الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"هيجل" مؤسس المثالية الألمانية

هيجل
هيجل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الفيلسوف الألماني "جورج فيلهلم فريدريش هيجل" أحد أهم الفلاسفة الألمان وأهم مؤسسي المثالية الألمانية في الفلسفة في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
وولد "هيجل" يوم 27 أغسطس 1770 في "توتغارت في المنطقة الجنوبية الغربية في ألمانيا، وعمل على تطوير المنهج الجدلي الذي أثبت من خلاله أن سير التاريخ والأفكار يتم بوجود الأطروحة ثم نقيضها ثم التوليف بينهما.
كان "هيجل" قارئا شغوفا منذ نعومة أظافره فقد تعلم الأبجدية اللاتينية في سن الخامسة وقرأ العديد من الكتب في سن المراهقة وكان ينسخ مقاطع طويلة مما يقرأ للكتاب الذين تأثر بهم مثل الشاعر "فريدريش جوتليب كلوبشتوك" وكتاب عصر التنوير مثل "إفرايم ليسينج" وكانت أطروحة "هيجل" للتخرج من المرحلة الثانوية بعنوان "حالة ركود الفن والمعرفة بتركيا".
وبعد أن أنهى "هيجل" دراسته الثانوية في مدينته الأصلية "شتوتجارت" أنتقل عام 1788 إلى مدينة "توبينجن" للالتحاق بكلية الإلهيات الشهيرة في جامعة "توبينجن" وهناك درس التاريخ وفقه اللغة الألمانية والرياضيات بصحبة صديقه "هولدرلين" الذي أصبح شاعرًا كبيرًا فيما بعد وصديقه الآخر "شيلينغ" الذي أصبح فيلسوف أيضًا وكان "هيغل" في هذه الفترة معجبًا بفلسفة "جان جاك روسو" و"إفرايم ليسينغ" وأراد "هيغل" أن يصبح فيلسوفًا شعبيًا من خلال تبسيط أفكار الفلاسفة الغامضة واتاحتها للجمهور.
عمل "هيجل" مدرسا خصوصيا لمدة ثلاث سنوات لدى أسرة أرستقراطية بعد حصوله على الشهادة اللاهوتية وفي هذه الفترة ألف "هيجل" كتابه الشهير الذي عُرف فيما بعد بعنوان "حياة يسوع" الذي كان عنوانه الأصلي "إيجابيات الدين المسيحي" وفي عام 1801 عمل "هيجل" محاضرًا متعاونًا في جامعة المدينة بعد أن قدّم أطروحة دكتوراه في علم الفلك في نفس العام نشر "هيجل" كتابه الأول بعنوان "الفرق بين فخته وشيلينج في النظام الفلسفي".
كان لكتابات "يعقوب بوهمه" الغامضة تأثير كبير على "هيغل" حيث رأى "بوهمه" أن هبوط الإنسان من الجنة مرحلة أساسية في تطور الفضاء الكوني وأن هذا التطور هو نتيجة إرادة الله لكمال الإدراك الذاتي. وظهرت الفلسفة الحديثة والثقافة والمجتمع في نظر "هيجل" عناصر مشحونة بالتناقضات والتوترات، فكان مشروع "هيجل" الفلسفي الرئيسي هو أَن يأْخذ هذه التناقضات والتوترات ويضعها في سياق وحدة عقلانية شاملة، وذَكَرَ ذلك في سياقات مختلفة تحت عنوان "الفكرة المطلقة" أَو"المعرفة المطلقة".
ومن بين كبار الفلاسفة يُعد "هيجل" أعصاهم على الفهم وأكثرهم تعقيدًا، ويقول "هيجل" عن فلسفته أنها احتوت الفلسفات السابقة جميعا فهو إمتداد وليس نشوءً جديدًا بل هو تفسير لما أراد من سبقه من الفلاسفة أن يقوله ولم تسعفهم التجربة الإنسانية في الاستدلال أو الإيضاح.
ترك هيجل ما يزيد على عشرين مجلدا نشرت بالألمانية عدة مرات وترجم معظمها إلى عدة لغات من بينها العربية التي نقل إليها بعض أعماله ومن أهمها "مدخل إلى علم الجمال" و"علم ظهور العقل" و"محاضرات في تاريخ الفلسفة " و"موسوعة العلوم الفلسفية" و"فنومينولوجيا الروح" و"أصول فلسفة الحق".
ورحل هيجل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر من عام 1831 بعد أن ترك لنا إرثا فلسفيا كبيرا يُعد مرجعًا مهمًا لدراسي الفلسفة وأساتذتها.