رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حقيقه الدور الذى يلعبه الحشد الشعبي العراقي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في يوم الإثنين ١٥/٦/٢٠١٥ وبمناسبة الاحتفال السنوى الأول لتأسيس الحشد الشعبي العراقي، أعلن القيادي السيد معين الكاظمي أن اليوم يوافق انطلاق ملحمة الجهاد، وتلبية لنداء المرجعية الدينية ونداء الوطن، وأن الشعب العراقي يعتز بهذه الذكرى وبما تم إنجازه خلال عام بعد نكسة يونيو ٢٠١٤، عندما سقطت الموصل بيد داعش وتقدم التنظيم الإرهابي نحو محافظات صلاح الدين وديالى والرمادى، وأطلق شعار «قادمون يا بغداد» والعالم كله وقف ساكنا، حتى انطلقت أفواج الحشد الشعبى والمتطوعين من كل مكان، وتشكل هذا الجيش، واستطاع أن يعزز أمن حزام بغداد، وأكد الكاظمى أنه من خلال تجربة الحشد الشعبى ثبت للعراقيين والحكومة والكتل السياسية أن هذه القوة هي الضامنة لهزيمة «داعش»، وكسر شوكة هذه الجماعة، وأكد أهمية الحفاظ على هذا المشروع وترشيده وتطويره.
حيث كان ارتباطه الأساسى منذ البداية بالدولة وهو يعمل تحت إمرتها وهو جزء من القوات المسلحة العراقية، وأضاف أننا نعمل الآن على تشكيل قوات للتعبئة في المدن المختلفة، لتكون جاهزة وتكون البنية الأساسية بالمشروع القادم من الحكومة، وهو مشروع الحرس الوطنى، ونفى الكاظمى أن يكون الحشد تشكيلًا طائفيا، وادعى بأن هناك أكثر من ١٧ ألفا من المتطوعين السنة، وهناك أكثر من ألف أيزيدى، وألف مسيحى، وتعليقا على كلام الكاظمى، فإننا نشير مبدئيا إلى بعض الحقائق المهمة، أن تنظيم «داعش» نمى وترعرع في الأراضى ذات الطابع السنى أو على الأقل ذات الغالبية العظمى لسكان السنة، وهى محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى، وقد عمد تنظيم داعش للتواجد في المناطق السنية، بحثا عن حاضنة ومحاولة اكتساب تعاطف القبائل والعشائر السنية، خاصة وهو يطلق خطابا دينيا طائفيا ويحاول أن يوهم الطوائف السنية بأنه سيحررهم من عبودية واستغلال وسطوة الحكومات الشيعية المتحالفة مع أمريكا وإسرائيل، أما عن الحشد الشيعى فهو عبارة عن قوات شبه عسكرية تتراوح أعدادها ما بين (٦٠: ٩٠ ألف) مقاتل، غالبيتهم من الشيعة، وتتواجد في بغداد وديالى وصلاح الدين والأنبار، وتتسلح بأسلحة إيرانية وأسلحة عراقية، إضافة إلى أسلحة أمريكية، ولنتذكر جميعا السقوط المدوى للموصل- والتي تعد ثانى أكبر مدينة بعد بغداد– بأيدى ميليشيات داعش الإرهابى بعد الهزيمة المخزية بقوات الجيش العراقى، هذا الجيش الذي تم صرف أكثر من ٦٥ مليار دولار لتحديثه وتطويره وتسليحه، ولكن لأن الجيش العراقى جيش طائفي في بنيته وهيكله، ولأنه يعانى مثل كل مؤسسات الدولة العراقية من الفساد والترهل، فقد أصبح جيشا ضعيفا عديم الإرادة السياسية، غير قادر على مواجهة التنظيمات الإرهابية، سواء داعش أو القاعدة أو غيرهما، ولأن الحكومة العراقية ترتبط بتحالفات إقليمية خاصة مع إيران ونظام بشار الأسد، فإن هذه الوضعية سمحت باختراق الأمن القومى العراقى والتدخل في الشأن