الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسائل روضة بئر العبد!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو الإعلام المصرى فاقدا للقدرة على التعلم من أخطائه، أو أنه اتخذ قرارا استراتيجيا بأن يظل حبيسا لما تبثه جماعات الإرهاب، وما تفرضه أجندة الإعلام الغربى من صياغات تقدم تفسيرا للحوادث الإرهابية يبتعد عن الموضوعية. بالأمس القريب رأيناه يلهث وراء معلومات مغلوطة بشأن معركة طريق الواحات، ويبرر خطأه باعتماده على وكالات أنباء ومحطات لها مصداقيتها العالمية، وإذا كان تأخر صدور بيانات صحفية حول أعداد الشهداء والمصابين فى تلك المعركة، قد تسبب فى حالة الارتباك التى سادت معظم وسائل الإعلام المصرية، فإن معالجتها - أى هذه الوسائل- لحادث تفجير مسجد قرية الروضة ببئر العبد وتقديمه كحادثة طائفية بين المسلمين السنة فى مصر، تكشف مدى الضعف والقصور فى الأداء المهني، وتفضح غياب الوعى بأهداف عمل إجرامى كهذا. بعد وقوع الحادث الإرهابى بساعات سارعت وسائل الإعلام الغربية إلى عنونته بأنه استهداف لمسجد صوفى وعقب ذلك وجدنا معظم الإعلام المصرى يردد هذا التوصيف الخبيث ويستدعى من الأرشيف بيانات سابقة لتنظيم داعش الإرهابى يهدد عبرها الطرق الصوفية فى شمال سيناء، وإمعانا فى تأكيد الطابع الطائفى للجريمة ذكرنا ببعض الحوادث التى تم خلالها استهداف مساجد أو شيوخ ينتمون للطرق الصوفية.
وللأسف تم تعميم فكرة أن فى مصر صراعا طائفيا بين المسلمين السنة وانبرى فى ذلك معظم الكتاب الذين لهم سوابق فى الانتماء للجماعات الإرهابية، وشاركهم فى هذا المنحى إعلاميو وضيوف فضائيات الإرهاب « مكملين. الشرق، العربى الجديد ،الوطن تى فى» وراحت قيادات جماعة الإخوان الإرهابية والمحسوبون عليهم من محللين وصحفيين تكرس ذات التصور فى كل لقاءاتهم عبر البرامج والنشرات الإخبارية.
بلا وعى اندفع الإعلام المصرى فى أغلبه ليسهم فى ترويج الفكرة وأصبحت معظم العناوين والمداخلات تصف مسجد الروضة بالصوفى دون إدراك بأن تدعيم هذا الاتجاه يستدعى فى ذهن القارئ الأجنبى عموما الحوادث التى استهدفت الكنائس المصرية ما يجعله يقتنع أن المجتمع المصرى بات مستعرا بنيران الفتن الدينية والمذهبية.
لم يلتفت أحد إلى أن الجريمة أعقبت كشف المخابرات المصرية عن أكبر شبكة تجسس صنعتها المخابرات التركية ومولتها دوحة الإرهاب، لتسهم إلى جانب أعمال التجسس وتخريب الاقتصاد الوطنى فى عملية إدارة وتمويل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التى شكلت ما سمى بحركتى لواء الثورة وحسم المسئولتين عن ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية.
الهدف من إعطاء الجريمة طابعا طائفيا تارة وثأريا بين الإرهابيين وقبيلة السواركة تارة أخرى إبعاد الأذهان عن المجرم الحقيقى القابع فى تركيا وقطر، لا سيما وأن مسجد الروضة هدف سهل لا يحتاج تفجيره وقتا طويلا للتدبير والتخطيط لا ينبغى لنا نسيان فتاوى أشهر قردة الإخوان الشهير بالقرداوى بقتل كل مصرى أيد ثورة ٣٠ يونيو.
الأمر يحتاج إلى مراجعة جادة من قبل المجلس الأعلى للإعلام خاصة وأن على رأسه العارف بدلالات الكلمات والأحرف مكرم محمد أحمد، والذى أدعوه لأن يضع قائمة بفضائيات الإرهاب المحظور على المصريين العمل فيها أو الظهور على شاشاتها كضيوف أو عبر مداخلات هاتفية ومنها قناة العرب الجديدة الكائنة فى لندن والتى عملت على استضافة سياسيين وكتاب وخبراء عسكريين يعملون كمستشارين بأكاديمية ناصر العسكرية فى أكبر عملية خداع إعلامى استراتيجى إن صح التعبير حيث تظهر فى ثوب المحايد أو الخائف على مستقبل مصر، رغم أنها تعتاش على أموال دوحة الإرهاب والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، وطالما استضافت سياسيين يدعون تبنى مسارات المعارضة الشرعية مقابل أموال طائلة أبرزهم على سبيل المثال شادى الغزالى حرب وخالد داوود رئيس حزب الدستور.
وعلى المجلس أن يضع عقوبات على كل صحفى أو إعلامى يعمل لدى تلك القنوات خاصة وأن نقابة الصحفيين لم تحرك ساكنا ضد أعضائها الذين يعملون لديها بتبجح وسفور على أن تمتد هذه العقوبات لأى شخصية عامة تظهر على شاشات الإرهاب بعد تسميتها فى قائمة رسمية.