الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

تشكيل عصابي لسرقة السيارات بالإكراه يقتل طفلًا حاول مساعدة ضحية بالخانكة

"البوابة" فى بيت قتيل "القلج"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حزن مقيم لا يفارق أهالي منطقة «القلج» التابعة لمركز «الخانكة» بالقليوبية، المنطقة تتشح بالسواد والأهالي يشعرون بالصدمة عقب مقتل «إسلام» الشاب الصغير الذي دفع حياته ثمنا لشهامته ومروءته، علي يد بعض المجرمين الذين استوقفوا سائق سيارة نصف نقل كانت محملة بمواد تموينية، محاولين سرقته والاستيلاء على حمولة العربة، لكن إسلام الذي كان عائدا من عمله مصادفة شاهد الجناة ، فتدخل محاولا تخليص السائق من بين أيدى البلطجية الذين عاجلوه بطلقات نارية أردته قتيلا، فيما فروا هم تاركين إسلام مضرجا فى دمائه.
ذهبنا إلى المنطقة لنلتقي أسرة الشاب الشهيد الذي أبي أن يترك إنسانا استغاث به دون أن يقدم له يد المساعدة، فكان جزاؤه القتل غدرا على يد مجرمين ماتت قلوبهم وضمائرهم ، فى الطريق إلى هناك التقينا كثيرين حكوا لنا الكثير عن نبل وشهامة إسلام، وأنه لم يتأخر يوما عن تقديم يد العون لأهل المنطقة، وحينما وصلنا أخيرا إلى منزله البسيط، كادت الدموع تطفر من أعيننا ونحن نلتقي والد إسلام، محمد عكاشة عبد الحميد.
الأب الذي خرج على المعاش مؤخرا من عمله كموظف بالكهرباء، تمالك نفسه بصعوبة وهو يقول بصوت باكٍ: «فقدت طعم الحياة بعد موت إسلام ، والنار تشتعل فى قلبي ولن يطفئها إلا القبض على المجرمين الذين قتلوا غدرا فلذة كبدى وتوقيع الجزاء العادل عليهم».
يتذكر الأب اللحظات الأخيرة التى شاهد فيها إسلام فيستطرد وهو يبكى قائلا: «عاد إسلام منذ أيام متأخرا من عمله فى محل للأحذية، تناول عشاءه وأخبرنى أنه ذاهب للقاء بعض أصدقائه، طلبت منه ألا يتأخر فوعدنى بالعودة بسرعة، لكنه لم يعد وخرج على دراجته البخارية التى اشتراها منذ فترة ، وفى أثناء سيره متجها لأصدقائه فى طريق يسمى «مصنع داعش» فوجئ باستغاثة من سائق سيارة نصف نقل كانت محملة بمواد تموينية، توجه إلى مصدر الصوت فوجد خمسة أشخاص ملثمين يحاولون الاعتداء على السائق والاستيلاء على حمولة العربة توجه إسلام بدراجته البخارية بسرعة إليهم، فوجدهم قد استولوا بالفعل علي السيارة وانطلقوا بها، طاردهم إلا أن أحد الجناة قام بإطلاق النار عليه ليسقط مضرجا فى دمائه ويلقي وجه ربه شهيدا.
تركنا الأب المكلوم يجتر أحزانه، وتوجهنا إلى الأم «آمال معوض» التى لم تتوقف عن البكاء طوال حديثنا معها، فقالت بصوت تقطعه الدموع: «إسلام كان دائما يحاول مساعدة الآخرين، لم يتأخر يوما عن نجدة ملهوف أو محتاج، لذلك كان الجميع فى المنطقة يحبونه».
تتذكر الأم اللحظات الأخيرة لولدها فتقول بحزن: «دوما كان أول ما يطلبه حينما يعود من عمله هو الطعام، لكنه ومنذ يومين تقريبا وعلي غير عادته لم يطلب الطعام عقب عودته فسألته ورد «حاسس أنى شبعت من كل حاجة يا أمى» وفى يوم الحادث فوجئت به يقترب منى ويحتضننى ويقول لى (سامحينى يا أمى إذا كنت قد أغضبتك) وخرج مسرعا وكانت تلك المرة الأخيرة التى أراه فيها»، وانخرطت الأم فى بكاء مرير لم نستطع معه بعدها استكمال حوارنا معها، احتراما لحزنها.
تركنا الأم وتوجهنا إلى مركز شرطة «الخانكة» لمعرفة آخر التطورات فى قضية مصرع إسلام، حيث التقينا المقدم «حمادة عبد العزيز» رئيس مباحث الخانكة، والذي أكد لنا أن إسلام، ١٩ عاما، لقي مصرعه بعد إصابته بطلق ناري أعلي الصدر من الجهة اليسري، مضيفا أنه أثناء سير أحد المواطنين ويدعى «حسام زايد» ٢٠ عاما سائق سيارة ميكروباص محملة بمواد تموينية، قابله ٥ أشخاص ملثمين، بحوزتهم أسلحة نارية، حيث قاموا بإجباره على النزول منها واستولوا عليها وفروا بها هاربين فقام بالاستغاثة بالمارة.
وأضاف أنه أثناء ذلك كان إسلام يسير بدراجته البخارية فحاول اللحاق بهم، إلا أنهم بادروه بإطلاق أعيرة نارية عليه أردته قتيلا فى الحال، مؤكدا أنه تم عقب الحادث تشكيل فريق أمنى للبحث عن الجناة والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة لتقتص منهم.