الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

جمال الغيطاني يروي تاريخ القهوة في مصر

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين المصريين والقهوة إرث كبير وتاريخ طويل بدأ في القرن السادس عشر الميلادي، وسرد الأديب جمال الغيطاني بداية عشق المصريين لـ«الكيف الحلال» في كتابه «ملامح القاهرة في ألف عام».
ويحتفل العالم في اليوم الأول من أكتوبر بذكرى اليوم العالمي للقهوة، وعن بداية تعرف المصريين بذلك المشروب يقول «الغيطاني»: «منذ أن اتسعت القاهرة ولم تعد الحياة قاصرة فيها على الخلفاء الفاطميين وحاشيتهم، ولا شك أن المقهى كان موجودا بشكل مختلف عما نعرفه الآن، القهوة التى استمد منه المكان اسمه لم تدخل مصر إلا في القرن السادس عشر الميلادي، وقيل إن أول من اهتدى إليها هو أبو بكر بن عبد الله المعروف بـ«العيدروس»، كان يمر في سياحته بشجر البن فاقتات من ثمره حين رآه متروكا مع كثرته، فوجد فيه تجفيفا للدماغ واجتلابا للسهر، وتنشيطا للعبادة، فاتخذه طعاما، وشرابا، وأرشد أتباعه إليه، ثم وصل أبو بكر إلى مصر سنة ٩٠٥ هجرية، وهكذا أدخل الصوفية شراب القهوة إلى مصر، واختلف الناس حول هذا المشروب الجديد، هل هو حرام أم حلال؟».
وأضاف «الغيطاني»: «حرم البعض القهوة لما رأوه فيها من ضرر، وخالفهم آخرون ومنهم المتصوفة وفى سنة ١٠٣٧ هجرية، زار القاهرة الرحالة المغربى أبو بكر العياشى، ووصف مجالس شرب القهوة في البيوت، وفى الأماكن المخصصة لها».
وأوضح الغيطانى «في مطلع القرن العاشر الهجرى حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها، وانتشرت في القاهرة الأماكن التى تقدمها، وأطلق عليها اسم المقاهي، ويبدو لنا أن هذه الأماكن كانت موجودة من قبل ذلك بمئات السنين، ولكن لم يطلق اسم المقاهى لأن القهوة نفسها لم تكن دخلت إلى مصر».
ونقل الأديب جمال الغيطانى في «ملامح القاهرة في ألف عام» عن المستشرق الإنجليزي إدوارد وليم لين، الذى ألف كتاب «المصريون المحدثون»، وصفه لمقاهى القاهرة في القرن التاسع عشر، قائلا «يقدم القهوجى القهوة بخمسة فضة للفنجان الواحد، أو عشرة فضة للبكرج الصغير الذى يسع ثلاثة فناجين أو أربعة».
وتابع «الغيطاني»: «في بداية القرن التاسع عشر كانت القهوة تقدم في «بكرج» موضوع على جمر في وعاء من الفضة والنحاس يسمى «عازقي»، ويعلق هذا الوعاء في ثلاث سلاسل، ويقدم الخادم القهوة ممسكا أسفل الطرف بين الإبهام والسبابة، وعندما يتناول الفنجان والطرف يستعمل كلتا يديه واضعا شماله تحت يمينه، وتستعمل مجمرة تسمى «منقدا» من النحاس المبيض بالقصدير، ويحرق فيها البخور أحيانا، وكانت القهوة يضاف إليها أحيانا الحبهان، أو المصطكا، أما الأغنياء فكانوا يضيفون إليها العنبر».