الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مفكر إيطالي يقدم روشتة للمصريين: "كيف تكتب تاريخك"

المؤرخ الإيطالي جوليو
المؤرخ الإيطالي جوليو تشيبوللوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ المؤرخ الإيطالي جوليو تشيبوللوني كلمته خلال لقاءه الفكرى الذي عقد بقاعة عبد الرحمن الشرقاوي "شخصية المعرض" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49، وذلك بحضور الدكتور محمود الشيخ أستاذ فقه اللغة في جامعة فلورنسا، والدكتور والمترجم حسين محمود استاذ اللغة الإيطالية وأدابها وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر.

بدأ المورخ والمفكر جوليو تشيبوللوني حديثه بتوجيه الشكر للقائمين على المعرض، والدكتور هيثم الحاج علي رئيس المعرض ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، معربًا عن سعادته بتلقي الدعوة للمشاركة بهذا الحدث الثقافي الضخم كواحد من أهم الأحداث الكبرى في عالم النشر.

وأعرب عن أسفه لعدم قدرته على التحدث باللغة العربية واصفًا إياها باللغة الجميلة وأطيافها الثرية، مشيرًا إلى عدم قدرته على فهم الخطوط العديدة والقوالب الجميلة التي تجعل من أبجديه اللغة العربية " هندسة إلهية" أو كما يقول ابن مقلة.
وأوضح المؤرخ الإيطالي أن القراءة المتأنية للأحداث المعاصرة تقودنا للتفكير في الأسباب العميقة التي تدعمها وتغذيها، وأحد هذه الأسباب، والتي لها وزن حاسم، يأتي من الواقع الثقافي لتصور الأخر المختلف عن الجماعة، والذي يستقى من الإرث التاريخي دعمه وتغذيته.

وعن الكتاب الذي كتبه "الأسير" وهو قيد الترجمة أشار الى أن غنى اللغة العربية يعتمد على قراءة وتصنيف موضوعي لوقائع التسامح والتعايش، المتفرقة في حوالي 40 الف سجل وثائقي خاص بالبابوية " من القرن الحادي عشر وحتى الثالث عشر الميلادي أي من القرن الخامس حتى السابع الهجري، بالإضافة إلى المراسلات المباشرة والغير مباشرة من أمراء المسلمين، وأنه قام بكتابة "الأسير " بعد 30 عامًا من البحث والدراسة في تلك السجلات المحفوظة، وشدد على أنه من الضروري إيجاد نهج جديد في التاريخ وعلمه مؤكدًا أن ما وجده في خطابات الباباوات، وكذلك مؤرخي الحروب الصليبية يعزي نجاحه إلى تدبير إلهي " كما يعزي الفشل إلى ارتكاب الخطايا،وعدم إيمان البشر بإرادة الله
ولفت إلى أن كتابات عماد الدين الأصفهاني في الفترة من 519-597 هجرية ) لا تنحرف عن هذه التفسيرات للوقائع الجدلية الفكرية والممارسة العملية للحرب بين النصاري والمسلمين، مضيفًا أنه من المهم أن نذكر الكتاب الشهير لعماد الدين نفسه الذي كتبه عن فتح صلاح الدين الايوبي لسوريا وفلسطين.
وأكد أن جميع الوثائق والمراسلات سواءً من جانب المسيحيين أو المسلمين فالاثنان استخدما نفس المصطلحات واستخدما الدين كذريعة لشن الحرب ضد بعضهم البعض، فما يحدث بالأمس يحدث اليوم وسيحدث غدًا، متابعًا أن دراسة هذه الفترة من التاريخ أمر ضروري لمواجهة الصراع بين الغرب والشرق.
وأضاف جوليو أن المؤرخ يجب أن يضع نفسه في خدمة الحقيقة التاريخية، ولا يقتصر على خدمة مصالح الجماعة التي ينتمي اليها ثقافيا، وهو ما يعتبر الانفتاح بطريقة شاملة لقراءة مصادر الجماعات الثقافية الأخرى في الحوادث التاريخية ذاتها، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم هو فرصة المنهجية التاريخية الجديدة والضرورة الملحة إليها والتي من شانها أن تحملنا إلى حقيقة تاريخية مشتركة يمكن تقاسمها مع الآخر.
وأوضح أن هذه المنهجية تقاس على نوايا المؤرخ وحريته الداخلية والفرصة لقراءة التاريخ وإعادة قراءته كاملًا ومن ثم اعادة كتابته كاملًا، فنحن بحاجة إلى تبادل المصادر التي تسمح بقراءة كاملة
وقال: يجب على كتاب التاريخ الحديث من المسلمين مواجهة ديناميكيات التطور الحديث في صياغة التاريخ، ووضع الحقيقة التاريخية، والانفتاح بطريقة شاملة في حوادث التاريخ ذاتها وهذا هو السبيل الوحيد لتجنب كتب الكراهية؛ ﻷنه وصل إلى منهجية تاريخية جديدة تحملنا الى حقيقة مشتركة تتبادل مع الآخر لتسمح بقراءة كاملة وشاملة للتعمق بكل ما تحتويه هذه القراءات.