحقيق هذا التراجع، الذي لم يأت محض الصدفة بل وفقًا لجهود عظيمة وخطط مدروسة آخرها خطة تطوير الريف المصري،التي يتبناها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.

وأشاد "علاء الدين" بالتعاون الذي تجده وزارة الداخلية من جانب المواطنين، والذى يدل على الإدراك الواعي بأهمية تعاون الشعب مع الشرطة لحماية المجتمع من كل ما يشكل جريمة تستهدف أمنه واستقراره، وهو ما يخدم في النهاية فكرة انخفاض معدل الجريمة.

أستاذ علم اجتماع: ظواهر فردية ولابد من التوعية المجتمعية

الأهالى: الداخلية قضت على أباطرة الكيف.. و«المحليات» لا تشعر بنا

قالت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع والكتابة والأديبة، إن منطقة المرج تعتبر من المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تكون بها الخلافات والاحتكاك أقوي وأزيد من الأماكن التي تميل للهدوء وتحوي قاعدة سكانية أقل، وأشارت "خضر" إلى أن حالات القتل أو الجرائم التي حدثت في تلك المنطقة بالأخص حالات فردية ولا تمثل ظاهرة وتجدها في كل الأماكن ولا تختص بمكان دون غيره، ولكن كما قلنا إن المناطق ذات الكثافات العالية تجد فيها الجرائم أكبر من المناطق الأقل سكانا.

وأكملت أستاذ علم الاجتماع أن زيادة معدلات الجريمة في المناطق ذات الكثافات السكانية العالية كمنطقة المرج محل التحليل الاجتماعي، تكون بسبب زيادة انتشار المواد المخدرة في تلك الأماكن، وكذا التفكك والتباعد الأسري والانحدار الثقافي في تلك المناطق وضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدين، فالمجتمع الآن يترنح ما بين الإفراط أو التفريط فإما تشدد واهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما تفريط وبعد عن الدين، كما أن هناك الكثير من الأخطاء التي تحدث في التربية، فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية وغياب دور الآباء في التربية وانشغالهم بالحياة المادية ومحاولة توفير متطلبات الحياة وإهمال الإشباع العاطفي للأبناء، كما أن أخطاء التربية تقود إلى جيلمنحر، فضلا عن تقليد مشاهد العنف والبلطجة في الأفلام والمسلسلات، وكذلك البطالة والفقر والضغوط الاقتصادية التي تلعب دورًا أساسيًا في زيادة معدلات الجريمة والجهل، فكلما ارتقى المستوى الثقافي والتعليمي في المجتمع قلت معدلات الجريمة، بينما انتشار الجهل وغياب الوعي يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.

ولإيجاد الحلول لتلك الأزمة شددت الاستشارية الاجتماعية على ضرورة ما يسمي بالتصالح النفسي بين الشخص ونفسه، وكذا ناشدة بضرورة توجيه الحملات الأمنية والقضاء على البؤر الإجرامية من بائعي المواد المخدرة التي تمثل سموم تدخل إلى عقول الشباب فتدمره وتحوله إلى آلة منزوع الشعور فيقوم بارتكاب الجريمة دون علمه بما فعل، وطالبت الكاتبة والأديبة بمحاولات إزالة التصدعات والتفككات الأسرية.

التي باتت ظاهرة قوية في الآونة الأخيرة والتي تمثل أحد أهم عنصري زيادة معدلات الجريمة بالتساوي مع المواد المخدرة، وكذا لا بد من التوعية المجتمعية والإعلامية وتفعيل الرقابة على المادة المعروضة في الأفلام والمسلسلات وإزالة الجوانب التي تحض على أعمال العنف والبلطجة وكذا تفعيل دور العبادة والأماكن الرياضية يعظم الوعي لدي الشباب.

وفي النهاية وجهت أستاذ علم الاجتماع رسالة إلى الأهالي بضرورة متابعة الأبناء متابعة دورية وعدم تركهم للمشكلات أو الانطوائية ومشاركتهم مشكلاتهم والمساهمة في حلها لخلق روح ودوافع جديدة له تمكنه من مواصلة الحياة وعدم الانصياع للشيطان وأصدقاء السوء وشراء المواد المخدرة واستباحة ارتكاب الجرائم.