العسكري، وقد أكد على ذلك نائب الرئيس العراقى نور كامل المالكى في قوله: «إن الحشد الشعبى أوقف تقدم الإرهابيين ومنع انهيار الجيش وسقوط بغداد ولولا الدعم الإيرانى لكان الوضع في العراق صعبا جدا»، كما أكد أن هذا الدعم الإيرانى جدي وسريع في إشارته إلى أن إيران دعمت إلى حد كبير بسحب السلاح من بعض القطاعات العسكرية الإيرانية ومن مخازنها، وقد أشار المالكى إلى أن الدعم الدولى ظل مقصورا على الضربات الجوية في قيادة الولايات المتحدة، ولكن الحقيقة التي لم يقرها المالكى أن هناك مقاتلين إيرانيين ومستشارين عسكريين إيرانيين ضمن صفوف الحشد الشعبى، وأن ممارسات الحشد الشعبى في المناطق التي يتم تحريرها قد أثارت غضب العالم بأجمعه، فكانت عملية تحليل «تكريت» أكبر دليل على انتهاك عناصر الحشد الشعبى ضد السكان المدنيين، فقاموا بعمليات سلب ونهب للمنازل والمحال التجارية وحرق وتدمير منازل السكان المدنيين، وفى أعقاب هذه الاتهامات أصدر الزعيم الدين السيستانى خطابا بدل فيه بأى جرائم ارتكبها مقاتلو الحشد الشعبى، وأصدر سلسلة من التوجيهات لتذكير منتسبى الحشد بحرمة الدماء وحرمة ممتلكات المدنيين، وفى هذا الصدد أيضا أعرب جوستروك، نائب المدير التنفيذى لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتش ووتش، عن قلاقل لما قد يلحق بالمدنيين من ضرر بناءً على ما ورد للمنظمة من شهادات تخص المعارك السابقة بين قوات الحشد الشعبى ومقاتلى داعش، كما أبدى رئيس جهاز المخابرات في كنجستان العراقية سرور بارزانى تحفظه تجاه الضوء الذي تلعبه قوات الحشد الشعبى ومصيرها بعد انتهاء العمليات العسكرية، وقد جاءت تصريحات بارزانى بالتزامن مع تحذيرات نائب رئيس الجمهورية، زياد العلاوى، من تنامى النفوذ الإيرانى في البلاد، نظرا لقيادتها عن بعد أو عن كثب عبر دعمها لميليشيات مثل فيلق بدر وعصابات أهل الحق للعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، ستظل ممارسات قوت الحشد الشعبى في تكليت ماثلة الذاكرة، وسيظل التخوف من استبدال عناصر تكفيرية لتنظيم داعش إلى عناصر موجهة من إيران ذات طابع طائفى شيعى، وهذا ما قد يفسر عدم جدية قوات التحالف الدولى في التعامل مع تنظيم داعش الذي تتحرك عناصره على طول الحدود العراقية السورية وفى مناطق صحراوية منفصلة تسمح لطيران التحالف من توجيه ضربات قاسية، ولكن وجهة نظر الأمريكان أن يظل الحال بحيث لا يحرز طرفا من الأطراف تقدما مطلقا على الأطراف الأخرى، وتظل حالة الصراع محتدمة في المنطقة حتى نصل لمرحلة الحل السياسي الرامى إلى تقسيم العراق ما بين سنة وشيعة وأكراد، والحقيقة أن أمريكا تدعم الأطراف الثلاثة بنسب متفاوتة، خاصة بالسلاح، ولن ينسى العالم المشهد الكوميدى عندما ألقت طائرات التحالف بالأسلحة لتنظيم داعش في بداية شن الحملة الجوية، وحاولت الإدارة الأمريكية أن تبرر هذا الحدث بأنه خطأ غير مقصود، إلى متى سيظل الشعب العراقى يعانى من دوامة هذه الحرب، وهل ستنقسم العراق حقا إلى مجموعة دويلات صغيرة متناحرة على أسس طائفية ودينية؟