الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عباس ودحلان.. مصالحة تهدد حماس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت غزة صباح أمس عدة تفجيرات في مداخل بيوت عدد من قادة منظمة فتح، كما شهدت تفجير المنصة التي كانت تستعد لإحياء ذكرى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وخرجت منظمة حماس لتدين تلك الأحداث مطالبة بتعقب الجناة، في ذات الوقت ظهرت بيانات موقعة باسم داعش تتبنى تلك الأحداث.
والمتابع المدقق لما حدث يعرف ببساطة أن تلك التفجيرات لها ما وراءها، ولا يمكن التعامل مع إدانة حماس للتفجيرات كدليل على براءتها، فهي المسيطرة على غزة وهي المسئولة عنها مسئولية كاملة، وإن توارت حماس تحت إسم داعش فهذه مصيبة جديدة وكأنها تسلم غزة لإسرائيل من جديد لتدكها بحجة اقتلاع إرهاب داعش، وكان الأفضل لحماس أن تعلن بوضوح عدم ترحيبها بإحياء ذكرى عرفات ورفضها لاحتشاد الفتحاويه في غزة، هنا كان من الممكن أن يكون في الكلام أخذا وردا، ولكن أن يستيقظ الناس على قنابل وتفجيرات في أكثر من موقع كرسالة للتهديد فهذا هو العار بعينه.
وطالما الكلام عن فتح والمصالحة مع حماس تهمنا الإشارة إلى أن تسريبات على أكثر من موقع تقول إن هناك جهودا تتم في اتجاه مصالحة داخل أجنحة فتح، خاصة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقائد الفتحاوي الغزاوي محمد دحلان، وفي ظني أن تلك التسريبات أصابت حماس بالرعب حتى أنها حاولت في الشهر الماضي دق إسفين بين الرجلين وحسب ما ذكرت القدس العربي في موقعها على الإنترنت أن يحيى موسى عضو المجلس التشريعي عن حماس قال: إن حركته "لا تمانع أن تحاور أي فلسطيني- مهما كان ماضيه- في صالح القضية الفلسطينية" ، مفسرا أن "ماضي دحلان أفضل من حاضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يدير الطريق الفلسطيني بانهزام وانكسار".
هذا الغزل الحمساوي لدحلان والهجوم على عباس لم يهضمه الرجلان، لمعرفتهما الأكيدة بنوايا حماس ولمعرفتهما أيضاً بأهمية تطوير حركة فتح التي فصلت دحلان من لجنتها المركزية في 11يونيو 2011، ومنذ ذلك الوقت انقسمت الحركة التي أشعلت الثورة الفلسطينية إلى قسمين، مناصر لعباس وتيار آخر يسمى في "فتح" "التوجه"، في إشارة إلى أن أصحابه من أنصار دحلان.
وفي ذكرى ياسر عرفات تقف حماس في مأزق حقيقي، حيث تلقت المنظمة هزيمة الإخوان بمصر كهزيمة للمنظمة وخسرت ظهيرها السياسي ، ليس بمصر فقط ولكنها خسرت بسوريا وليبيا وها هي تخسر الآن باليمن ، ولم يتبق لها إلا قطر وتركيا، لذلك يصبح من المنطقي أن يصيب حماس الرعب لو شاهدت في غزة مسيرات مليونية لإحياء ذكرى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات - مؤسس حركة فتح - فتلجأ للتفجير وتختبئ خلف اسم داعش، ولذلك أيضاً يصبح من المنطقي أن يصيبها الرعب مع تواتر الأنباء بمصالحة عباس ودحلان برعاية مصرية وتقول تلك الأنباء أن لقاءً عقد بين الرئيس محمود عباس والقيادي بحركة فتح محمد دحلان شارك فيه عدد من الرموز المصرية، وأكدت المصادر أن اللقاء تم خلال زيارة عباس الأخيرة لمصر حيث هدف الاجتماع لانهاء الخلاف "الفتحاوي" الداخلي وإجراء مصالحة بين عباس ودحلان، مؤكدة أن مبادرة حل الأزمة ترى ضرورة عودة دحلان لصفوف حركة فتح ومعه كافة المفصولين مقابل اعتذار رسمي يقدمه دحلان للرئيس عباس، كما أن المبادرة أيضاً تتضمن البدء بصفحة جديدة لتكون المدخل لتوحيد كافة مؤسسات حركة فتح في الداخل والخارج.
والحقيقة لا توجد تأكيدات عندي عن صحة الخبر من عدمه ولكن حالة الهذيان التي أصابت مواقع المتأسلمين بالأردن وفلسطين ، والتلميحات من بعض المنافذ الإعلامية المصرية وربطها بتلك التفجيرات المجرمة التي شهدتها بيوت قادة فتح في غزة أمس كلها تؤدي إلى غروب وجه مشعل وهنية لتغلق صفحة حماس والإرهاب التي أضرت بالقضية الفلسطينية أكثر بمراحل مما أفادتها، وصبت كثيرا في صالح موقف الصهاينة أمام العالم وعلى المستويين السياسي والاقتصادي.