الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

رئيس "الاقتصادي الإفريقي": أمريكا الفائز الأكبر في القارة السمراء

واشطن تستضيف مؤتمر قمة من 13 إلى 16 يونيو

الدكتور محمد عبدالغفار
الدكتور محمد عبدالغفار رئيس المجلس الاقتصادى الإفريقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل يوم نفاجأ بأحداث ومؤتمرات ينبثق عنها اتفاقيات وتحالفات، وكان دائمًا الحاضر الأساسي فيها القارة الإفريقية.
ما طرح تساؤلا حول السر وراء توجه كل الدول الصناعية الكبرى نحو الشراكة مع إفريقيا، وما الجدوى التي تعود على القارة السمراء من هذه الشراكات.
الدكتور محمد عبدالغفار رئيس المجلس الاقتصادي الإفريقي، أجاب لـ«البوابة» عن هذا السؤال قائلًا: «العالم يسيطر عليه سباق محموم للسيطرة على الموارد الطبيعية وفرض الهيمنة على المناطق والأراضي الغنية بالموارد الطبيعية من معادن نفيسة وموارد للطاقة وأراض خصبة ووفرة للمياه، فى وقت مرت فيه البشرية بحروب وحشية للسيطرة على مقدرات الدول المسالمة التى كانت أقل نصيبا من التنمية، ولم يكن لها أي أهداف توسعية أو استعمارية ما جعلها تعيش حياة أقرب إلى الفطرة».
وأضاف: «كشفت لنا اكتشافات الحداثة العديد من الاختراعات واستخدامات جديدة للمواد الخام التى يذخر بها النصف الجنوبى للكرة الأرضية ما جعل الدول الإفريقية والآسيوية هى الضحية لهذا الطمع الإنسانى الذى سيطر على توجهات أهل الشمال للسيطرة على كل ما له قيمة بدول الجنوب فبدأت الحملات الاستعمارية، من أجل الحصول على ثروات العالم القديم منذ نهاية القرن السادس عشر باكتشاف البرتغال للأراضي الإفريقية وتبعهم الهولنديون ثم الألمان الذين ارتكبوا أيضًا أفظع الجرائم والذين لم يتوقف دورهم عند سلب ونهب ثروات القارة من ذهب وفحم ومعادن بل امتد أيضا لإجراء التجارب على البشر، وليس ذلك فحسب بل سمحوا لأنفسهم باتخاذ قرارات بإبادة مجموعات عرقية بأكملها بزعم تنقية العرق البشرى من بعض الصفات الوراثية غير اللائقة مثل إبادة القبائل من الأقزام أو من الأجناس التى بها بعض الصفات الوراثية السائدة، حتى وصل إلى قارتنا الإنجليز والفرنسيون والبلجيك فى الوقت الذى كان الصراع فيه على الإنتاج وتخفيض التكاليف فكان الهدف الأكبر، هو استخدام الزنوج كعبيد لمقابلة احتياجات التنمية فى دول الشمال من أمريكا وأوروبا وأيضًا مزارع القطن بالولايات الجنوبية مثل تيكساس وأيضًا دول أمريكا الجنوبية واستمر تجريف قارتنا الإفريقية من مواردها الطبيعية حتى منتصف القرن التاسع عشر حيث أصدر محمد على بيك الكبير فرمانا بمنع الرق وأرسل حامية للتصدى لقوافل النخاسين والجلابة بقيادة صاول بك وأقام حصنا عسكريا بالحدود بين كينيا وأوغندا الذى أصبح بطلا أسطوريا لدى مواطنى هذه المناطق لأنه حارب وكون منهم جيشا لحماية أبنائهم من الرق والعبودية، كما أرسل حملة أخرى لمناصرة الأقليات المستضعفة بالحبشة وتمركزت عند سفح الهضبة الإثيوبية الغربية بالقرب من الحدود السودانية الشرقية».
وأكد عبدالغفار، أن العالم سبق وتعرض للمجاعة، وكانت مصر هى الملجأ والملاذ للدول الصناعية وصاحبة التجارة الرائجة من القطن التى بنت من عوائد بيعه القاهرة الخديوية بكل ما نراه قائمًا حتى يومنا هذا من مظاهر ترف وتقدم، وأصبحت الهجرة إلى مصر هى الوجهة الأساسية لأصحاب المهن والصناعات الراقية والفنون الرفيعة حتى بدأت الحرب العالمية الأولى، ومن بعدها الكساد الكبير الذى أدى إلى الحرب العالمية الثانية بعد استقلال الولايات المتحدة الأمريكية من الاستعمار الإنجليزى وبعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية والتئام الاتحاد الفدرالى بين ولايات الشمال والجنوب بقيادة إبراهام لينكولن القائد المنتصر فى هذه الحرب من الأصول اللاتينية ولأن الحرب الأهلية بدأت بسبب أحكام قضائية من ولايات الشمال بإقرار الحرية لأحد الرقيق الموروث من الجد الثالث فكانت مشكلة الزنوج هى الشرارة التى حققت لأمريكا حريتها واتحادها».
وأوضح عبدالغفار أنه بعد انتهاء كل هذه الحروب أخذ العالم قرارات بعدم الاعتراف باستعمار الأراضى باعتبارها سياسات رجعية من العهد البائد يجب أن يتخلص منها البشر ونبذتها أرقى مؤسسات دولية مثلت التقدم الإنسانى، ومن حينها تحول الاستعمار لشكل جديد يعمل على السيطرة الاقتصادية على ثروات الدول التى لم تتقن الدرس. 
وتابع عبد الغفار: «تخلصت أمريكا من وصمة العار الخاصة باسترقاق الزنوج من الجنس الإفريقى ونسبتها إلى المملكة المتحدة باعتبار أنها كانت ترزح هى الأخرى تحت استعمار المملكة المتحدة، ونجد أن الدول الإفريقية تتقبل الشراكة الأمريكية الإفريقية وتبدى لها اهتماما أكبر من الشراكة الأوروبية الإفريقية، الملاحظ أن أمريكا بذلت مساعى جادة لتحقيق الشراكة الأمريكية الإفريقية وبدأت بسلسلة من المؤتمرات المتتالية فى دولة إثيوبيا تحمل اسم الشراكة الأمريكية الإفريقية والشراكة وتتوج هذه المساعى لمؤتمر قمة تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من ١٣ إلى ١٦ يونيو».
وفى هذا الصدد أكد رئيس دولة موزمبيق فيليب نيوسى على حضوره هذا المؤتمر المهم الذى سيعقد فى واشنطن العاصمة.
ما يذكر أنه أول رئيس إفريقى يؤكد على حضوره للمؤتمر، التى وجهت الدعوة إلى رؤساء الدول الإفريقية وكبار ممثلى الحكومات قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية لعام ٢٠١٧ وسيتم الإعلان عنها خلال الأسابيع القليلة المقبلة المؤدية إلى المؤتمر.
وأكد عبدالغفار أن دولة موزمبيق حرصت على حضور هذا المؤتمر لما حققته من معدلات تنمية مرتفعة على مستوى القارة تعتمد فيه على مجموعة من الثروات الطبيعية تتمثل فى أكبر كشوفات للغاز بجنوب القارة وما تزخر بها من ثروات معدنية نفيسة ومخزون ضخم من الفحم.
وتستهدف هذه القمة خلق شراكات جديدة مع مجتمع الأعمال الأمريكى من أجل تفعيل التجارة البينية بين الدول الإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية ذات السوق الضخمة والقوى الشرائية على مستوى العالم وأيضًا جذب الاستثمارات الأمريكية للفرص الواعدة والفريدة بالدول الإفريقية.