رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رمضان .. مذاق خاص واستعداد مبكر في السودان

رمضان فى السودان‎
رمضان فى السودان‎ - صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لشهر رمضان نكهتُه لدى المسلمين في كل الديار العربية والإسلامية، ولهذا الشهرِ الفضيل في السودان طعمٌ مميز آخَر، لا تجده في غيره من الشهور الأخرى، وأهل السودان لهم عاداتُهم في استقباله قبل مجيئه أولاً، وصيام أيامه حين يُطلُّ ببركته عليهم، وعادات في توديعه حين يشدُّ الرحال في الأيام الأخيرة.
وصرح مدير المراسم بوزارة الثقافة السودانية جابر محمد مكى، لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن لشهر رمضان مذاقا خاصا لدى كافة أفراد الشعب السوداني، فمن ضمن الاستعداد لهذا الشهر الكريم، تجهيز المشروبات التقليدية المفضلة لدى السودانيين والتي يأتي على رأسها مشروب ''الحلو مر'' الذي لا يخلو منه أي بيت سوداني، وسبب تسميته بذلك أنه ذو مذاقين فهو حلو ومر في ذات الوقت، فهو يتكون من الأعشاب الطبيعية التي ينعم بها السودان، ويضم خليطا من أكثر من ثمانية أعشاب تمزج مع دقيق الذرة ،وذلك بعد أن تكون الذرة قد أخذت طوراً جديداً تأخذ من خلاله طعماً مستساغاً، وذلك بصب الماء عليها وتجفيفها وطحنها، بعد ذلك يخلط هذا الدقيق مع الأعشاب بعد طحنها، ثم يعرض العجين للنار ليخرج في شكل لفافات، حيث تبل هذه اللفافة بالماء لاستخلاص ما تحتويه من مادة، وهذه المادة هي الحلومر فيضاف إليه السكر ويشرب بارداً. 
وأضاف مكي أن المائدة الرمضانية السودانية تتشكل من أطباق متنوعة، لكن أهم المأكولات التي تعتبر تحفة المائدة السودانية هي ''العصيدة '' التي يضاف لها الويكا .
كما يحرص السودانيّون على إعداد "الرقاق" الذي يتناول عادة عند السحور مع الحليب الساخن، وهو عبارة عن دقيق قمح مبشور ونشا وحليب يخبز على صاج على شكل رقائق كبديل عن رقائق الفطور الجاهزة وله الطعم نفسه.
وأوضح مكى "عندما تغيب الشمس تسد الطرقات وتحضر موائد الافطار في الشوارع ويخرج الرجال من البيوت لتناول الإفطار إلى خارج المنازل ويتناولون الطعام في الطرقات من اجل احتضان عابري الطرق والسبيل، مما يمنحهم افطار جماعي يتساوى فيه الفقير والغني"، وهذا يعتبر شكلا من أشكال التكافل الاجتماعي المعروفة عند السودانيين. 
ونوه أنه بعد الافطار يذهب الناس إلى صلاة التراويح ثم يعودون إلى البيوت ليتجاذبوا أطراف الحديث، وتنشط حلقات القرآن والعلوم الدينية من فقه وتجويد وغيره. فيمكث المصلون بين صلاة الظهر والعصر وذلك لتلاوة جزء من القرآن، ويدير الحلقة شيخ حافظ للقرآن، حتى إذا اكتمل رمضان يكون كل منهم قد ختم القرآن تلاوة، وعَلِمَ بأحكام التجويد، وهناك وعظ يومي بعد صلاة التراويح، ومن اهم المساجد ''مسجد أرباب العقائد'' في العاصمة و''المسجد الكبير'' و مسجد'' أم درمان العتيق''.
وتنتشر في بلاد السودان - كما في العديد من بلاد الإسلام - عادة السهر إلى وقت متأخر من الليل، حيث يمضي الكثير أوقاتهم خلف شاشات التلفزة.ومع بداية الشهر الكريم يغير التلفزيون السوداني من طبيعة برامجه، ويعرض برامج خاصة بشهر رمضان، تجعل الناس ينجذبون إليه، ويلتفون حوله ، ومن أشهر تلك البرامج على الإطلاق البرنامج السنوي " أغاني وأغاني"، الذي يقدمه الفنان والأديب السوداني، السر قدور.
وفي الأيام الأخيرة من شهر الخير، تشهد المنازل السودانية نشاطًا ملحوظًا، وتحركًا ملموسًا؛ إذ تبدأ الاستعدادات الخاصة لتحضير حلوى العيد، وتنشغل النساء في عمل ( الكعك ) و( البسكويت ) وغير ذلك من انواع الحلوى المعروفة عند الشعب السوداني.
فلرمضان عند أهل السودان مذاق خاص وطعم مختلف، وعلاقة الناس به علاقة ودية وحميمة، فهو شهر محبب عند السودانيين يتلهفون لمجيئه ويعدون له كل مستلزماته.