الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما قبل الندم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعيش حياة مليئة بالأحداث وتغلب عليها المشاكل والصراعات والجهد المهدر فى سبيل تحقيق ما نتمناه من عيشة هنية، وما نسميه تأمينا لمن هم بعدنا من مستقبل حسب رؤيتنا للحياة، وما نؤمن به من أشياء نعتقد أنها هى التى تجلب لنا ولأولادنا السعادة أو على الأقل تقلل من ضغوط الحياة.
إذا أمعنا النظر فيما نعتقد أنه مصدر لجلب السعادة وتقليل ضغوط الحياة علينا، سنجد أن كل ما نحققه وكنا نعتقد أنه سيكون الفارق بين ضغوط الحياة وراحتنا سنجد أننا لا نكتفى به، وما حققناه نراه أقل مما كنا نعتقد، فتتولد لدينا أشياء أخرى، وسرعان ما يتحول إيماننا مما كنا نعتقد به قبل تحقيقه إلى إيمان بقوة الإيمان الذى سبقه للحلم الذى سبقه.
ونعيش دوامة ما لا نعرف حقيقته، ما هو سر السعادة؟ وما الذى سوف نحققه لنشبع به رغبتنا بالسعادة؟ ومتى سنستمتع فعلا بتلك الحياة الغامضة؟ وما الطريق الأمثل لتأمين مستقبلنا ومستقبل أولادنا؟ وهل سنجد راحة البال التى طالما بحثنا عنها؟ وهل سنجد الكنز الحقيقى الأمثل لنورّثه لأولادنا أم سنضعهم على بداية طريق الدوامة اعتقادا منا بأنها الطريق المحتومة المفروضة علينا؟
تحديد الأهداف من أهم ما نعيش من أجله، ولكن لا بد أن نتذكر هدف راحة البال والرضا، لا بد أن نتذكر أن بعضا من السعادة فى عدم التفكير وفى الصديق الحقيقى والمشاعر، وفى الشجاعة لعيش حياة تتمناها، لا بد من إعادة النظر فى اختيارنا للأشياء والسعى وراء السراب.
لا بد أن نعطى عقولنا بعضا من الراحة كالجسد تماما، فنحن نعلم أن ما تتطلبه عضلات الإنسان للنمو هو ثلث من الغذاء وثلث من المجهود وثلث من الراحة، وكذلك هى العقول فاستخدامها بصورة مستمرة وإجهادها على طول الدوام لن ينتج عنها إلا خراب العقول وخراب القرار.
ألّفت ممرضة أسترالية كتابا يدعى:
«أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر» يتضمن الكتاب ملخصًا:
تم سؤال العديد من كبار السن قبل وفاتهم عن أبرز الأشياء التى ندموا على فعلها (أو عدم فعلها) لو عادوا إلى سن الشباب...
الملاحظ وجود خمس رغبات اشترك فى ذكرها معظم كبار السن، وهي:
أولاً:
تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعيش لنفسى، ولا أعيش الحياة التى يتوقعها أو يريدها منى الآخرون.. فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير (كرؤسائهم فى العمل) أو الظهور بمظهر يُرضى المجتمع أو من يعيشون حولهم..
ثانيًا:
تمنيت لو أننى خصصت وقتًا أطول لعائلتى وأصدقائى بدلا من إضاعة العمر كله فى روتين العمل المجهد..
ثالثًا:
تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعرى بصراحة ووضوح..
فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب مثل تجنّب مصادمة الآخرين، أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون..
رابعًا:
تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائى القدامى أو تجديد صداقتى معهم.. فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء، كوننا نشعر معهم بالسعادة، ونسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة. ولكننا للأسف نبتعد عنهم فى مرحلة العمل، وبناء العائلة حتى نفقدهم نهائيًا، أو نسمع بوفاتهم فجأة.
وأخيرًا:
تمنيت لو أننى أدركت مبكرًا المعنى الحقيقى للسعادة.. فمعظمنا لا يدرك إلا متأخرًا أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة.. إن السعادة كانت اختيارًا يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.