الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

آه لو لعبت يا زهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا، معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة، وعايزة حد يفهمنى، وأكيد فى ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين.. مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين «اللى أصبحوا غير مسئولين» يفهمونا اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه.. حد يفهمنا.
سألنى أحد الأصدقاء سؤالًا مفاجئًا عجبنى، وقالى: لو لعب معاك الزهر (وتبدلت الأحوال) وجاتلك الفرصة لإجراء حوار (تليفزيونى أو صحفي) مع شخصية عالمية.. تختارى مين؟! لم أفكر كثيرًا فى الشخصية التى أتمنى أن أقابلها لأنها دائمًا فى خيالى لأنها أجدع ست شفتها فى العالم زى ما اتقال عليها فى الصحف العالمية ست بمائة راجل.. وهى (كرستينا فيرنانديز) رئيس الأرجنتين الأسبق، فهى ست جريئة وشجاعة وقفت بكل ثبات فى مجلس الأمن (وقالت للغول أنت عينيك حمرا وحولا كمان) حيث اتهمت مجلس الأمن بازدواجية المعايير وقلب الحقائق برعاية الولايات المتحدة وحلفائها فى كلمتها أمام المجلس، فقطعت الفضائيات البث وقامت بوقف الترجمة فى الحال، حد يفهمنا إيه الست دى؟! أو إيه الهانم دى؟! ولماذا أتحدث عنها الآن فى هذا التوقيت؟! لأن العالم محتاج لآلاف زى السيدة كرستينا التى دافعت وواجهت الإرهاب الأمريكى بكل صدق وجرأة فلن نجد رجلا وليس امرأة تقول ما قالته السيدة كرستينا فى عقر دار صناعة القرارات العالمية، مقر غياب الضمير الإنسانى العالمى (مجلس الأمن) فهى دافعت عن الإسلام وأطفال غزة والوحش الإسرائيلى كما لم يتحدث أحد من الحكام العرب، وتحدثت عن الراعى الرسمى للأعمال الإرهابية لداعش والقاعدة وهى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها (بكل فخر الليلة وكل ليلة مع بطل الموسم وكل موسم مستر إكس الذى لا يموت أبدا) واتهمتهم بأن هذه الدول معروفة لدى العالم وهم أعضاء فى مجلس الأمن وأن أمريكا قامت بقلب الحقائق وضحكت على العالم بعد الحادى عشر من سبتمبر، وإيجاد سبب للحرب على أفغانستان والعراق للتدخل فى الشئون الداخلية لهذه الدول ولا تزال هذه الدول تعانى من الانقسامات والتشتت والخراب وقتل الأبرياء هناك بلا سبب اقترفوه إلا أنه الإرهاب الذريعة التى اتخذتها أمريكا لقتل الأبرياء واستغلال النفط هناك. 
وتحدثت عن نظام الأسد فى كلمتها قبل قطع البث عنها، كيف أنهم أوهموا الناس بأن نظام الأسد نظام إرهابى وأنهم ساندوا معارضى الأسد من الثوار (فصار ثوار الأمس إرهابيى اليوم) فاكتشف العالم أنهم هم الإرهابيون الذين تخرجوا على أيدى داعش والقاعدة لتقسيم سوريا.. وإن حزب الله حزب إرهابى على عكس الواقع فهو حزب كبير معترف به داخل لبنان، واتهامهم لإيران بأنها إرهابية على خلفية تفجير السفارة الإسرائيلية فى بونيس آيرس عام ١٩٩٤ واتهام إيران بمسئوليتها عن التفجير ولم يثبت تورطها فى التحقيقات - كما قالت - حتى الآن، وتحدثت عن المواقف المتناقضة وغياب الضمير الإنسانى العالمى تجاه ما حدث من وحشية القذف الإسرائيلى لغزة وقتل سكانها من أطفال وشباب، والاهتمام بالصواريخ التى وقعت فى إسرائيل ولم ينتج عنها شيء، ودعم الولايات المتحدة لثورات الربيع العربى فى تونس ومصر ومساعدة الإسلاميين المتشددين للوصول للحكم ومعاناة الشعوب العربية من الجهاد من أجل الحرية من هذا التشدد الإسلامى.. هكذا وقفت السيدة كرستينا التى تستحق عن جدارة جائزة نوبل للسلام بل (جائزة نوبل للشجاعة وللصدق) الست المعجزة.. حد يفهمنا يا شيوخنا الأجلاء هل هذه السيدة ناقصة عقل ودين؟! هل هذه هى النظرة للنساء؟! وهناك أمثلة لنساء حكمن بلادًا كثيرة، وعلى سبيل المثال فى مصر، والتاريخ يشهد، وكانت أزهى عصور من التقدم والرقى، فالسيدة كرستينا قامت بطفرة اقتصادية فى الأرجنتين مع الحب الجارف وشعبيتها المتوهجة بعد وفاة زوجها الرئيس الأرجنتينى، نستورد كير شنير، واتهام أمريكا بأنها السبب الرئيسى فى زيادة عبء الديون على الأرجنتين ومحاصرتها اقتصاديا.. تحية منى لهذه السيدة التى من الصعب أن تتكرر مرة أخرى فى عالم غاب عنه الضمير الإنسانى، وأصبح عالمًا يعيش فى غابة، يأكل القوى الضعيف، ولم يعد هناك مكان للعدل.. كنت أتمنى أن أقابلها وأجرى معها حوارًا لسؤالها وتفهمنا من أين جاءت بتلك الجرأة والجدعنة؟!.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا.
hend.farahat12@gmail.com