عندما تمتزج الألوان مع بعضها البعض وتسبح الفرشاة فى سماء الطبيعة لكى تصور لنا عملا فنيا يرصد جمال التعبير والمشاعر التى تتحقق من خلال استعادة الأحاسيس بالتخيل والتعبير عنها، هذا ما يفعله الفنان التشكيلى بإحساسه وأسلوبه الخاص لتوقظه الألوان، مثلما يتعامل الملحن أيضا مع النوتة الموسيقية ليعزف لنا مقطوعة موسيقية تسكنها القلوب.
قدم الفنان والروائى عبدالعزيز السماحي، فى معرضه الخاص الذى افتتح الخميس الماضى تحت عنوان «نساء مصر.. روح مصر» بقاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون الذى يستمر حتى ١٥ أكتوبر الجاري، أكثر من ٤٠ لوحة فنية منفذة كلها بخامة ألوان الزيت على الكانفاس والخشب، والأعمال كلها عن المرأة المصرية التى تمثل جزءا أصيلا من القيم التراثية والروح المصرية التى ورثناها من الوالدين، والمكان، والزمان، وإعادة طرحها للجمهور، مضيفا أن المرأة المصرية تستحق أن يُفرد لها مساحات واسعة من الإبداع كقيمة أثرت الحياة فى هذا البلد العريق.
وعن اختيار عنوان المعرض بهذا الاسم «نساء مصر.. روح مصر» فقال الفنان: إن هذا الاسم جاء ليلقى الضوء من خلال ريشته على قيمة إنسانية كبرى فى حياة البشر بشكل عام وفى مصر بشكل خاص ألا وهى المرأة التى تسكن روح مصر وتعتبر جزءًا أصيلا منها.
اختار الفنان المرأة كعنصر أساسى فى كل اللوحات، لأن فكرة الموضوع عن نساء مصر تحديدا ومن الطبيعى أن تكون المرأة عنصرا أساسيا فى اللوحة وبطلة رئيسية لكل اللوحات سواء كانت تسكن الريف أو البادية أو الجنوب أو الساحل، مضيفا أن المرأة العصرية لها دور واضح أيضا فى معرضه فلا ينبغى أن ينقطع تواصل الأجيال ولا ينبغى أن تظل الأفكار الفنية جامدة عند نقطة واحدة بل تستلهم من الماضى لتستشرف المستقبل وتنطلق نحو آفاق أرحب.
يوجه السماحى رسالته للجمهور من خلال هذه اللوحات لكى يحرص على استعادة الروح المصرية الرائعة المتجسدة فى شخصية المرأة وإزالة الصدأ عن الأفكار العظيمة والتراث المهدور وإعادة التركيز على القيم الإنسانية والاجتماعية النبيلة التى فقدناها فى السنوات السابقة.
