الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

رئيس الجبهة الوطنية الموحدة بساحل العاج يعلن ترشحه لانتخابات رئاسة 2015

 زادى دجيدجي
زادى دجيدجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن زادى دجيدجي، رئيس الجبهة الوطنية الموحدة، حزب الوسط، أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في ساحل العاج العام المقبل .
وبدا دجيدجي، أصغر رئيس لحزب سياسي في ساحل العاج، واثقا من فوزه في الانتخابات القادمة، ويبدوا أن الأمور تسير في هذه الاتجاه ، خاصة وأن حزبه الذى تأسس في 19 أبريل الماضى يشهد تعبئه قوية في سائر أنحاء ساحل العاج.
وساحل العاج أوبالفرنسية كوت ديفوار هي دولة في غرب إفريقيا تحدها غانا من الشرق، وغينيا وليبيريا من الغرب ومالي وبوركينافاسو من الشمال، وتشرف من الجنوب على خليج غينيا والمحيط الأطلسي.
وعاصمتها السياسية مدينة ياموسوكرو بينما أكبر مدنها ومركزها الاقتصادي مدينة أبيدجان في الجنوب قرب الساحل ومن أهم مدنها بواكي، وجاجنوا واللغة الرسمية هي اللغة الفرنسية وتعود تسميتها إلى أن التجار الإفريقين كانوا يجمعون أنياب الفيلة ويعرضونها للبيع في أكوام على سواحلها فأخدت اسمها من تجارة العاج .
وفقا لدجيدجى فإن الحضور القوى للنشطاء فى بداية الموسم السياسى للحزب هو خير دليل على ما يقول ، حيث حرص خلال الاحتفال الذى عقد فى فندق البارون بوبوجون (غرب أبيدجان) بمناسبة بدء الموسم السياسى للحزب على التأكيد على أن موقفة الموالى للوران جباجبو الرئيس السابق للبلاد لم يتغير.
وفند دجيدجى ادعاءات منتقدية لة بالخيانة .. مؤكدا أن هذه الأقويل ما هى إلا كذب مفضوح.
وعمل دجيدجى منذ عودته من المنفى عام 2012 على إطلاق سراح أنصار جباجبو وعودة بعض المنفيين وبعد مرور عامين قال دجيدجي إنه يعتصره ألما لأنه اكتشف أن من بين المقربين من جباجبو أناس يعملون عل إطاحته من الساحة السياسية.
وأضاف " ليس بمقدور أحد أن يطوى صفحة جباجبو".. مشيرا إلى أن الرئيس السابق لن يتم إطلاق سراحة فحسب وإنما سيخوض أيضا الأنتخابات الرئاسية المقبلة .
يذكر أن أجندة أولويات الجبهة الوطنية الموحدة تركز على توظيف الشباب، ومحاربة الفقر، والمصالحة والسلام.
وساحل العاج عضوا في الاتحاد الأفريقي ومساحتها الإجمالية 462ر322 كم ويقدر أن يبلغ عدد سكانها بــ 19 مليونا و 997 ألف نسمة وفي عام 1843 أصبحت ساحل العاج تحت الحماية الفرنسية وفي عام 1893، أصبحت مستعمرة فرنسية، وأصبحت دولة مستقلة في 7 أغسطس 1960 وفي الفترة من 1960 وحتى عام 1993، كان يقودها فليكس هوفوييه بوانييه ومنذ نهاية حكم بوانييه، شهدت البلاد انقلابين عسكريين في عامي (1999 و2001) وحربا أهلية ولكن بعد الانتخابات الأخيرة، تم التوصل إلى اتفاق سياسي بين الحكومة الجديدة والمتمردون أدت إلى عودة السلام.
وتحتفظ ساحل العاج بعلاقات سياسية واقتصادية بالتعاون مع جيرانها في غرب إفريقيا، في ونفس الوقت تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الغرب، وخاصة فرنسا.
اقتصاد ساحل العاج يعتمد إلى حد كبير على الزراعة من خلال انتاجها للقهوة والكاكاو وحوالي ربع السكان يعيشون تحت خط الفقر الدولي من 25ر1 دولار في اليوم.
وكشأن كل الإحصائيات تختلف الأرقام حول نسب السكان؛ إذ تتراوح تقديرات عدد المسلمين بها ما بين 60 إلى 65% (أي قرابة 13 مليون نسمة)، ويدين معظمهم بالمذهب المالكي كشأن معظم دول غرب إفريقيا، وتتراوح نسبة النصارى ما بين 20% - 25% معظمهم كاثوليك (80%)، ويشكل الوثنيون النسبة الباقية.
ويوجد بالبلاد 70 طائفة عرقية، لعل من أبرزها (الماندينجو، والجيولا أو الديولا ) التي ينتمي إليها الرئيس الحالي الحسن واتارا زعيم حزب تجمع الجمهوريين المعارض) المسلمتين في الشمال، ومن أشهر القبائل المسيحية قبائل /البيتي/ التي ينتمي إليه الرئيس السابق لوران جباجبو، والبولي التي ينتمي إليها كل من الرئيسين الراحل هوافييه بوانييه وكونان بيديه في الجنوب، فضلا عن قبيلة ياكوبا في الغرب التي ينتمي إليها الرئيس العسكري الراحل روبرت جيه.
