الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الإيزيدية سلوى تروى قصة اختطافها واغتصابها من قبل "داعش"

سلوى التي كانت مختطفة
سلوى التي كانت مختطفة من قبل داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمكنت الإيزيدية سلوى مراد، البالغة من العمر 21 عاما، من الفرار من عناصر تنظيم "داعش" في منطقة الباغوز في شرق سوريا، وذلك بمساعدة طفلين عراقيين.
وتنحدر سلوى من مدينة سنجار في شمال العراق، وكانت من بين الكثير ممن وقعوا ضحايا تنظيم "داعش"، حيث خطفت مع والدتها وشقيقتها الصغرى وأخيها البالغ من العمر 12 عاما، بعد إخفاء زوجها.
وبعد فرارها من الباغوز، شقت سلوى، المتشحة بالسواد، طريقها نحو قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الذين كانوا يدققون في هويات الأشخاص الخارجين من هذه المنطقة المحاصرة، لتعرّف عن نفسها بأنها كانت مختطفة إيزيدية لدى داعش.
وذكرت قناة "السومرية" العراقية، السبت، أن سلوى روت قصة اختطافها واغتصابها من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، بصوت حزين مثقل بالهموم والألم، وقالت:"خطفني عناصر التنظيم، وباعوني في أسواق للسبايا بمدينة الموصل في شمال العراق، حيث فرزوا النسوة حسب أعمارهن، ثم فُصلت المتزوجات عن الفتيات، ومن معها طفل عن التي ليس لديها أطفال، واشتراني مقاتل عراقي".
وتتذكر سلوى تلك الأيام والظروف العصيبة التي مرت بها خلال السنوات الخمس الماضية، حيث نُقلت من سنجار إلى تلعفر، ثم الموصل، ومنها إلى مدينة الرقة في شمال سوريا، وأجبرت على ممارسة أمور، وكشفت أنها تعرضت للاغتصاب مرات عدة، وأضافت "لن أنسى تلك اللحظات ما حييت، كنت إحدى السبايا، يبادلني قادة التنظيم بين بعضهم بعضًا، كانت هناك مزادات على موقع التليجرام الاجتماعي، وغرف مغلقة على تطبيق واتساب، رغم أنها متزوجة".
وتابعت " والدتي وشقيقتي وأخي الصغير اختطفوا وتمكن أبي وأخي الآخر من الفرار، وهم يعيشيون في أربيل بإقليم كردستان العراق، أما أختي المختطفة، فشاهدتها مرة واحدة قبل ثلاثة أعوام بالرقة، من بعدها اختفى أثرها"، موضحة انها لا تعلم شيئا عن مصير زوجها أو عائلتها منذ اختطافهم.
وأوضحت سلوى أنها تمكنت من الفرار من قبضة مسلح داعشي كان ينحدر من طاجيكستان، وذلك بمساعدة وشجاعة طفلين عراقيين من مدينة صلاح الدين في شمال العراق، كانا قد تم اختطافهما على يد التنظيم الإرهابي.
وأشارت إلى أن الطفلين العراقيين ادعيا أنها والدتهما، وبعد خروج المحاصرين الأربعاء الماضي من منطقة الباغوز، سارت معهما نحو تلة في أطراف الباغوز، حيث تقف السيارات التي أقلتهم نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية.
وأضافت سلوى "كي لا يفتضح أمري، ذهب الأخ الأصغر وصعد إلى السيارة، وبقي الأكبر برفقتي، عندما كان يسأل الدواعش من معك، كان يجيب إنها والدتي وهي مريضة، وهكذا تمكنا من الهرب".
ومن جانبهما، روى الأخوان العراقيان صهيب ومنيب، كيف عرضا على المسلح الطاجيكي، الذي كان يختطف سلوى، مبلغا من المال لقاء السماح لها بالفرار، وقال صهيب 16 سنة:"دفعنا له 3 آلاف دولار، لكنه رفض، وبعد خروجه وانشغاله بالقتال وأثناء خروج آلاف المحاصرين، ذهبنا إلى منزله وأخرجنا سلوى، ومشينا باتجاه التلة، ولو طلب أحدهم البطاقات الشخصية، كان سيفتضح أمرنا".
وخرج مئات الأشخاص المحاصرين بالباغوز مساء الأربعاء الموافق 6 مارس من هذا الجيب الداعشي في شرق سوريا، من بينهم 11 طفلا إيزيديا كانوا محتجزين لدى عناصر التنظيم، تمكنوا من الفرار.
وفي الأيام الأخيرة، أبطأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، وتيرة عملياتها العسكرية ضد داعش في آخر جيب تابع له في شرق سوريا، وهو منطقة الباغوز، لإجلاء الراغبين في الخروج، ومنذ الأحد 3 مارس، خرج أكثر من 7 آلاف شخص من المنطقة، معظمهم من عائلات التنظيم.
يذكر أنه في الثالث من أغسطس عام 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، مدينة سنجار في شمال العراق، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق الإيزيديين، وهم لهم معتقدات غير مألوفة، ويطلق عليهم البعض"عبدة الشيطان"، واقتاد التنظيم العشرات من النساء والفتيات الإيزيديات، سبايا لعناصره، في حين لم يتحدد مصير المئات من الرجال والشباب الإيزيدين، وحسب مصادر إيزيدية، هناك أكثر من 500 فتاة وامرأة إيزيدية لا يزلن رهينات ومختطفات لدى التنظيم يرجح أن يكن في منطقة الباغوز.
وفي 24 فبراير الماضي، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن وحدة من القوات البريطانية الخاصة عثرت أثناء هجومها على آخر معقل لتنظيم داعش في الباغوز، على 50 رأسا مقطوعة لفتيات أيزيديات، ملقاة في صناديق قمامة، وذلك بعد اختطافهن على أيدي مسلحي التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله:"قسوة المتطرفين لا تعرف أي حدود، لقد قاموا بذبح هؤلاء النساء البائسات بكل جبن وتركوا رؤوسهن المقطوعة وراءهم لكي نجدها نحن، لا يمكن لأي إنسان طبيعي فهم الدافع لمثل هذا الفعل المقزز".