الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

بعد خروج عهد التميمي.. ثلاثة كتب تروي قصص الأسيرات الفلسطينيات

عهد التميمي
عهد التميمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صور من الألم والمعاناة وكذلك النضال والكفاح للدفاع عن أراضيهم المحتلة، حمل الأسرى عذابهم بين الضلوع وفي الصدور، فلقد لعبت المرأة الفلسطينية دورًا مهمًا في مقاومة إسرائيل منذ بداية احتلال الأراضي الفلسطينية، فلم تدخر جهدًا من أجل تحرير أرضها المسلوبة، وقد بدأ الاحتلال باعتقال الفلسطينيات في ستينيات القرن العشرين، حيث شهدت الفترة من 1968 إلى 1976 أكبر حملة اعتقال للنساء الفلسطينيات، وشكّلت أعوام 1968 و1969 سنوات قاسية جدًا في تاريخ الحركة النسائية، وما إن سنحت لهم الفرصة حتى عبّروا عنها بالقلم.
بين هؤلاء تأتى الطفلة الفلسطينية عهد التميمي والذي تبلغ 17عاما، أيقونة المقاومة الفلسطينية، والتي أفرجت عنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الأحد، ووالدتها ناريمان، بعد أن ظلت 8 أشهر في السجن الإسرائيلي؛ وتستعرض "البوابة نيوز" ثلاثة كتب تروي قصص الأسيرات الفسطينيات في سجون المحتل الإسرائيلي:-

"أصوات اخترقت القضبان"
صدر الكتاب عن منظمة نسوية فلسطينية ويتضمن روايات شفوية لتجارب 73 سيدة اعتقلن في السجون الإسرائيلية خلال سنوات الستينات والسبعينات والثمانينيات، ويحمل الكتاب الذي أصدرت منظمة طاقم شئون المرأة اسم "أصوات اخترقت القضبان"، ويتألف من 520 صفحة من القطع المتوسط.
ويتضمن الكتاب لهجة كل أسيرة والسيرة الذاتية لهن وتجربتهن النضالية وكيفية اعتقالهن ومرحلة التحقيق وأساليبه وأساليب التعذيب تتحدث المعتقلات في روايتهن عن الحياة داخل السجن ومرحلة الإفراج عنهن، وما واجههن بعد خروجهن من السجن، وتبوح كل منهما في الكتاب بكل ما تعرضت له خلال التحقيق من ضرب وتعذيب والتنقل بين سجن وأخر وعلاقتها بزميلاتها في السجن والسجانات.

"ثمنا للشمس"
سلطت المناضلة المحررة والكاتبة عائشة عودة في كتابها والذي كتبته بعد خروجها بعنوان "ثمنا للشمس" الصادر عن المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية "مواطن" في رام الله، وهو الثاني لها بعد "أحلام بالحرية" الذي دونت فيه تجربة الاستجواب الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون وهي من وجهة نظرها الأكثر صعوبة وقسوة، وتناول صمود الأسيرات الفلسطينيات، وكيف تعاملنَ مع الظروف القاسية، وتكيفهن وهنَّ يقرعن جدران الخزان، يدافعن عن قضيتهنَّ ويؤكدن وجودهن، وعندما تنسمن الحرية وسط الأهل والأقارب ورفقاء السلاح، حيث في السجن تصبح الأشياء الصغيرة عالما مستقل، وما تناولته الكاتبة عن كل تفاصيها المتعلقة وقصص الحب من وراء القضبان خاصة حكاية الفدائي "عبدالسلام" الذي أحبته أو كما تقول "ومضة في لحظة التقاء العيون"، وكيف استقبلت استشهاده بالأردن.
وتروي "عودة" تفاصيل أول مواجهة جسدية مع سجينة إسرائيلية التي مدت يدها من الطاقة لتقذفنا بالأوساخ فالتقطتها "عزية وزوز" لتبدأ الإسرائيلية بالصراخ وطلب النجدة وتتوسل "أستطيع كسر يدك الآن وحتى رأسك” هزت رأسها موافقة وهي تتذلل وتطلب إفلات يدها، كان لهذه الحادثة كما تقول انقلابا في سلوك الفتاة تجاهنا 180 درجة؛ ففي اليوم الثاني جاءت تعتذر وتطلب الغفران وادعت أن رئيسة السجينات الإسرائيليات هي التي طلبت منها أن تقذف السجينات الفلسطينيات بالقاذورات..

"حفلة لثائرة.. فلسطينيات يكتبن الحياة"
حينما خرجت الراوية إلى الساحة لتقف تحت قطرات المطر الأولى توهجت لغتها فقالت" لامست قطرات المطر روحي قبل أن تبلل جسدي، وبدأت الورود تتفتح بداخلي. اشتدّ هطول المطر، بدأت بالركض لأجد نفسي خارج حدود الزمان والمكان، ثم سمعت وقع خطوات وراءها وبدأن يركضن جميعًا ويحلقنَ بفرح طفولي حتى تحررنَ من سطوة المكان المغلق، وأصبحنَ أكثر حرية من السجّانة التي شعرت لحظتها بأنها السجينة الوحيدة رغم امتلاكها مفاتيح الأبواب الخارجية، وهنَّ الطليقات رغم أنهن محكومات مدى الحياة! أما الإبداع لهذه القصة فيكمن في تصوير البراعم الجميلة التي نمتْ، وتفتحت وتشامخت حتى اخترقت الشبك لتشعر بحريتها في الفضاء الجديد الذي لا تسوّره القيود، ولا تخنقهُ الأسلاك الشائكة ".
وتعتبر قصة "رقصة المطر" لمَي الغُصين وهي قصة قصيرة، وتصعيد درامي ملموس، ونهاية فنية تتحول فيها السجّانة إلى مجرد سجينة، وكتبت بضمير المتكلم التي تسرد لنا حكايتها بشغف واضح حينما تقول "تلمس قطرات المطر وجهي، أستنشق رائحتها، كم هي زكية رائحة التراب المبتل بالمطر! تلعب الذاكرة لعبتها فتأخذني إلى أيام مضت" ثم تذهب إلى وصف السجن وصفًا دقيقًا غرفة المراقبة التي تجلس فيها السجّانة لتراقب السجينات دون أن يرفّ لها جفن، أما أعلى في الخارج فسياج قد وضع لكي يمنع السجينات من التحليق أو ليحجب أشعة الشمس من الوصول.

اشتركت الكاتبة والشاعرة روز شوملي بنصين في هذا الكتاب، الأول يحمل عنوان "عودة منقوصة" وهي قصة إخبارية بأسلوب أدبي متميز وهذا ما يتضح منذ الجملة الاستهلالية التي تقول فيها: "ربع قرن مر، وأنا أحمل قذى الغربة مثل عصا تجلدني ولا تكتفي" وحينما تقرر العودة لزيارة أهلها ووطنها الذي حُرمت منه على مدى 23 سنة يموت والدها قبل وصولها بيومين فتؤجل أمها موعد الدفن، وتصل ما انقطع بينهما يتوجب عليها المغادرة لتصبح هذه العودة منقوصة، أما النص الثاني فهو "يوميات من حصار رام الله" أوضحت لنا تأثيرات الحصار على أسرتها التي انتقلت إلى المقاطعة وهي مقرّ الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي صمد بوجه الحصار وخرج منتصرا.