الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بسبب سوء التخزين.. 40% من السلع الغذائية تتعرض للتلف.. و15% من الحبوب مصيرها الهدر.. ومصر تسعى للاستفادة من الخبرات الأوكرانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقعت شركة أوكرانية اتفاقًا مع الفاو "منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة" خلال الأسبوع الجاري، يقضي بمساعدة مصر في زيادة كفاءة عمليات تخزين ونقل الحبوب، خاصة أن مصر من أكبر الدول المُستهلكة للحبوب عالميًا. 
وكانت شركة نيبولون الأوكرانية مذكرة تعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في القاهرة، بهدف زيادة كفاءة عمليات التخزين والنقل للشركات المصرية العاملة في إنتاج الحبوب، وذلك وفقًا لموقع UkrAgroConsult المتخصص في الشأن الزراعي. 
ويرى الخبراء، أن هذا الاتفاق يسهم في توسيع القاعدة الاستراتيجية التخزينية المصرية، علاوة على خفض حجم الهدر الذي يحدث في محاصيل الحبوب "القمح – الأرز – الذرة"، خاصة وأن مصر تفقد جزءا كبيرًا من الحبوب بسبب عمليات التخزين. 
وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في إفريقيا، حيث يصل إجمالي استيرادها إلى نحو 10 ملايين طن، علاوة على استيرادها ذرة بنحو ملياري دولار سنويًا، ويضيع كثير من هذه الحبوب بسبب عمليات التخزين، غير الصالحة. 
وأشار تقرير صحفي إلى أن إجمالي الهدر من حبوب القمح وحدها يصل إلى 30% من إجمالي القمح المُخزن، بما يكلف الدولة نحو 2،5 مليار جنيه سنويًا، وذلك نتيجة تعرض القمح إلى الحشرات والقوارض، ما يتسبب في تلفه أو انخفاض قيمته الغذائية وارتفاع نسبة الرماد في الدقيق الناتج من طحن القمح، بنسب تزيد كثيرًا عن النسب العالمية.
وتقضى مذكرة التعاون بأن تشارك شركة "نيبولون" معرفتها وخبراتها من خلال الفعاليات والاجتماعات المشتركة التي تنظمها الفاو بشأن تخزين الحبوب واللوجستيات والنقل، وعلاوة على ذلك، ستشارك الشركة في التدريبات الصناعية في كل من مصر لتحسين عمليات تخزين الحبوب واللوجستيات للعاملين في القطاع من الشباب، وتحسين الالتزام بالمعايير الدولية لأخذ عينات من الحبوب لتحليلها في مصر"، وفقًا للمدير العام المساعد لمنظمة الفاو بمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد.
ويقول: "يعد هذا الاتفاق خطوة مهمة أخرى تهدف إلى تكثيف الجهود لتوسيع أنشطة المنظمة للقضاء على الجوع وتحسين الأمن الغذائي في المنطقة".
وأضاف أن "هناك إمكانية للتحسن، ولكن هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة لتحسين عمليات تخزين الحبوب ونقلها، وأخذ العينات وتحليلها، حتى يستفيد شعب مصر والدول المجاورة لها". 
من جانبه، يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة والخبير الراعي، إن مصر تفقد نحو 15% من الحبوب لديها، لافتًا إلى أن هذا رقم ضخم جدًا في دولة تعتمد بشكل أساسي على الحبوب في غذائها. 
ويضيف، أنه يمكن تقدير حجم الفاقد من الحبوب في مصر بنحو 3 ملايين طن سنويًا، مشيرًا إلى مصر تستهلك سنويًا نحو 35 مليون طن من حبوب "الأرز – القمح – الذرة".. موضحًا أن أهم أسباب هذه الفواقد هو سوء التداول في كل عمليات الحصاد والنقل والتخزين، ففي عمليات الحصاد نفسها يتم استخدام معدات يدوية تسمح بفاقد كبير، مقارنة بالتقنيات الحديثة، فضلًا عن عمليات النقل التي تتم بواسطة الجرارات وعربيات الكارو والتي تتسبب في عمليات هدر. 
ولكن أكثر العمليات التي تسبب هدرًا ضخمًا هي عملية التخزين، حيث يتم التخزين في أماكن غير صالحة ولا تتوافر فيها الاشتراطات الصحية السليمة للتخزين، فوزارة الزراع والبنك الزراعي ووزارة قطاع الأعمال العام ووزارة التموين مسئولين عن الشون الترابية التي يستخدموها في عمليات التخزين، والمزارعين يخزنون حبوبهم في أماكن غير جيدة التهوية، ناهيك عن استخدامهم مبيدات غير مصرح بها في عمليات التخزين مما يتسبب في تلف جزء كبير من المحاصيل. 
ويقول الخبير الزراعي، إن اتفاق الفاو والشركة الأوكرانية قد يصب في جهة أخرى وهي توسيع القاعدة التخزينية الاستراتيجية المصرية، فبدلًا من أن يكون التخزين لمدة 3 أشهر أو 6 أشهر على أقصى تقدير، من الممكن أن يصبح عام أو عامين، وبالتالي سيكون هام جدًا لمواجهة أي تغيرات في إنتاج الحبوب العالمي. 
علاوة على مساعدة مصر على توسيع قاعدتها التخزينية خاصة أن مصر على أعتاب فجوة غذائية بسبب زيادة عدد السكان الذي اقترب من الـ110 ملايين نسمة، وذلك مقارنة بثبات مساحتي الأرض المزروعة والمياه الصالحة للزراعة، وهو جزء من خطة طويلة الأمد تقول إن على مصر الاستعداد، يتابع جمال صيام. 
ويطالب الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصور، بضرورة تطوير منظومة التجارة الداخلية، وتحديث ورفع مستوى الخدمة في عمليات النقل وتخزينها، مضيفًا أن مصر تخسر نحو 40% من السلع بشكل عام نتيجة لسوء التداول والتخزين، وعدم وجود أدوات وأنماط لحفظ السلع بشكل جيد. 
ويلفت الشريف إلى مراكز التسوق الجديدة تعمل على تطوير التجارة الداخلية، ولكن يجب أن تنتشر في كل القرى والنجوع والمحافظات.