وهناك أكثر من ستين لهجة محلية؛ أبرزها لهجة الماندي الخاصة بقبائل الماندينجو، إلا أن الفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد.
وأغلبية المسلمين يعملون في الزراعة في الشمال، وخصوصا في محصول الكاكاو، في حين يعمل الجنوبيون في مجال التجارة والصناعة ، وهذا التقسيم الاقتصادي بالإضافة للتقسيم الجغرافي كانا سببين في زيادة حدة الانقسامات في البلاد، وخصوصا في ظل سياسة التمييز ضد المسلمين؛ حيث انقسمت البلاد إلى قسمين تقريبا؛ هما: شمال مسلم زراعي فقير يشكل الأغلبية، وجنوب مسيحي صناعي تجاري غني يشكل الأقلية.
ولعب الاستعمار الفرنسي منذ قدومه للبلاد أواخر القرن التاسع عشر، وحتى حصول البلاد على استقلالها عام 1960م دورا هاما في تكريس هذه الفوارق فقام بإخضاع البلاد لنظام الحكم المباشر، وعمل على التمييز بين المواطنين على أساس الدين فسمح لأبناء القبائل الوثنية والمسيحية باستكمال تعليمهم في فرنسا، وفي المقابل حرم المسلمين من شغل الوظائف الهامة في البلاد.
ثم أصدر قانونا عام 1939 تم بموجبه وضع أنصار كل ديانة تحت إشراف وزارة الداخلية، حتى يسهل تتبع تحركات أتباع كل ديانة، ومن ثم احتواء أي حركة اضطراب أو تذمر، (ولعل ذلك كان سببا في بروز الخلاف بين النظام الكاثوليكي، والمعارضة الإسلامية بعد ذلك، حيث كانت المعارضة تطالب دائما بحقيبة الداخلية؛ من أجل تحاشي عملية التتبع والاعتقال، فضلا عن إسقاط الهوية عن المسلمين .
ولم تكتف باريس بهذا، بل كانت تكافىء كل من يرتد عن دينه من المسلمين بمنحه الجنسية الفرنسية، وبذلك ساهمت فرنسا في تمكين الأقلية الكاثوليكية من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد .. كما سعت لطمس الهوية الثقافية للأغلبية المسلمة؛ من خلال جعل الفرنسية هي اللغة الرسمية، كما حظرت لغة الماندي التي كانت لغة الإسلام في غرب إفريقيا، فضلا عن منعها تدريس الإسلام في المدارس.
وتم وضع أول دستور - علماني - في البلاد، واحتفظت فرنسا بقاعدة عسكرية كبيرة، هي قاعدة ميناء بويه بالقرب من أبيدجان ‏، ويوجد بها قرابة ألف جندي من الكتيبة 43 مشاة بحرية، ولم يمض سوى عامين فقط حتى قام بوانييه بتوقيع معاهدة للدفاع المشترك مع باريس عام 1962م، يحق لفرنسا بمقتضاها التدخل لإنقاذ البلاد من أي عدوان خارجي، أو تمرد داخلي، كما تم تغيير اسم البلاد إلى الفرنسية، فأصبحت "كوت ديفوار".
ونجح الكيان الصهيوني في اكتساب أرضية في البلاد عبر دعمه الشديد لـجباجبو وإمداده بالأسلحة والخبراء، وتدريب قواته وحرسه الرئاسي فالصهاينة موجودون في جميع المؤسسات في جنوب البلاد سواء كانت عسكرية أومدنية، وتكنولوجية أوزراعية.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت تفاصيل صفقة عقدها تجار سلاح من إسرائيل مع ساحل العاج عن طريق "شركة أنظمة الدفاع الجوي" اشتملت على معدات عسكرية بينها طائرات استطلاع، وصفقة ذخيرة، وقنابل مضيئة(6) ، فضلا عن الأنشطة المشبوهة ضد المسلمين في الشمال ومحاولة إثارة الاضطرابات في صفوفهم عبر قيام جهاز الموساد بدور مهم في تصفية وجهاء المسلمين في المجتمع العاجي، بل إن بعض التقارير تشير إلى دور صهيوني مباشر يسعى لتفريغ اتفاق السلام الموقع في بوركينافاسو من أي مضمون؛ لإدراكهم أن الفوضى تصب في مصلحة حلفائهم من الأقلية النصرانية.
وفي السياق نفسه؛ ذكرت مصادر إعلامية فرنسية أن عناصر الصهيونية كانوا يديرون مركزا للاستخبارات والتنصت في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، قادوا عملية غارات جوية على شمال البلاد، ولعل هذا يلقي الضوء على الدور الصهيوني للتغلغل في إفريقيا، وفى منع المسلمين من الوصول للسلطة رغم أنهم الأغلبية.