الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حضرة المحترم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتردد الكثير من العبارات بصورة مستمرة على مسامعنا ما بين.. هل أنت إنسان محترم؟!.. احترم نفسك..!! انت محترم أنت..!! وغيرها من الجمل التى تحمل كلمة محترم، والمغزى إما التقدير للفرد بتأكيد احترامه.. أو التقليل منه بنفى ذلك.
لا شك أن احترام الذات يبنى أممًا عظيمة متقدمة ومتحضرة وتقدر بعضها البعض.. ولأن الموضوع فى غاية الأهمية فإن هناك أبحاثًا كثيرة تناولت معنى كلمة الاحترام ومحاولة تطبيقها على الشعوب لنرى هل ساهمت فى رقيها بالفعل أم لا؟!
ربما تقتنع أو لا، ولكن الحقيقة الأكيدة أن العقل الواعى هو القادر على احترام الفكرة حتى لو لم يؤمن بها.
أولًا: هل من المهم أن تقدر ذاتها وتعطيها أهمية واحترامًا.. الإجابة بالتأكيد، فاحترامك وتقديرك لذاتك وعدم التقليل منها يكسبك احترام الآخرين.
ثانيًا: احترام تصرفاتك وردود أفعالك وعدم التهرب من أى شيء أنت متسبب فيه، فهذا بالتأكيد سيؤدى لاحترامك لذاتك والآخرين لك.
ثالثًا: عدم التعدى على حقوق وحريات الآخرين بمعنى إبداء الرأى واحترامه مهما كان مخالفا لرأيك.. وعليك الإصغاء له دون مقاطعة..وهذه النقطة تحديدًا للأسف تغيب عنا فى الفترة الحالية!!
رابعًا: الاعتراف بالخطأ.. فمن لا يعترف بخطئه يفقد احترام الناس له.
خامسًا: المحترم لا يحمل فى قلبه حسدًا أو كراهية لأشخاص.. ويحاول معاونة ومساعدة الآخرين قدر استطاعته.
سادسًا: التحكم فى ردود أفعالك بمعنى عدم الانفعال وتعلية الصوت لأنه يظهرك شخصًا سيئًا غير متحضر، وتذكر دائما «والكاظمين الغيظ».
الحقيقة هناك العديد والعديد من الأبحاث حول هذا الموضوع، ولكن أعتقد أن الست نقاط تختصر معنى الكلمة، فمن كان فيه كل هذه الصفات الحميدة فهو بالتأكيد محترم جدًا جدًا.
يستوقفنى دائمًا كلام وأحكام أجدادنا، فكانوا ينصحوننا بألا نتحدث كثيرًا ونستمع أكثر مما نتكلم، لأنه كلما كثر كلام الإنسان كانت هناك فرصة للخطأ. ولذلك حاول أن تكون صامتًا قدر المستطاع.. واحتفظ بأسرارك الخاصة لنفسك ولا تكن كتابًا مفتوحًا، فتعريتك لنفسك تجعلك مستباحًا للآخرين، ومن ثم يقلل من احترام الآخرين لك.. ولا تنس نصيحة الأجداد العظيمة، اعترف بأخطائك بسرعة ولباقة.. فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.. ولكن الإصرار عليه هو الخطأ والعيب، والاعتذار يظهرك إنسانًا محترمًا وحضاريًا.. فالذين يتظاهرون أنهم على حق دائما يفقدون الاحترام.. لا تبالغ فى تقديم الاعتذار، فالاعتذار دون مناسبة يقلل من شأنك.. لا تكن من محبى التأثير فى الآخرين فشعور الناس بذلك يفقدك احترامهم.. قدر الوقت دائمًا فالذين يضيعون الوقت يفقدون احترام الآخرين.. وأخيرًا احتفظ بهدوئك، فالذين ينفعلون كثيرًا بعواطفهم.. يفقدون الاحترام.. والحقيقة أن من يستمع لحكم الأجداد وينفذها سيكون بلا أدنى شك إنسانًا غاية فى الاحترام.
والآن وقفة مع النفس وصراحة معها ولو لدقائق.. أرجو أن تسأل نفسك عن معنى الاحترام وتحاول أن تطبق هذه الصفات على نفسك وحاول أن تجيب بصراحة.. هل وجدت نفسك بالفعل إنسانًا محترمًا وتستحق الاحترام؟!.. إذا كانت الإجابة بنعم.. فأنت إذًا حضرة المحترم ولك منا تعظيم سلام.