الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

ظاهرة البحث عن ظاهرة "2 - 3"

فيلم .. الفيل الأزرق
فيلم .. الفيل الأزرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتى يمكن أن نطلق على بعض الأحداث الفنية، أو غير الفنية كلمة «ظاهرة» فإن الأمر يحتاج إلى تدقيق واستخدام بعض المعايير والمقاييس العلمية، لأن هناك فرقا بين «الظاهرة» و«الخاطرة» التي تخطر ببال المحرر فيعتقد أن لها جذورا ووجودا حقيقيا خارج رأسه. لنأخذ مثلا «ظاهرة تحويل الأعمال الأدبية إلى أفلام» التي تحولت إلى عشرات التحقيقات والموضوعات الصحفية والإلكترونية والتليفزيونية خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك لمجرد ظهور فيلم ناجح جماهيريا اسمه «هيبتا» مأخوذ عن رواية شعبية لمؤلف اسمه محمد صادق بعد عامين من ظهور فيلم آخر اسمه «الفيل الأزرق» مأخوذ عن رواية شعبية أخرى بالاسم نفسه لمؤلف اسمه أحمد مراد.
هل يكفى فيلمان على مدى عامين لصنع ظاهرة؟ عندما وجهت السؤال لمن حدثونى عن الظاهرة كانوا يضيفون غالبا فيلم «عمارة يعقوبيان» ليصنعوا منهم ثلاثة، ولكن «يعقوبيان» عمره أكثر من عشر سنوات. هل تكفى ثلاثة أفلام على مدى ١١ عاما للحديث عن «ظاهرة»؟
..ولكن هل هي ثلاثة أفلام فقط؟
أليس من الممكن أن تكون هناك أفلام أخرى ظهرت خلال السنوات الماضية مأخوذة عن أصول أدبية لا يعرف السائل عنها شيئا؟
«خريف آدم» للمخرج محمد كامل القليوبى مثلا، المأخوذ عن رواية لمحمد البساطي، أو «صياد اليمام» للمخرج إسماعيل مراد، المأخوذ عن رواية لإبراهيم عبد المجيد.
هل لدينا إحصاء بعدد وأسماء النصوص الأدبية المصرية والعربية والأجنبية التي تحولت إلى أفلام عبر تاريخ السينما، أو خلال السنوات العشر الأخيرة، أو العام الماضى فقط؟ 
هذه المعلومات يمكن الحصول عليها، وترتيبها في جداول كيفما نشاء، حسب السنة، حسب اسم المؤلف، حسب المخرجين أو الممثلين. هذه جهود الباحثين لا الصحفيين، ولكن على الصحفيين أن يبحثوا عن هذه الأبحاث سواء كانت غير منشورة في كتب، أو على الإنترنت، وامتلاك نسخ منها تساعدهم على اختبار خواطرهم التي يعتبرونها ظواهر.
فيما يتعلق بفيلمى «الفيل الأزرق» و«هيبتا» أعتقد أن المسألة ليست لها علاقة بموضوع «السينما والأدب» من قريب أو بعيد.
الروايتان تنتميان إلى القصص الشعبية التي يطلق عليها في أمريكا مصطلح «Pulp Fiction»، أو «قصص اللب»، أي تلك القصص الشعبية الخفيفة، رخيصة السعر، المصنوعة لتسلية المواطنين البسطاء من المراهقين والمراهقات، والتي لا علاقة لها بما يطلق عليه «الأدب» أو «Literature».
وجدير بالذكر، أن المخرج الألمعى كوينتين تارانتينو له فيلم شهير بعنوان «قصص اللب» حصل على السعفة الذهبية من مهرجان «كان»، وعلى أوسكار أفضل سيناريو، عبارة عن سخرية سينمائية لاذعة من هذا النوع من القصص الشعبية.
الحديث إذن ربما يكون عن هذا النوع من الروايات الشعبية التي راجت في السنوات الأخيرة، والتي يستهلكها جمهور من صغار السن محدودى الثقافة من ضحايا نظام تعليم مبارك.