الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

طقوس خاصة للخلفاء والسلاطين في العيد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طقوس ومظاهر احتفالية خاصة دومًا كانت ترافق احتفالات الشعوب الإسلامية بالعيد، ففى العصور الإسلامية المبكرة، كان الخليفة يخرج لصلاة العيد برفقة وزرائه وكبار رجال دولته، وبعدها يطوف بالجند، ويتلقى التهانى من الناس فى الطرقات، وبعد عودته إلى قصر الملك يستقبل وفود المهنئين من علماء وفقهاء.. إلخ، وتقام الاحتفالات التى يتبارى فيها المغنيون والشعراء.
عدا ذلك شهدت الأعياد خاصة عيد الفطر أحداثًا كبيرة، حيث أعقبت بعض الحروب التى خاضها المسلمون فى شهر رمضان المبارك، فيأتى العيد ليمثل مناسة للفرحة والانتصار أيضًا، ومن ذلك ما حدث فى رمضان عام ٩٢ هجرية، حينما تمكن طارق بن زياد من السيطرة على شمال الأندلس وصادف ذلك قدوم عيد الفطر فتفاءل الجند، وأخذوا يرددون تكبيرات العيد بحماسة زائدة. 
أيضًا تولى الظاهر برقوق حكم مصر فى نهاية رمضان، وحينما هل العيد الأول له فى السلطنة، فتح أبواب قصره للفقراء ووزع العطايا عليهم وسمح بإقامة الزينات فى القاهرة.
احتفالات متنوعة 
الاحتفالات بالعيد لم تقتصر على عصر دون آخر أو مدينة دون أخرى، ففى العصور الأموية والعباسية والفاطمية شهدت بغداد والقاهرة وغيرهما من المدن الإسلامية احتفالات متنوعة بالأعياد، حيث المساجد كانت تمتلئ بالمصلين، والطرقات بالبشر، والحدائق بالناس، وتزين قصور الخلفاء والوزراء بالزينات، ويرتدى الأهالى ملابس خاصة للاحتفال بالعيد منها «الطيالسة السوداء» تشبها بالخلفاء العباسيين، الذين اتخذوا السواد شعارًا لهم، وكان بعضهم يتخذ بدل العمائم قلانس طويلة مصنوعة من القصب والورق مجللة بالسواد، ويلبسون بدل الدروع كتب عليها «فسيكفيكم الله وهو السميع العليم».
أما الخلفاء فكانوا يجذلون العطايا للناس ويقيمون الموائد لهم، كما كانوا يستغلون مناسبة العيد، لتوجيه رسائل سياسية، فيخرج الخليفة بولى عهده ليعتاد الناس على فكرة توليته لأمور الناس من بعد أبيه، مثلما حدث فى عصر الخليفة العباسى المأمون، الذى ألح على ولى عهده، وهو على بن موسى الرضا، كى يظهر بتلك الطريقة التى رسمها كخليفة من أبناء العباس يولى إمامًا علويًا خليفة له، وهذا كان مستغربًا، وعندما رفض على بن موسى الخروج أعاده الخليفة المأمون إلى حيث يريد.
توزيع الفطرة 
أيضًا عمد الخلفاء عامة والفاطميون خاصة، للاحتفال بعيد الفطر، حيث كانوا يوزعون فيه العطايا من توزيع الفطرة والكسوة وعمل الموائد.. إلخ، كما اتخذ الفاطميون فى القصر بابًا أطلقوا عليه «باب العيد»، لأن الخليفة كان يخرج منه فى يوم العيد لصلاة العيد.