أكد تقرير لوحدة الدراسات الاقتصادية بالمركز الإقليمي للدراسات على أن احتمالات سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب تفرض تهديدًا قويًا لحركة التجارة العالمية، لاسيما أنها يمكن أن تتسبب في إعاقة الملاحة البحرية، بما يؤثر بشكل ملحوظ على نمو الاقتصاد العالمي.
وذهب التقرير إلى أن هذه التهديدات تفرض على المجتمع الدولي فيما بينه للتنسيق مع الأطراف الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط للحيلولة دون امتداد الخطر الحوثي إلى باب المندب.
وقال التقرير الذي جاء بعنوان:" التداعيات الاقتصادية المحتملة على سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب" إن سيطرة جماعة الحوثي على ميناء "الحديدة" على البحر الأحمر يطرح العديد من التساؤلات حول تأثير الأمر على حركة التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب، لاسيما أنه ممر إستراتيجي يمر عبره 3.4 مليون برميل نفط يوميا، الأمر الذي قد يسهم في ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
ويشير التقرير إلى التهديدات التي تعرض لها المضيق خلال السنوات القليلة الماضية، حيث هاجم تنظيم القاعدة ناقلة نفط فرنسية قبالة اليمن، في 2002، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أقساط التأمين على ناقلات النفط التي تمر عبر المياه اليمنية ثلاث مرات، إضافة إلى تعرض سفن تركية في 2008، ويونانية في 2012، وأخرى تنتمي لجزر المارشال في 2013 لعمليات قرصنة قبالة السواحل اليمنية الأمر الذي زاد من المخاوف العالمية من الإبحار في السواحل اليمنية.
ويلفت التقرير إلى أن الأھمیة الإستراتيجية ـلـ "مضيق باب المندب" ترجع إلى كونه يربط خليج عدن المتصل بالمحيط الهندي مع البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر قناة السویس، وتعبر معظم الصادرات الواردة من الخلیج العربي إلى قناة السویس وخط "السومید" لنقل النفط عبر باب المندب، الأمر الذي يشكل تهديدا للنفط الذي يجري نقله عبر المضيق، ويقدر وفق إدارة معلومات الطاقة الأمریكیة في 2013، نحو 3.4 مليون برميل، أي ما يوازي 6.1%، من قيمة لتجارة النفطية حول العالم، الأمر الذي يعني أن أي تهديد للمضيق يلق بظلاله على حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس ويؤثر عليها.
وأكد التقرير على أن التهديد الأمني للمضيق، والذي يأتي نتيجة لتحركات الحوثيين في الداخل اليمني يمثل خطرا حقيقيا على حركة التجارة العالمية، ما يزيد من احتمالات تعطيل إمدادات النفط المقبلة من دول الخليج، كونها المصدر الريسي للنفط عالميا، الأمر الذي يعني ارتفاعات حادة في الأسعار العالمية للنفط.
ويلفت التقرير إلى أن التقديرات الدولية تشير إلى أن كل انقطاع للإمدادات العالمية من النفط بنحو مليون برميل يوميا يزيد أسعار النفط بمعدل 5.2 دولار للبرميل، ما يعني تهديدا رئيسيا وكبيرا للاقتصاد العالمي.
ويؤكد التقرير أنه وفي حالة بحث الدول المصدرة للنفط عن بدائل لطرق أخرى، فإن ذلك سوف یتسبب أيضًا في ارتفاع تكلفة الشحن بسبب الحاجة إلى استخدام طرق بديلة كطريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس؟، الأمر الذي يضيف 600 ميل بحري أخرى لتتمكن الناقلات من الابحار من الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية، ما يعني أن الناقلة ستستهلك مزيدا من الوقود خلال الرحلة، وما يرفع أسعار النفط أيضا بنحو 0.3%، بحسب بعض التقديرات، إضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى ازدحام الممرات البحرية الأخرى وارتفاع تكلفة التأمين البحري، ما يعني وفقا لتقديرات كلية الدراسات البحرية الأمريكية العليا في مونتري إلى زيادة تكلفة النقل 45.6 مليون دولار يوميا.
وعلى الجانب المصري وتأثر قناة السويس يلفت التقرير إلى أن سيطرة الحوثيين على المضيق تمثل تهديدا محتملا لمنطقة قناة السويس بأكملها، لأنها وفقا لاتجاهات عديدة يمكن أن تؤثر على الإيرادات المتوقعة لمشروع محور تنمية قناة السويس، الذي يكتسب ميزته التنافسية من موقعه الإستراتيجي وقربه من الأسواق العالمية، الأوربية والآسيوية، التي تقدر بنحو 100 مليار دولار سنويا.
ويؤكد التقرير على أن ذلك سيؤدي إلى تعرض إيرادات قناة السويس للتدهور، الأمر الذي تتوقع وزارة التخطيط في مصر زيادتها إلى نحو 5.2 مليار دولار خلال العام المالي المقبل 2014/2015.
