الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مقدمة الغطرسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصريحات كثيرة صدرت في المرحلة الأولى من الاستفتاء.. من قالوا «لا» ومن قالوا «نعم» تحدثوا.. وهذا حقهم الطبيعي.. واختلفوا، وهذا أيضًا طبيعي.. من قيادات الحرية والعدالة ومن قيادات المعارضة.. في الوقت الذي سهر فيه المصريون من النخب الشبابية والكبيرة مع النتائج حتى الساعات الأولى من صباح أمس الأحد.
بالنسبة لي، لم أكن مندهشًا من نتائج أسيوط وسوهاج.. سوهاج على رأس المحافظات الأكثر فقرًا في مصر هي والمنوفية، وعلى رأس المحافظات الأكثر طردًا لسكانها، هي والمنوفية أيضًا، من زمان.
لذلك لم أندهش من اكتساح «نعم»، فهي، سوهاج، هكذا.. لم تخرج عما اعتدنا عليه منها.. وأتمنى أن يبذل المعارضون جهدًا في هذا الأسبوع؛ حتى لا تكون المنوفية مثل سوهاج.
دهشتي كانت من أسيوط التي بها جامعة كبيرة، وبها عدد ضحم من المسيحيين يتساوى بما بها من مسلمين تقريبًا.. يبدو أن المسيحيين هناك آثروا السلامة وظلوا في بيوتهم!
جانب آخر في سوهاج وأسيوط هو القبلية والعصبيات؛ ومن ثم فرصة المعارضين في الخروج على الأصل القبلي تعد غير أخلاقية، وهذا يخلق نوعًا من التصويت الجماعي.
نتائج أسوان أربكتني؛ لأن أسوان كانت دائمًا نبعًا لليساريين في القرن العشرين، وبها مشروع ثورة يوليو الأكبر، السد العالي، وبها نوبيون لا أظن أنهم قالوا «نعم».
هناك شيء ما حدث.. ولعل خبر العثور على صناديق انتخاب ممتلئة في سوبر ماركت يفسر ما حدث.
أما دهشتي الكبرى فكانت من الإسكندرية، التي انتفضت مبكرًا ضد من يسمون أنفسهم بالإسلاميين، وكانت نتائجها طوال الليل تأتي بفوارق مدهشة تتفوق فيها «لا» على «نعم».. ثم فجأة انقلب الحال!!
أعرف أن مضايقات حدثت في الأماكن الراقية، وتعطيلاً للطوابير تم، لكن في النهاية زادت «نعم» على «لا» بنسبة 5% تقريبًا.
ما الذي حدث في المدينة التي أعطت أصواتها لأيمن نور في عز سطوة مبارك، وللتيار المدني في انتخابات بعد الثورة، خاصة الرئاسية؟ ستكشفه لنا الأيام أيضًا.
لم أندهش مما جرى في سيناء من زيادة «نعم».. ليس هنا فقر فقط، لكن، كأسيوط وسوهاج، عصبيات وقبلية أيضًا.. والذين تراهم يعملون هناك في السياحة مثلاً ليست سيناء دوائرهم الانتخابية.
في النهاية تفوقت «لا» على «نعم» في المرحلة الأولى من الاستفتاء. فالفارق ليس كبيرًا.. ومثل هذا الفارق إذا ظل في المرحلة الثانية كما هو، يجعل الدستور لاغيًا في الدول الديموقراطية، لكن في بلادنا الدستور بأي عدد وبأي غلبة.
والسؤال هو: هل يعني الاستفتاء انتصار الإخوان والسلفيين؟ لا.. لأنه عندما يختلف معهم كل هذا العدد فلا بد أن يروه، وألا يظلوا على كفرهم لا يرون نعمة الله عليهم، التي هي الثورة، التي صاروا ينكرون وجودها وهي أمامهم حتى الآن.. خاصة أيضًا أن المحافظة الأكبر التي يتحرك وسطها الحكم قالت «لا»، رغم ما جرى فيها من تجاوزات لتعطيل الأصوات الرافضة.. أعني طبعًا القاهرة.
وأعود لبداية الكلام.. إن تصريحات كثيرة صدرت لا تهمني.. لكن تصريح قصر الرئاسة فقط هو الذي أثار انتباهي.. قالت الرئاسة إنه بعد هذه النتيجة فالشعب يقول كلمته، ولا يحق لأحد أن يتحدث باسمه بعد اليوم.
إذن الرئاسة لا تعترف بالذين قالوا «لا» أنفسهم، وترى «نعم» هم الشعب كله.. وهو الكلام الفارغ الذي نسمعه من أحزابهم منذ انتخابات مجلس الشعب.. وهو بداية لغطرسة كبيرة لن تصل بهذه البلاد إلى الأمان أبدًا.
أقول هذا.. ولا أتوقف حتى عند ما قالته الصحف الأجنبية عن التزوير الواسع للانتخابات، وهو ما أجملته محطة الـ«سي إن إن» الأمريكية أن الإخوان المسلمين أعطوا العالم دروسًا في التزوير لم يعرفها أحد من قبل.. كل ذلك نعرفه.. لكن تصريح الرئاسة هو الذي يهمني.. وهو تصريح كما قلت يمشي بالرئاسة في طريقها الذي اختارته.. خرا ب البلاد.

[email protected]